مهندس صناعي يحقق حلمه بعد 40 عاما من الانتظار.. مؤسسه توكل كرمان تحول حطاب الخشب الى مهندس يصدر الأدوات المعدنية من قرية الأكمة الى الأسواق المحلية
حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي
وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً
الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل
أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي
أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية
التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان
140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين
وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية
على مدى ثلاثة عقود حكم علي عبد الله صالح اليمن، ليس بالمال أو أجهزة الأمن، بل غالبا بتوازنات قبلية ومناطقية من اختراعه، أو على الأقل يستغلها للبقاء في السلطة، وهكذا عاش. وقد سدد صالح ضربة قوية عندما تبنى بشكل ملتوٍ تأييده مبادرة أو ما سماه بيان مجلس الدول الخليجية التي عرضت وساطتها لإنهاء الأزمة. وما أراده الرئيس صالح وقع، حيث إن أكثرية المعارضة سارعت إلى رفض المبادرة الخليجية لأنه وافق عليها، وانشقت المعارضة على نفسها. وهكذا حصل صالح على وقت إضافي، وأثبت للدول الخليجية أنه الطرف المتعاون والمعارضة رافضة وغير متحدة، وبينها أطراف فوضوية، وأنها تقود اليمن إلى الفوضى والحرب الأهلية.
الرئيس صالح ربما لا يريد ترك الرئاسة مهما كان العرض وكانت الضمانات، ويراوغ للبقاء، وقد سقطت المعارضة في فخ نصبه لها، فاستدرجها إلى مواجهة الوسطاء الخليجيين الذين لا يهمهم بقاء صالح بل يخشون كثيرا انهيار الوضع في اليمن. وحتى نفهم عقلية الرئيس وأسلوبه في إدارة الأزمة أروي لكم قصة اقتحامه اجتماعا يقال إنه عقد في مقر السفارة الأميركية في صنعاء. ففي بداية الثورة اليمنية، قبل شهرين، اجتمعت الأطراف المختلفة للبحث في كيفية التوصل إلى حل، بما يؤمن انتقالا سلميا للسلطة بخروج صالح. ومن دون موعد مسبق أو دعوة فاجأ الرئيس شخصيا المجتمعين بدخوله، وألقى فيهم كلمة متعهدا بأنه مستعد للتنحي عن الرئاسة شرط أن يتعهد خصمه اللدود اللواء علي محسن بعدم توليه منصب الرئاسة. كان يريد أن يدفع علي محسن ومؤيديه لرفض هذا الشرط، وبالتالي شق المعارضة أمام عيني السفير الأميركي، إلا أن علي محسن سارع بالتعهد بأنه لن يترشح، ولن يتقلد المنصب الرئاسي. وفي الأيام اللاحقة سكت عن هذا الشرط ووضع شروطا مختلفة لتبرير بقائه في الحكم.
اليوم مسؤولية المعارضة اليمنية كبيرة، وعليها ألا تنظر إلى الثورة المصرية على أنها النموذج، بحكم اختلاف النسيج الاجتماعي وموازين القوى القبلية والمناطقية في اليمن عن مصر. تنحي صالح عن الحكم لو صار فإنه سيكون مكسبا كبيرا للشعب اليمني، وقد لا يتم بسهولة كما حدث في مصر أو تونس إلا من خلال حل سلمي ترعاه الأطراف الكبيرة داخلاليمن وفي محيطه الإقليمي، وتحديدا دول الخليج. وقد سبق لهذه الدول أن استضافت الخاسرين في معارك الحكم اليمني من قبل. ففي الستينات استضافت السعودية أسرة الإمام المخلوع البدر حميد الدين، وتوج لاحقا باتفاق جدة بين السعودية ومصر وثوار اليمن، وفي نهاية الحرب اليمنية (الشمال مع الجنوب) في التسعينات استضافت سلطنة عمان الخاسرين من قيادات الجنوب، من بينهم البيض والعطاس. وبالتالي فإن منح صالح حق الخروج الآمن ليس حلا جديدا على اليمن، بل إنه أفضل من المخاطرة بتحويل اليمن إلى ليبيا كما هي الآن. أيضا رفض المعارضة لصياغة العرض الخليجي لأن البيان سماها بتنازل صالح عن الحكم ولم يقل تنحيا هو إيغال في مراعاة الألفاظ دون اعتبار للمعاني الأكبر من سلامة اليمن وشعبه ووحدته. فدول الخليج لا تستطيع أن تهين رئيس دولة لأنها ليست حزبا يمنيا، ولا هي في حالة حرب مع صالح، وكل هدفها تأمين خروجه من الحكم بأسلوب ولغة هو يقبل بهما، ويؤمنان للشعب فرصة أن يقرر ما يريده لاحقا.
لكن بعض المعارضة عاجز عن النظر إلى ما وراء الشكليات اللفظية، وعاجز عن إدراك خطورة ما قد تعنيه المواجهات إن رفض صالح الخروج وتحصن مع أتباعه كما فعل القذافي وكما يحدث أيضا في الصومال.
" الشرق الأوسط "
alrashed@asharqalawsat.com