المغرب نموذج:فماذا عن البقية؟
بقلم/ حسان الحجاجي
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 13 يوليو-تموز 2010 07:42 م

بعد المعاناة التي عانى منها اللاجئون الصحراء المغربية في مخيم تندوف جنوب الجزائر طيلة السنوات الماضية شهدت الآونة الأخيرة عودة العديد من الأفواج من أولئك اللاجئين الى الوطن المغربي بعد ان تبددت الأحلام الوردية التي سبق وان زرعها في مخيلتهم انفصاليو البوليساريو ومن يقف خلفهم ممن بنو جدار رملي ارتفاعه أربعة أمتار محاطا بالأسلاك الشائكة على المخيم علاوة على الممارسات العنصرية والمضايقات التي يتعرضون لها داخل المخيم من قبل عناصر في الجيش الجزائري ومرتزقة البوليساريو تلك الممارسات التي حولت حياتهم إلى جحيم داخل المخيم .

ومما لاشك فيه أن عودة الأفواج من اللاجئين إلى المغرب شكل ويشكل ضربة موجعة بل سهم أصاب انفصاليو البوليساريو في مقتل سيما وان هذه الحركة الانفصالية تمر بحالة ترهل وتفكك في الفترة الأخيرة وفي تقدري انه لولا أن هذه الحركة تقتات من خلال استيلائها على الملايين من التبرعات الأوروبية للاجئين والتي يستولي عليها الانفصاليون لتبخرت هذه الحركة بين عشية وضحاها كون هذه الحركة قد أصيبت بالتصدع عقب عودة العديد من قياداتها الى الوطن الام المملكة المغربية والانضواء تحت راية ملك المغرب في فترات سابقة لتأتي عودة فئات شابة المكثفة والنوعية لتشكل ضربة قوية لأطروحة الانفصاليين التي تتبناها البوليساريو وغيرهم من خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية كما والحال كذلك ان عودة اللاجئين أربكت حسابات "البوليساريو" التي كانت تراهن على فئة الشباب في دعم مشروعها الانفصالي فاذا بها أي البوليساريو تجد نفسها اما من راهنت عليهم يتخطون كل الصعاب والمخاطر لتجاوزهم للألغام والحواجز،معرضين أنفسهم للموت من أجل العودة إلى وطنهم المغرب.

وان من الضرورة بمكان أن أشير هنا إلى أن أهمية هذه العودة لا تتمثل في الكثافة فقط،بل في كونها تدرجت عبر مجموعة من المراحل وشملت مجموعة من المكونات،كون مثل هذه العودة كانت في البداية تقتصر على الأطر والمؤسسين الأوائل ل`"البوليساريو"،ثم تدرجت بعد ذلك إلى بعض القيادات العسكرية،قبل أن تشمل زعماء وشيوخ قبائل صحراوية كانوا يشاركون في عمليات تحديد الهوية بحسب بعض المتابعين.

وقد أكدت مصادر إعلامية عودة العديد من قيادات الجبهة الى الوطن الام منهم على سبيل المثال وليس الحصر أحمدو ولد سويلم وحبيب أيوب ومصطفى البرزاني ونور الدين أحمد بلالي و حامتي رباني اضافة الى عودة عدد من الأسماء البارزة من قبائل أولاد الدليم وقبائل الركيب الساحل وقبائل أولاد تيدارلين والعروسيين، وهذا تأكيد على انتماء هؤلاء إلى الوطن وهو ما سيجعل مخيمات تندوف مملوءة بصحراويي الجزائر فقط، في الوقت الذي ستتم فيه عودة قياديين آخرين بالنظر إلى أنهم يفضلون فكرة الحكم الذاتي في اطار السيادة المغربية على بقائهم في مخيمات تندوف.

ومما سبق تتجلى للقارئ والمتابع حكمة الإخوة في المغرب ومهارتهم في التعاطي مع انفصاليي البوليساريو وكيف أن القيادة المغرب استطاعت أن تدير تدير مشكلة النزعات الانفصالية بسياسة جعلت الكثير من رموز الانفصال التخلي عن مواقفهم ونزعاتهم والرجوع إلى صوابهم والإدراك بأنه لا عيش كريم إلا في إطار الوطن الأم ووحدته الترابية.

وهو ما أتمناه أن تستفيد بعض الأنظمة العربية من هذه التجربة للحفاظ على وحدة أقطارها سواء في السودان الذي يتجه جنوبه الى انفصال محتم كما يبد ..!