توكل كرمان: آن الأوان لحل القضية الفلسطينية وعلى العالم أن يقف إجلالاً لنضالهم المجلس العربي يدعو الى محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن جرائم غزة وعدم إفلاتهم من العقاب وفقاً للقانون الدولي وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد يوقع في ختام مؤتمر الحج والعمرة عدة اتفاقيات تهدف لتقديم الخدمات النوعية للحجاج المليشيات الحوثية تترك قتلاها وجرحاها بالأزارق .. بعد مواجهات ضارية مع القوات المشتركة جنوبي اليمن الحكم على رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان بالسجن 14 عامًا وزوجته 7 سنوات في قضايا فساد غارات أمريكية على محافظة عمران بايدن يكشف كواليس صفقة غزة ويتحدث عن أنفاق حماس التي وصفها بالمذهلة يحسن الانتصاب- 6 فوائد يقدمها القرنفل مع الحليب للرجال تعرف على عشبة سحرية ومذهلة تستخدم في علاج أمراض الكبد والسرطان تنسيق يمني-بريطاني لعقد اجتماع للمانحين في نيويورك لدعم اليمن
كان لزاما ان تثور الدول العربية على شعوبها وعلى أنظمتها الحاكمة، غير أبهة بالمصير او مدعاة للقلق والخوف مما عليه اليوم، في ضوء ما يحدث اليوم في سوريا، والتي تنحدر فيها الأمور نحو مستقبل غامض محفوف بمخاطر الانحدار إلى مستنقع الحرب الطائفية الأهلية التي تهدد لا استقرار المجتمع السوري وحده وتماسك نسيجه، بل وتهدد بخطر الزوال الدولة السورية الموحدة معه. وفي ظل ظروف مثل هذه يحق للمرء، بل يجب عليه، أن يتساءل: إلى أين تقود هذه الثورات شعوب ودول المنطقة وماهو المصير المحتوم من هذه الثورات التي ظلت فترة من الزمن خانعة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا حتى نفذ صبرها وزاد حد الطغاة والجبابرة و تعدو وبطشوا
لا أحد يلوم هذه الشعوب على ثوراتها فهي أدرى بالأسباب التي دعتها للثورة، وإن كنا وبقراءة بسيطة نستطيع أن نعرف القدر الذي نالته على يد أنظمتها الباطشة من عسف وظلم وقهر، إلا أن الثورات إذا كانت، شأنها شأن كل شيء آخر تقاس بنتائجها، فإننا يمكن أن نحكم بأن حال تلك الدول تحت الأنظمة الباطشة كان أرحم. فتحت سلطة الحكام القوية والشاملة القاهرة تساوت كفة القوى المتناقضة الطائفية منها والعرقية والثقافية، فقد كان البطش يتربص بالجميع، وما فعلته هذه الثورات هو أنها رفعت الغطاء عن هذه التناقضات والمشاعر العدائية بين هذه الكيانات الطائفية والعرقية والقبلية التي كانت مكبوتة من قبل، فتفجر فتيلها.
لقد حاول القذافي أن يلعب بورقة التناقضات هذه ليحول الثورة على حكمه إلى حروب قبلية في لحظاته الأخيرة بعد أن فشل المرتزقة في إيقاف المد، وكذلك فعل علي عبد الله صالح بورقة القبلية وورقة القاعدة، وفعلها رجالات حسني مبارك بالحرائق التي استهدفت الكنائس القبطية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل. لماذا؟ لأن كل هذه الكيانات الطائفية والعرقية والقبلية كان يجمعها هدف واحد يوحد صفوفها،
كان ثمة بينها عدو مشترك وخطر موحد وهو النظام وزبانيته، وهذا نمط سلوكي معروف في تاريخ الشعوب، أن تتوحد إرادتها وتذوب التناقضات الثانوية الطائفية والقبلية بينها حين تواجه خطرا مشتركا، ثم تعود لتطفو على السطح بعد زوال العامل الذي وحدها، وهذا ما حدث ونراه يحدث كل يوم في الدول التي انتصرت ثوراتها، إلا أن الحالة السورية بينها وإن لم تكن استثناء فإن اختلافها في الكم الخاص بها إنما يكمن في عمق التناقض العلوي / السني وفي مستويات عنف النظام الذي كما هو واضح لا حدود له، وكما رأينا فإنه يصل إلى الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، من إبادة جماعية وعمليات تهجير قسرية وقتل على الهوية لا يستثني اغتصاب النساء وذبح الأطفال والنساء بعد اغتصابهن، وإعدامات بالجملة للرجال بلا محاكمات واقتحام دور العبادة وقتل المصلين واللاجئين إليها.
الشعب السوري ومعه العرب جميعا يستصرخون المجتمع الدولي عبر مؤسساته الأممية لإنقاذ السوريين من نظام الحكم العلوي ألبعثي، ولكن من ينقذ غدا الشعب السوري، من نفسه؟. يجب أن نفكر في هذا، فقد ذهب صدام حسين عليه رحمة الله فاشتعلت النار بين طوائف العراق، ورحل ألقذافي إلى رحاب الله، والآن يعلن بعض الثائرين عليه إمارة في إقليم برقة.
ثمة ما يدعونا إلى التفكير عميقا فيما حدث ويحدث اليوم حتى لا يأخذنا طوفان الأحداث بعيدا عن أنفسنا.