آخر الاخبار

مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن'' من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟

عبثاً يتوحد الحراكيون
بقلم/ د. محمد الشيعاني
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 28 مايو 2013 05:36 م

الناظر المتأمل في حال من يسمون ( بالحراكيين ) إخواننا في جنوب اليمن من خلال قنواتهم الفضائية , ومنشوراتهم السياسية , ومليونياتهم , ومؤتمراتهم المتكررة سيلحظ وبجـلاء مدى اختلافهم , وتباين وجهات النظر فيما بينهم مهما حاولوا إخفـاء خلافاتهم بدعوى تأجيلها لما بعد التحرير والإنفصـال , وسيتــأكد لديه وبوضوح أن دعوتهم للتســامح والتصالح رغم نبل مقاصدها وسمـو مطالبهـا إلا أنها رغم تضخيمها إعلاميـــا لم تنجح حتى الآن في توحيد فصائلهم المتنافرة تحت هدف واحد يجمعهم لتنفيذ مطلبهم فك الارتباط أو الانفصال عن شمال اليمن كمـا يريدون .!!

ورغـــم دخول بعض الأحزاب المنتسبة إلى الإســلاميين أو إلى السلفية بحسب مسمياتها ولأول مرة في تاريخ الأحزاب الجنوبية , وبروز بعض أسماء المشايخ , وأرباب العلم وأشياخه لنصـــرة هذا المطلب الشعبي تحت ستــار رفع المظالم ورد الظلم عن الجنوبيين بعد سنوات التهميش والإقصـاء الشمالي .إلا أن التيارات الجنوبية رغم إيمانها بأن الاتحاد قـــوة والتفرق فشل فإن ذلك لم يغير من واقع التباينات السياسية والتي بدأت تطفو على سطح المشهد الجنوبي المتأرجح بين فرقاء الأمس , ودعــاة اليوم , وجيل الشــباب الجنوبي الصـاعد , والبـاحث عن فضاءات الحرية والربيع الزاهر

مؤســف حقــاً أن يؤدي الاتحاد في المصير رغم الاختلاف في القوة إلى الضعف والهوان , ويؤذن بخطر يقف الجميع على شفيره دون أن يتحركوا لوقف زحفه , أو معرفة أسباب انقســامه حتى لا يؤدي بهم إلى الاقتتال رغم رغبة الجميع في عودة الهدوء والمصالحة بين كل الأطراف خاصة بعد سنوات الجدب والنهب المنظم لمقدرات الجنوب والشمال على حد سواء .

إن القوة الحقيقة -في تصوري- لأي مطلب تعني العمل معــاً , تحت فكرة واحدة , وهدف واحد حين ذلك سيكتسب هذا المطلب القوة اللازمة لذاته والتي تمكنه من الانتصار على حظوظ النفس , وخلافات الأمس مهما عظمت , وبعد ذلك سيأتي التصالح والتســامح تبعاً للإتحاد القوي القادم

أمــا حين يكون الاتحــاد بلا قــوة فإنـه حينذاك سيكون كإتحاد المجانين نعــم واعذروني على التشبيه ليس من كون من يطلبون فك الارتباط يوصفون بالجنون بل لأن اتحادهم سيكون مآله إلى الانقسام والتشرذم وإن كانوا في الظــاهر متوحدين حول مشروع الدولة الجنوبية الواحدة وعــاصمتها عدن

وفي النــهاية أختم بهذه القصة من الواقع

ففي أحد الأيام قــام مدير إحدى المصحات النفسية بمرافقة شخصية كبيرة على الأقســام وفي آخر جولته وصل إلى جنـاح كبير يضم أكثر من مائة شخص من أشد المجانين خطراً وكان يحرسهم ثلاثة فقط من الحراس !

لاحظ الزائر هذه الحقيقة فانتابه الذعر والذهول , وقال لمدير المصحة : ألا تخاف أن يتألب هؤلاء المجانين الخطرين على حراسهم الثلاثة ؟

أجاب مدير المصحة بهدوء : (( كلا لا أخاف من أمرهم شيئا .. فالمجانين لا يمكن أن يتحدوا ))!!

هذا درس بليغ لدعاة الهدف والفكرة الواحد آمل أن لا تضيق عن قبوله أفق الإخوة الحراكيين في جنوب اليمن الغالي , فإذا لم تكن مشاريعهم وأفكارهم متعاضدة فإن اتحادهم إلى انقســام , وقوتهم إلى زوال , وتصالحهم إلى عداء واقتتال , وسيكون نعتهم بالجنون أقل الأوصاف وأكثرها تهذيباً من قبل شركاءهم في المصير بالأمس حين يصبحون بلا غنيمة أو تهب الرياح بما لا يشتهون .