آخر الاخبار

الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان 140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية 48 ساعة من المعارك في جبهات مأرب والجوف وتعز إحاطة جديدة للمبعوث الأممي أمام مجلس الأمن بشأن اليمن.. ماذا قال؟ إليك أسباب رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام وطرق التخلص منها

فكيف بمن باع وأنهى الصفقة
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 3 أيام
الأحد 01 أغسطس-آب 2010 04:34 م

حين يحصل الإنسان على ما يساوي مساحة شبر في الدنيا يقيم لها الاحتفالات ويبتهج سرورا، وهو لا يعلم أن مساحة الشبر هذه وما فوقها لا تساوي شيئا؛ عندما يقارنها بمساحة بلده الأصلي التي ولد فيها على قلة مؤنتها، وروعة وعظمة البلد التي يعيش فيها - مغتربا وباحثا عن لقمة العيش - من حيث التطور والتقدم والاحتفاء بمباهج الحياة. أما إذا ما قاس مساحة الشبر الذي حصل عليها بهذه الأخيرة؛ فإن قيمتها ستقل في نظره أكثر إلى أن تتماهى أو تذوب، بحيث لا ترى بالعين المجردة، ناهيك إذا ما قارنها بمساحة القارات وباقي بلدان الدنيا والكون الفسيح بما فيه السماوات.

ماذا تظن تلك المساحة الصغيرة وما قيمتها، لا شيء، وأنت عندما تتطلع إلى الأرض من تحت السماء وأنت قد امتطيت وسيلة نقل طائرة، وأنت تطير في طبقات الجو العليا، إذ بك ترى الأرض تحتك صغيرة جدا، فتضطر لأن تعيد المقارنة لتنظر في مساحة الشبر/الذراع/الباع ، فإذا بكل ما تملكه لم يعد شيئا مذكورا، هذا إذا كان ما حزته من الدنيا بطريق مشروع .

وإذا بك تبادر نفسك بسؤال : لماذا - إذا - كل هذا السرور والفرح والابتهاج، وأنا قد حصلت على لا شيء، مقابل كل شيء - إذا كانت طريقة الحصول غير مشروعة - لم يفكر أحد يوما ما بعمق، أن يحصل على تلك المساحة أو نصفها، وأن يضع لنفسه قدم صدق، في مقعد صدق عند مليك مقتدر في جنات ونهر.

 تعال بنا لنرى مقارنة من نوع آخر، نتأملها جيدا؛ مقارنة عقدها لنا المثل النبوي - على صاحبه أزكى الصلاة وأتم التسليم - حتى تعلم ونعلم مدى تفاهة ما حزته في الدنيا بطريق الغلط، وحتى تعي وتفكر بعد ذلك كيف تحاول أن تحصل على شبر في مساحة الجنة، وحتى تكون ذو دعاء عريض يتناسب وعرض ملكوت الله في الجنة التي عرضها السماوات والأرض وما عليك بعد أن تسأل عن الطول إذا كان العرض بتلك السعة التي توحي بالامتلاء.

وحتى تعرف قلة - بل عدمية - ما حصلت عليه أو ما يفكر أحدٌ أن يحصل عليه بطريق غير مشروعة؛ عليك أن تتأمل جيدا قول الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو يمثل للدنيا - التي نسعى جاهدين لأن نمتلك شبرا فيها أو ذراعا أو باعا ومنهم من يهرول في سبيلها هرولة - يقول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – "لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء" قد لا نفهم دلالة هذا المثل إلا عندما نستدعي مثلا آخر وهو يعتمد على الأحجام والمساحات، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الطويل اقتبس منه: "يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِى فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِى إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ".

تخيل من السائل إنسان (مجبول على الطمع) قد يطلب أن تتحول له كل جبال الدنيا ذهبا. ومن المسئول هو الله الكريم، فمهما سأل السائلون، وطمِع الطامعون، وطمح الطامحون وتخيل المتخيلون. كل ذلك لا ينقص من ملك الله شيئا؛ إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر!!! فما عساه ذلك المخيط أن ينقص من ماء البحر أو يحمل معه إن استطاع حمل قطرة. وعليك بعد ذلك أن تتخيل أو تحاول أن تعمل خيالك فيما عند الله. وعندها ستعلم كم هي هذه الدنيا تافهة.

وعودا على بدء ماذا يغني عنك شبرك الذي حصلت عليه في مساحة الدنيا العريض، فإذا كانت الأخيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، لا البعوضة كلها على خفتها وصغرها، بل لا تساوي جناحها؛ إن تشبيه تتبخر معه الدنيا وتذوب معه كل المساحات، وتحار الألباب عند تخيله، الدنيا بكل ما فيها لا تساوي جناح بعوضة، تخيل البعوضة وحجمها – اترك البعوضة جانبا – وتخيل جناحها لوحده - وليس الجناحان – لتستبعد الجناح الثاني وبقية أجزاء البعوضة يبقى جناح واحد لا تساويه الدنيا، قل لي إذا ما وزن ما حزته أنت وما قيمته؟؟؟. عندها ما عليك إلا أن تجهش عيناك بالبكاء حزنا عندما تحاول أن تستنبط وجه العلاقة بين الدنيا وجناح البعوضة من ناحية وبين ما تملكت، فإذا كانت الدنيا عدم لا شيء فما عدمك في العدم المعادلة معقدة جدا الدنيا لا تساوي حتى جناح بمفرده؛ إذ يبقى له قيمة وله وزن، وليس للدنيا ذلك؛ لأنها دونه ولا تساويه، وعند ذلك ما عليك إلا أن تتخيل كم هو عديم القيمة وكم هو حقير وتافه ذلك الإنسان الذي يفكر مجرد تفكير أن يبيع دينه ونفسه لأجل عدم في عدم!!! فكيف بمن باع وأنهى الصفقة !!!.