الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن يمنيون معتقلون في سجون الأسد: حقائق مفقودة خلف جدران الظلام الجيش السوداني يحقق تقدما قويا في الخرطوم ويسيطر على مواقع استراتيجية ميليشيات الحوثي تستحدث مواقع عسكرية جديدة تشق الطرقات وتدفع بالتعزيزات الى جنوب اليمن مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة المليشيات الحوثية تتعرض لعدة إنتكاسات في جبهات بمارب .. خسائر بشرية وتدمير معدات عسكرية وتسللات فاشلة الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تحذر من الاستغلال السياسي وتؤكد التزامها بتحقيق مطالب الجرحى استعدادات في مأرب لإقامة المعرض الاستهلاكي 2025 الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة أحد أبناء الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عاجل: حريق في سفينة حاويات بالبحر الأحمر
ليس غريبا أن تندلع ثورة في إيران، بل الغريب أن الثورة ضد نظام ولاية الفقيه تأخرت كثيرا في بلد عريق وشعب ذكي مثل شعب إيران المثير لإعجاب العالم عبر الكثير من تاريخه ونتاجه الثقافي.
لا بد أن يفهم من يهمه الأمر، أن إدارة الأمم في الألفية الثالثة لن تفلح بقيادة رجال الدين أو هيمنتهم،أو فهمهم وتفسيراتهم وتشعبات فتاواهم في الإقتصاد والعلوم والحكم والثقافة.
للدين مقاصد نبيلة وغايات حميدة في الحياة وله أثره الإيجابي في الإجتماع الإنساني، لكن هناك ثابت ومتحول في هذه الحياة، والكثير من رجال الدين أو مختصيه تتسم آراؤهم وفهومهم بالجمود والتصلب والغرابة وحتى العنف، بينما ديناميات الحياة البشرية وتفاعلاتها ومتطلباتها متحركة ومتغيرة بل متفجرة أحيانا، على نحو متعاظم وخطير، خاصة في عصرنا.
من يتصور أن آيات الله في قم والنجف وغيرها ما يزالون منتظرين المهدي منذ أكثر من ألف عام، ليخرج من السرداب ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويلهجون بالدعاء بأن يعجل الله قدومه، ويعملون على صياغة أجيال تؤمن بهذه الخرافة، مع أن إدارة الدول في هذا العصر لم تعد بذلك التعقيد والقداسة، فمواطن من أصول أفريقية ومسلمة، مثل أوباما يمكن أن يدير أعظم قوة في التاريخ ثم يعود مواطنا عاديا محترما، له وعليه، وقد تأتي الظروف بشخص مثل ترامب، ويضل الشعب الأمريكي يتصدى له ويعارضه وينتقده ويمحصه، ويذهب أيضا في النهاية ويأتي غيره، بلا تقديس، أو اصطفاء أو حقوق ولاية من السماء..
ولا بأس أن يعتقد الناس ما يشاؤون، لكن من الصعب تَقَبُّل أن يقود ويوجه الأمم والشعوب، في هذا العصر من هم على هذا النحو من المعتقدات وما ينتج عنها من إجبار وإكراه للناس للخضوع لها،وما يتسبب فيه ذلك من خراب للبلدان والعمران..
في ألمانيا التي كانت نازية، تقودها الآن سيدة قديرة، تحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، ابنة قس لوثري، اسمها إنجيلا ميركل، تتصدى الآن للعنصريين في بلادها وتحمي الإتحاد الأوروبي، وترسخ العدل والتسامح وتأوي ملايين المسلمين المظلومين الذين شردهم الطغاة وحلفاؤهم من آيات الله .
في الصين يقود البلد الضخم حزب شيوعي، براجماتي، ولا علاقة له بالمهدي ولا حتى بالسماء، ولا بصاحبنا الحوثي ابن النبي، كما يصر الحوثي ويؤكد.. وفيما أن بلاد ابن النبي، تعيش حربا وبؤسا، وخرابا، وجوعا ومرضا، وتشردا بفعل معتقداته وحروبه، فإن الصين التي يحكمها حزب شيوعي تنافس الآن على المركز الأول في اقتصاد العالم وتساعد في جعل الحياة أسهل وأفضل وأرخص لكل سكان الكوكب..
كان الإمبراطور في الصين يصر أنه ابن السماء وكان لا بد من التعامل معه على ذلك الأساس لقرون ..! وسألت في الصين أين أحفاد الإمبراطور الآن، فقيل : موجودون، مواطنون عاديون يعيشون على الأرض مثل غيرهم في ظل حكم الحزب الشيوعي.
في حالة صاحبنا الحوثي سنقبل التعاطى معه باعتباره مواطنا عاديا مثلنا، بكافة واجبات المواطنة، وكامل حقوقها،بما ذلك قيادة الدولة، بالإنتخاب وحرية الإختيار طبعا، ولكن قبل ذلك لا بد أن يضع السلاح جانبا، ويصغي لصوت الشعب لا أن يجبره بالعنف والإذلال على أي شيء فما بالك بأن يجوعه ويشرده من أرضه..
ولو تعمق الحوثيون في التاريخ سيدركون أن من فرض أمره بقوة السلاح أُجبر على التخلي عنه بقوة السلاح أيضا، إلا أن يصلح من حاله سريعا.. و قبل ذلك أيضا،لا بد أن يتأكد الحوثي ويسلم بأنه مواطن عادي مثلنا، ولا يمنع أن يفوقه في القدرات والجدارة والإستحقاق مواطن آخر من أصول أفريقية أو آسيوية أو غير ذلك.. بغير هذا الإدراك والفهم والتسليم والتأكيد؛ من الطبيعي أننا لن نتفق معه أبدا، بل نرفضه بشكل قطعي ومطلق، وهذا قدرنا الإنساني وواجبنا الوطني والأخلاقي والتاريخي.
لأصبح حالنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا أفضل، ولربما نجا ديننا القويم من تحميله ما لا يحتمل.