حيث الإنسان في اليوم العالمي للمرأة يوثق تجربة فريدة في تمكين عائشة من مشروعها المستدام ليكون عونا لها ولكل صديقاتها ..
الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل معاوية لأنه ''يحاول تبرئة ساحة بني أمية''
سلطات حضرموت تستدعي صحفياً على ذمة مداخلة له مع قناة فضائية يمنية
تعرف على مشروبات اذا تناولها بعد الفطار ستخلصك من الوزن الزائد
لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
صاحب المركز الثاني يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد
أمريكا وروسيا تطلبان اجتماعًا لمجلس الأمن غدًا لمناقشة الأحداث في سوريا
الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
انتحاري خطط لإغتيال ترامب..ومواجهة مسلحة تندلع قرب البيت الأبيض..
يعد انفصال جنوب السودان بعد صراع طويل إيذانا ببدء مرحلة جديدة في خارطة الشرق الأوسط, فسواء كان الانفصال مطلبا مصيريا للشعب السوداني في الجنوب أم حلقة في مسلسل التآمر الدولي على المنطقة, يظل الانصياع وراء تحقيق الانفصال حدثا يستوجب الكثير من الدراسات العميقة والمتأنية التي لا تتحدث عن جنوب السودان الجديد وإنما عن جدوى الانفصال.
ففي الواقع أكاد لا أتصور – ومعي كثيرون في ذلك – كيف يمكن العجز عن الحفاظ على وحدة الوطن وتفضيل الانفصال عنها, فأيا كانت الممارسات أو السياسات أو مظاهر الاضطهاد والجنوح إلى علامات المستعمر, تظل هناك العديد من القواسم المشتركة بين أبناء الوطن الواحد حتى لو تباينت لغاتهم وعاداتهم فهذه الأمور يمكن موالفتها مع الوقت والعزيمة.. وما لا يمكن تحقيقه هو تعويض الخسارة التي تتأتى من عملية الانفصال, من جانب ومن جانب آخر نجد أن كل الكيانات الصغيرة في العالم والكبيرة أيضا تتجه تحو تحقيق الوحدة مع من هم في محيطها سواء عبر اتخاذها لخطوات متتالية في هذا السبيل أو عبر الوحدة المباشرة, بل إن الدول الأوربية تتجه بقوة نحو الوحدة في الوقت الذي ساندت فيه بعضها عملية انفصال السودان دون أن يتوقف دعاة الانفصال أمام هذا التناقض في موقف هذه الدول.
إن الوحدة ليست تجربة أو خيارا قابل للأخذ والرد, واعتبارها كذلك هو أول الطريق نحو انهيارها وهي أيضا ليست إرادة شعبية لحظية, هذا خطأ فادح, فالوحدة هي التكوين الطبيعي للوجود الإنساني المتباين في إطارها, وإذا كانت وسائل التكنولوجيا الحديثة والاتصالات قد أحالت العالم إلى قرية صغيرة, فإنه في الحقيقة كان قرية صغيرة بالفعل قبل تدخل العوامل الشخصية النازعة نحو التحرر في مكونات صغيرة.
والوحدة إذن هي الأساس وأي نزوح في الاتجاه الآخر لن يسفر عن نصر أو حياة أفضل وإنما ستكون إغراءاته أشبه بفخ سرعان ما يكتشف الواقعون فيه ضراوته.
فالعودة إلى فكرة دمج المجتمعات لم تكن لضرورة اقتصادية بقدر ما هي أيضا لضرورة مصيرية وعودة إلى الفطرة الإنسانية التي تحقق بتحققها أفضل صور الحياة للإنسان في أي مكان وزمان.
ومن هنا نجد أن الانفصال في جنوب السودان هو إيغال أكثر نحو التشتت والضياع وهو ما ستثبته الأيام, عاجلًا أو أجلًا, بعد عقود أو ربما قرون أخرى, لو كان للبشرية أن تحيا كل ذلك الوقت.