آخر الاخبار

محمد علي الحوثي يهدد السعودية والإمارات بالصواريخ والمسيرات مليشيا الحوثي تهدد الأمم المتحدة والسعودية وتهاجم المبعوث الأممي قبيل دخول قرار تصنيفهم جماعة إرهابية أجنبية وقفة احتجاجية لموظفي شركة بترومسيلة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة ونقابة الموظفين تحذر من المماطلة السلطات المحلية بمحافظة مأرب توجه دعوة خاصة لمنظمة المساعدات الألمانية وزير الدفاع يبلغ الحكومة البريطانية أن تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن مرهون بدعم قدرات القوات المسلحة سفراء الاتحاد الأوروبي يبلغون عيدروس الزبيدي عن دعمهم للمجلس الرئاسي والحكومة فقط ويشددون على وحده الرئاسة .. تفاصيل وزير الدفاع الفريق محسن الداعري: الحرب قادمة لا محالة ونحن جاهزون لها إنهيار العملة الوطنية تخرج حزب الإصلاح بمحافظة تعز عن صمته ويوجه رسائله للمجلس الرئاسي والحكومة وزارة الأوقاف تتفقد سير العمل في مكتب أوقاف الشحر وتشيد بالمشاريع الوقفية والطوعية السلطة المحلية تدشين مشروع غرس 5000 شجرة بمدينة مأرب.

حتى لا تختزل الثورة اليمنية في صراع هامشي
بقلم/ د:عبد القوي الشميري
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 22 يوماً
الجمعة 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:16 م

إن المتتبع لمسار الأحداث الراهنة في اليمن يلحظ وجود مسارين أساسيين للصراع ، يتمثل الأول في الصراع القائم بين الشعب بكل فئاته معبرا عنه في الثورة الشعبية السلمية وبين النظام الحاكم ، وهو صراع موضوعي توافرت له كل أسباب الصراع وشروطه ، ولذلك اتسم هذا المسار بالطابع الثوري .

أما المسار الثاني فيتمثل في الصراع القائم بين النظام الحاكم وبعض العناصر التي خرجت عنه والتي كانت إلى وقت قريب جزءا لا يتجزأ من هذا النظام . وهو صراع يغلب عليه الطابع الشخصي ، فالخصومة الشخصية هي السائدة بين أطرافه بصرف النظر عن محاولات تصوير هذه الخصومة بأنها ذات طابع سياسي .

ومن جهة أخرى هناك حالة من التعاون والصراع في إطار قاعدة المثلث المكون لأطراف الصراع ومساراته . أي بين الثورة الشبابية التواقة إلى بناء دولة مدنية حديثة ، وبين رموز القبيلة التي مهما اتسم خطابها بالثورية فإنها لا شك تسعى لأن يكون لها دور مهم في إطار أية صيغة جديدة للحكم . لكن هذا المسار يغلب عليه طابع التعاون بالنظر إلى ظروف المرحلة وما تقتضيه من ضرورة التعاون بين كافة الأطراف التي تسعى إلى تحقيق هدف واحد متمثل في إسقاط النظام الحاكم ، وذلك دون إغفال لحالة الصراع الكامن بين أطراف هذا المسار ، والذي سيبرز على السطح بعد تحقيق الهدف المشترك بإسقاط النظام الحاكم ، حيث سيتحول هذا المسار الثانوي في الصراع إلى مسار رئيسي ، وذلك بسبب التناقضات الموضوعية بين طرفيه ، فالهدف المحوري لثورة الشباب في تأسيس دولة مدنية يتسيدها النظام القانون ، قد يصطدم بطموحات القبيلة في لعب دور أساسي في إطار صيغة الحكم القادمة .

شكل توضيحي لمسارات الصراع في اليمن

النظام الحاكم

الثورة القبيلة

وحيث أن المسار الأول للصراع هو المسار الحقيقي والموضوعي والمعبر عن حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي في اليمن ، فقد حاول النظام الحاكم تغييب هذا المسار والعزف على وتر المسار الثاني ، وبالتالي تصوير ما يحدث في اليمن على أنه صراع شخصي بين أجنحة القبيلة الواحدة ، وليس ثورة شعبية شاملة تمخضت عن واقع سياسي واقتصادي واجتماعي حافل بالتناقضات والسلبيات التي تفرض ضرورة القيام بعملية تغيير جذري شامل لهذه الأوضاع. وهو أمر – لاشك – يحمل في طياته افتئات كبير على الثورة اليمنية ، ومحاولة لتزييف ما يجري على أرض الواقع اليمني ، لان المسار الثاني للصراع لم يظهر إلا بعد أكثر من شهر من انطلاق الثورة في 11 فبراير 2011 ، وذلك بعد إعلان كل من اللواء على محسن الأحمر والشيخ صادق الأحمر تأييدهما للثورة في أعقاب مجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011 .

وبناء على التحليل السابق ، ينبغي على كل المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني عدم اختزال الثورة اليمنية المعبرة عن حقيقة الصراع القائم في اليمن ، في صراعات ثانوية بين النظام وبعض مراكز النفوذ القبلي ، تجري على هامش الثورة ، وإن كانت هذه الصراعات الثانوية في الواقع هي جزء من ثورة الكل ضد النظام بصرف النظر عن طبيعة الأهداف والأغراض التي يحملها كل طرف من هذه الأطراف التي يجمعها وحدة الهدف الرئيسي المتمثل في إسقاط النظام الحاكم .

وهناك مسالة تكتسب أهمية بالغة على صعيد التعرف على حقيقة ما يجري في اليمن ، وهل ما يجري هو ثورة شعبية بكل أبعادها أم مجرد صراع نفوذ بين بعض القوى الفاعلة في الساحة اليمنية ، وتتمثل هذه المسالة في ضرورة القراءة الموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن وهل تتوافر فيها كافة الشروط الموضوعية للثورة أم أنها لا تشكل بيئة ثورية وبالتالي نصبح أمام حالة تمثل صراع نفوذ .

إن القراءة الموضوعية للبيئة الداخلية اليمنية توضح بجلاء أن الأوضاع في اليمن قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من الاحتقان السياسي والاجتماعي عكس نفسه في حالة من الإحباط الاجتماعي منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن على أقل تقدير ، الأمر الذي وفر بيئة ملائمة لنضوج الفعل الثوري واستكمال الثورة لكافة شروطها الموضوعية لتنطلق في نهاية المطاف مستلهمة في ذلك الكثير من النماذج العربية في هذا المضمار .