إلى الرئيس السابق.. كم بقى من عمرك؟
بقلم/ محمد يحي جهلان
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 28 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:53 م

اكتب إليك كشاب من الآلاف الشباب الذين لم يتلوثوا بوسخ السياسية والعصبية والمناطقية والحقد . شباب لا يرجون إلا خير لبلادهم ونشر سلام ومحبة .. ينشدون ويحلمون مستقبل مشرق لا يرون منه إلا إيمانهم بقدراتهم وحبهم لهذا الوطن .

أوجه أليك رسالتي البسيطة بعد أن قرأت خبر يتضمن إصرارك تأجيل سفر لإجراء عمليات جراحية لكي تترأس ممثلي المؤتمر الشعبي والتحالف لمؤتمر الحوار ..

وذلك الأمر الذي يستوجب إعادة التفكير من قبلك في الأمر بمجملة فأنت تحاول مجددا خوض معارك سياسية لن تغنيك في شيء وأنت الذي قلت " تركت السلطة طواعية حفاظا على دماء اليمنيين "وحمدوا لك ذلك كثيرا من محبيك تعلم ونعلم جميعا أن مشاركتك ستزيد الحوار تعقيدا في حين ينتظر الناس فرج للمضي قدما بعد أن ساءت أحوال البلاد والعباد.

أيضا أنت تعلم جيدا بذكائك القروي أن مرحلتك وجميع الجيل الذي تنتمي إليه بكل أدواتها ومكوناتها قد انتهت فيجب أن تعمل وفق ذلك دون أن تسمع لأولئك الذين لازالوا ينافقوك حبا في مصلحتهم وإلا فما مقدار دفعك لمعترك سياسي مارسته سابقا الآلف المرات أمام سفرك للعلاج واستعادة صحتك والتفرغ لأمور فقدتها بسبب السلطة والسياسية .

أنت تؤمن بشرف بتاريخك ولك الحق في ذلك فلما لا تختم ذلك التاريخ بخاتمة تُرضي بها ربك الذي أنجاك من مصائب كثيرة أصيبوا بها ممن هم في مقامك كرؤساء لدول لفظهم التاريخ ..قد شهدت موت محقق في حادثتك الأخيرة و أنجاك الله بإعجاز وأعادك إلي دنيا ينبغي أن تستغل كل لحظة في مرضاته وحبه وحب خلقه .

اعتزل السياسية والأحزاب فأنت خير من يعرف أنها البيئية الخصبة لممارسة الكذب والخديعة دون أن يوهموك أن ذلك ضعف منك ..قد يقال لك لما عليك أن تعتزل ولك شركاء لازالوا يلعبون ؟ لكنك تعلم علم اليقين أن المستقبل القريب سيقذفهم دون رحمة إن لم يدركوا أنهم جزء وشركاء لمرحلة انتهت صلاحياتهم بانتهائها ..أنت تعلم أنهم أسلحة قديمة أن اسُتخدمت تصيب من خلفها ..تعلم إن استمروا فأنهم يصنعون أوجاعهم وآلامهم بأيديهم .

أنسى كل ذلك واتجه إلى فعل الخيرات وستلقى حياة وسعادة جديدة لم ترها من قبل انظر إلى تجارب رؤساء سابقين كـ بيل كلينتون الذي تفرغ لمؤسسته الخيرية قائلا انه يستمتع بكل دقيقة في العمل فيها ويفتخر بنشاط يتسع ليطلق مؤسسة تعليمية تستهدف 10 ملايين طفل .انظر إلى زعماء لم ولن ينساهم التاريخ كنيلسون منديلا الذي تعد مؤسسته الخيرية من أشهر المؤسسات في العالم .

الفرصة أمامك سانحة والوقت ثمين ينتظر قرارك لتتفرغ لمؤسسة الصالح التي تحمل اسمك وتعمل على توسعة أعمالها وأنشطتها الخيرية لتخدم منها وطن وشعب منحك الكثير .. وتلقى سعادة لا يزال أصحاب السلطة والمال يبحثون عنها..وتزرع ابتسامة على وجه أم أو يتيم أو كهل .. الفرصة أمامك لتكتب خاتمتك وبيان نعيك بيديك وبعملك.. فكر قليلا بنقاء ..كم بقى لك من العمر ؟