أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد
إعلان ترامب يهز الأسواق.. والبيتكوين يمحو مكاسبه وسط تقلبات عنيفة
بدا الرد الصيني ..رسوم الصين الانتقامية على سلع زراعية أميركية تدخل حيز التنفيذ
أطعمة تقلل جلطات القلب خلال رمضان.. تعرف عليها
5 أطعمة تسبب الإمساك تجنبها في رمضان
الدفاع السورية تكشف المفاجئات الأخيرة عن تأمين الساحل وإنهاء العمليات العسكرية
مبعوث ترامب يكشف عن عروض سخية قدمتها حماس مقابل هدنة طويلة الأمد
حيث الإنسان في اليوم العالمي للمرأة يوثق تجربة فريدة في تمكين عائشة من مشروعها المستدام ليكون عونا لها ولكل صديقاتها ..
الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل معاوية لأنه ''يحاول تبرئة ساحة بني أمية''
قد يتأخر حدوث التغيير المنشود لكن مراحله وخطواته قد بدأت وها هي مرحلة تشكل اليمن الجديد ظاهرة للعيان من خلال إصرار أبنائه بثورتهم السلمية علي ولادته رغم آلام المخاض المتمثل في الاعتداءات اليومية والعقاب الجماعي بالتضييق في سبل المعيشة. وفي خضم هذه المراحل والآلام يجب أن لا نغفل عن الهدف الرئيسي لهذا التغيير، فهذه الثورة لا تهدف فقط لإزاحة علي صالح من الحكم واستبداله برئيس آخر أومجرد التغيير السياسي لنظام الحكم. إن التغيير المنشود يتجاوز ذلك ليشمل تغيير قيم وثقافات كثيرة ترسخت في أذهان الناس علي مدى عقود من الزمن سعى النظام خلالها لتكريس قيم البدائية الفجة وثقافة التمييز الفئوي والمناطقي والنهب الممنهج للمال العام حتى انقلبت المفاهيم السوية وتبدلت معايير القدوة والمثالية وأصبح الجاهل المبتذل في تصرفاته زعيماً والساقط في وحل الفساد بطلاً يتمنى الآخرون أن يكونوا مثله. لقد عمل النظام طوال حكمه علي إبعاد المخلصين والكفاءات النزيهة وقرب الفاسدين وجعل معيار التفاضل لتولي المناصب القيادية للدولة تعتمد علي المقدرة علي النفاق والتماهي مع فساد النظام حتى أصبحت الثقافة الشائعة لدى العامة أن الإلتزام بالنظام والقانون مجرد سذاجة لا تتناسب مع الواقع المعاش وأن " الفهلوة" وتجاوز القانون والنهب للمال العام هو البطولة وبذلك تلاشت في أذهان الكثيرين تلك الصورة الممقوته للفاسدين وبذيئي الخلق وغوغائي التعامل. دمر النظام قيمة العلم والخلق كمعياري كفاءة للتفاضل بين الناس فتلاشت رغبة الطالب اليمني في تحصيل العلم وهو يرى أن المجتمع يقدر حاملي ألقاب "الشيخ" و"الفندم" أكثر مما يقدر حاملي ألقاب الدكتور والمثقف والمهندس، كيف لا وهو يرى قادة الدولة وكباراتها وهم القدوة يحرصون علي "تشييخ وفندمة " أبنائهم أكثر من حرصهم علي تعليمهم ، وأصبح الطالب اليمني في المدرسة يسأل نفسه عن جدوى التعليم وأهميته في تحقيق حياة كريمة له في ظل هذه القيم المغلوطة للمجتمع.
قد يكون تغيير المفاهيم والقيم لدى الناس ليس بالأمر الهين وقد يقول المثبطون أن الحال ميؤوسٌ منه لأن الثورة فيها الغث والسمين وهؤلاء وإن كانوا في صف الثورة فهم لن يستطيعوا التخلص من القيم البائدة ، إلا أن المتابع لهذه الثورة الشعبية يدرك أن اليمن تمر بمرحلة تاريخية تبدو فيها القاعدة الشعبية العظمى لديها الكثير من الاستعداد والتعطش لقيم جديدة تتناسب مع الفطرة السوية وتحقق لليمنيين حلمهم في يمن جديد تسوده ثقافة العدل والمساواة والإلتزام بالقانون والتنافس على أساس النزاهة والكفاءة العلمية. لقد أثبت الشعب اليمني من خلال هذه الثورة أنه يمتلك مخزون حضاري هائل من القيم السليمة النابعة من فطرته الأصيلة وإلتزامه الديني وأنه فقط يحتاج لقيادة تكون قدوة له في تطبيق هذه القيم السوية على أرض الواقع.