آخر الاخبار

شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة ترامب ينفذ مجزرة إقالات.. طرد 12 مفتشا عاما خلال ساعات تفاعل غير مسبوق و جديدة للسنوار خلال المعارك في قطاع غزة برنامج ما خفي أعظم ..يكشف خفايا وتفاصيل جديدة عن معركة السابع من أكتوبر

أسبوع في الفردوس
بقلم/ محمد السياغي
نشر منذ: 16 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الثلاثاء 03 يونيو-حزيران 2008 07:16 م

مأرب برس - خاص

 إلى قبل زيارتي الأخيرة لماليزيا، وحتى بعد أن مكنني حسن الحظ من زيارة أكثر من مكان وبلد في هذا العالم، كنت أظن أنني لن أرى بلد أجمل مما سبق وأن رأيت، ولا أن ثمة بلد مسلم مثل ماليزيا، يتمتع بكل ذلك السحر والجمال الطبيعي الأخاذ، ويحقق ذلك القدر المذهل " وغير المزيف" من خطى التقدم الوثابة والواثقة، ويعيش ذلك التطور والنهضة العلمية والاقتصادية والحضارية والصناعية الرهيبة، بما جعله أحد نمور الشرق الأسيوي الخمسة القادمة للعالم بقوة لتنافس غيرها من المجتمعات الأوروبية والغربية تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا، في وقت يعيش فيه العالم العربي في غربة بعيدة جدا عن كل شيء، وتشتعل فيه وغيره من العالم الإسلامي حرائق وحروب، وتحتدم نزاعات وصراعات ما أنزل الله بها من سلطان، ليبقى الخراب والدمار والفوضى، وجميع إشكال الفساد والتخلف والعوز والقهر هو واقع الحال المعاش!!

 بحق لم أكن أتصور مجيء الفرصة بهذه السرعة، ولا أنني سأعيش يوما ما فيما يشبه الحلم الجميل، والحياة الأسطورية التي تلامس الخيال في فردوس من فراديس الأرض قاطبة.. فمثل غيري كثيرين، سمعت كثيراً عن ماليزيا، وشاهدت الكثير من الصور التي تحكي عن سحر طبيعتها الخلابة، ونهضتها الحضارية والصناعية والاقتصادية المذهلة، وكان الشوق لزيارتها يتزايد ويتعاظم كل يوم، إلى أن جاءت الفرصة التي طالما انتظرتها بشوق متراكم..

 

 لم يكن "مثلي" يتصور أن ثمة بلد في العالم بهذا الجمال والروعة، والأناقة، ومنذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي تلك الأرض(الجنة)، وحالة من الدهشة والذهول لا تفارقني، لم أفق منها إلا في مطار الرحبة على وقع حالة الضوضاء والضجيج والفوضى للأصوات المتضاربة في بعضها.

 

 فعلا لا أدري من أين ابدأ بالحديث عن هذا البلد، لكن النصيحة المجانية التي أسديها للجميع بدون استثناء ودون أدنى مبالغة، هي إذا ما تسنى لأحد الفرصة بزيارة ماليزيا، فلا يترد كثيرا، حيث سيتعرف على آسيا الحقيقية, وعالم الألوان الحقيقي، وسيكتشف الفرق الشاسع بين عدد الخطى والأشواط التي قطعها هذا البلد المسلم على طريق تحقيق ثورة نهضته وتقدمه، والتي طالما سمعنا وقرأنا وشاهدنا وكتبنا عنها ولا نزال نكتب، لكنا أبدا لن نتمكن من تقديم التوصيف الحقيقي والكامل لملامح تلك النهضة والتطور التي غادرنا إليها المجتمع الماليزي منذ وقت مبكر وفي أقل من مئة وخمسين عام فقط!

 

 حتى اليوم وأنا بصدد استجماع واستحضار انطباعاتي عن هذا البلد، لكن لا أخفيكم أنني عجزت عن الإلمام بها كاملة، وأنها المرة ألأولى التي أسجل فيها أول انطباع من المطار ونحن نقطع المسافة من المطار إلى مقر السكن في مدينة كوالالمبور العاصمة، وأتذكر الكثير من الانطباعات التي تبادرت إلى ذهني من قبل، حين زرت الكثير من البلدان الأوروبية، بتشبيه بعضها وكأنها مدن خططت كغابات إسمنتية توحي بالتقدم العمراني المذهل، وأخرى خططت وسط بستان كبير لكنه يفتقد للجمال والإتقان والجاذبية.

 

 ما اختلف في الانطباع هنا أن مدن العالم الأخرى إذا كان بعضها خطط في وسط بستان، والبعض الأخر على شكل خرسانات وكتل وأبراج إسمنتية فإن ماليزيا جمعت بين الاثنين معا جمال الطبيعة الساحرة والنهضة العمرانية والحضارية المذهلة، وأنها دولة خططت في وسط غابة وليس مجرد بستان، لكنها غابة جميلة ومنظمة أجمل ما فيها النظافة وأعمق ما في فلسفة أبنائها منحهم لك الابتسامة.

 

 أما ما ترسخ لدي على طول المسافة الشاسعة نسبياً التي يقطعها المسافر من المطار إلى وسط المدينة العاصمة كوالالمبور، والتي تصل إلى ساعة من الوقت تقريباً، مع قيادة هادئة تعكس طبع الهدوء والاتزان المتجلي بوضوح كبير في شخصية الإنسان الماليزي، مع ما تتصف به الشوارع الخارجية من مساحة عريضة تتسع لأكثر من أربع سيارات وما تتميز به من نظافة وبنية تحتية مذهلة، وإتقان فريد من نوعه في البناء والأعمار قلما تجده في مدن أوروبية وغربية من الوزن الثقيل، وأن ماليزيا هي جنة الله في الأرض والأجمل من بين كل ما رأيت على الإطلاق.. وللكلام بقية.

.....................//