قتلى وجرحى في انفجار باللاذقية.. تفاصيل
3سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا
الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر
بينها السودان.. تسريبات خطيرة حول مقترح أمريكي إسرائيلي جديد لتهجير سكان غزة إلى 3 دول أفريقية
حيل لن تخطر على بالك للتغلب على العطش والصداع في رمضان
السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
قرارات رئاسية جديدة في سوريا :منها صرف راتب شهر إضافي للموظفين بسوريا بمناسبة عيد الفطر
عاصفة عاتية وحرائق تجتاح ولايات أمريكية وتخلف دمارا واسعا
ضبط عصابة خطيرة بتهريب المخدرات جنوب اليمن
مسؤول حكومي يتحدث عن خطر الحوثي: العالم يواجه تنظيماً إرهابياً عابراً للحدود
هناك أكثر من دافع لحدوث تغيير جذري في اليمن. غير الفساد، والاستبداد والقمع؛ يُعاني المجتمع اليمني من أزمة حقيقية تتمثل في تكريس القبيلة كوعي وقيمة في حياة الناس.
تُعاني اليمن من فساد كبير، ومن سلطة أمنية ذات صبغة مناطقية. وإلى ذلك؛ أفسدت السلطة في اليمن المجال العام، والقيم الحديثة والمدنية في البلاد، لصالح قيم التخلف والانتهازية. لقد تم ضرب المجتمع المدني في مدينتي عدن وتعز لصالح القيم التقليدية المتخلفة.
كرس النظام الحالي في اليمن نفوذ القبيلة، وفرض قيمها على الحياة الاجتماعية في البلاد، حتى بدت القبيلة، كبنية وكوعي، هي الأكثر قدرة وتأثيراً في البلاد. اقترن حضور القبيلة كمترادف لكل ما هو همجي، وانتهازي، ومخالف للقانون. لهذا ظل حضورها سلبياً في الذهنية العامة.
أعاقت السلطة تطور الحياة، وبالتالي تطور القبيلة ذاتها. لم تحل الأحزاب كبديل مدني حديث، ولم تنشأ روابط جديدة لصهر وإعادة صياغة العلاقات القائمة بين الناس. ومنذ حرب صيف 1994 ؛ تعاظمت قوة القبيلة لصالح تراجع الآمال بقيام مؤسسات مدنية حديثة. ولأن القبيلة مازالت قوية عاد إليها رئيس الجمهورية، منذ سقوط مبارك؛ معتقداً أن عوامل الحسم مازالت في يدها! لقد تغيرت الأمور، وتغيرت القبيلة ذاتها، إلا أن الرئيس لم يدرك ذلك، لهذا مازال يُراهن عليها كعامل حسم لتثبيت الحكم، ومده بالقوة، وليس بالاستقرار.
وبفعل التغيير الحاصل؛ تبدو القبيلة اليوم قريبة من الخيارات الوطنية لبقية اليمنيين. وهي قريبة بهذا القدر من الهوية الوطنية الجامعة لليمنيين بفعل اصطفافها مع التغيير ضداً على مصالح النظام القائم الذي ارتبطت به، طوال الفترة الماضية، وظلت مسدساً في خاصرته.
قادت العولمة، وثورة الاتصالات، عملية تغيير جذرية في العالم. لم يكن المجتمع اليمني بعيداً عن عملية التغيير هذه، التي طالت حتى الوعي القبلي. والشاهد أن هناك انقساماً حتى داخل قبيلة حاشد نفسها.
لم تعد القبيلة اليوم هي ذاتها القبيلة في حرب قعطبة، أو القبيلة عام 94. القبيلة في زمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ليست ذاتها القبيلة في زمن نجليه حميد وحسين.
كذلك لم يعد تنظيم الإخوان المسلمين هو التنظيم الذي عرفه الرئيس صالح، وتحالف معه خلال الثمانينات، وبعد ذلك في حرب صيف 94. الإخوان المسلمون في زمن اليدومي ليسوا الإخوان المسلمين في زمن جمال أنعم وخالد الآنسي.
لقد أدرك التغيير القبيلة، ممثلة بحميد وحسين، كما أدرك الأمر ذاته الأخوان المسلمون. مقابل هذا التطور؛ ظل الرئيس علي عبدالله صالح ثابتاً في مكانه؛ رهيناً للماضي، وممسكاً بأدواته القديمة ذاتها.