إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة
منذ كنت طالبا في الجامعة قبل عشر سنوات حتى قبل أيام لم يكن هناك ما يشغل تفكيري أكثر من البحث عن يمن بلا أزمات ومشاكل ، وإلى قبل شهرين وصلت لقناعة أن الأخ رئيس الجمهورية وحده من يمتلك ذلك.
لكن اليوم فرضت الأحداث المتسارعة والثورات الشعبية علينا جانب من التفكير في البحث عن حل أو فرصة للأخ الرئيس كيف يمكنه مغادرة كرسي الحكم دون أن يمسه وأسرته وحزبه أي ضرر مادي أو معنوي، في وقت تضيق الفرص بين لحظة وأخرى.
ويبدو أن ذلك وغيره من المخاوف الأخرى جعلت العلماء الأجلاء ذاهبين وعائدين بين السلطة والمعارضة ما أسفر عن اعلان تقديم المشترك لخمس نقاط تضمن انتقالا سلميا للسلطة في اليمن أهمها " ضمان حرية التظاهر والاعتصام ، وتشكيل لجنة تحقيق في الاعتداءات وتعويض أسر الشهداء ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة، والانتقال السلمي والسلس للسلطة، ووضع برنامج زمني لا يتعدى نهاية العام الجاري، والتواصل مع جميع القوى وأطراف العملية السياسية في الداخل والخارج بدون استثناء " .
والمتابع لهذه النقاط يجد صعوبة كبيرة في تطبيقها واقعيا فلا يمكن لصالح أن يحكم حتى نهاية العام في وقت استمرار التظاهرات ، كما أنه من المستحيل موافقة معارضة الخارج وأطراف العملية السياسية في الداخل والخارج إذا ما اعتبرنا الشباب في ميادين التغيير جزء من تلك العملية، أما في حال أن الشباب المتظاهر في الميدان خارج العملية السياسية فهذا الاتفاق لا يعنيهم وسيرفضوه ويواصلون مشوارهم، وبذلك لا يعني الاتفاق سوى كسب المعارضة مزيد من الوقت دون أن تخسر علماء الدين من جهة والشباب من جهة أخرى في ظل تصاعد الضغط الخارجي على الرئيس صالح للاستجابة لمطالب شعبه.
أما الأخ الرئيس فخطاباته تؤكد أنه لم يعد يرى شيئا من الواقع ويكذب على نفسه ثم يصدق كذبه ، وان جاملناه سنقول أنه لا يصله من أجهزته سوى والدجل والتضليل، لكن في الحقيقة ما أصبح يقوله في خطاباته لم يعد يحتمله أي يمني يشعر انه ينتمي لهذا الوطن فهو لم يكتفي بالتهميش والتحقير لثورة الشباب التي تطالبه بالرحيل بل تعداه إلى أن يقول ان هؤلاء تديرهم ( إسرائيل) وهي من تقف وراء شعبه وبقية الشعوب العربية التي أسقطت ثلاثة أنظمة قبل نظامه.
لقد خرج الرجل بحديثه هذا عن إطار شرعيته من خلال ظهوره كخصم لجزء من الشعب اليمني وحصر ذاته في موقف الدفاع عن الكرسي، وهذا الموقف يدلل على أن الرئيس يعيش أيامه الأخيرة في السلطة وأن كل الوسائل انتهت ولم يعد هناك سوى خصومة الشعب سواء بتوجيه الاتهامات له أو باستخدام القوة ضده وإن كانت وسيلة القوة ستسرع من سقوط النظام.
كنا نأمل أن يترك الرئيس لليمنيين تحديد مصيرهم ويخرج هو ونظامه في مقابل بقاء اسمه في تأريخ اليمن كمساهم في توحيد شطريه، لكن بريق الكرسي يبدو أنه لا يترك فرصة للتفكير في إمكانية تركه فتجعل من كل حاكم عربي يعيد ذات السيناريو الذي مضى عليه سابقه.
إن التغيير قادم في المنطقة دون استثناء ولا مفر منه وستنتهي أو تتغير أو تتعدل كل المشاريع والأنظمة الدينية والطائفية وغير الديمقراطية سواء الجمهوريات أوالملكيات أوالإمارات، واليمن ليست مستثناة من ذلك.
أقول اليوم في ثالث مقال طرحت من خلاله وجهة نظري منذ بدء موجة الاحتجاجات اليمنية وحقيقة لم يعد هناك حلا مناسبا من الحلول التي كتبنا حولها في المرتين السابقتين حين كانت هناك فرص مواتية ، أما اليوم فقد ضاقت تلك الفرص وليس أمام الأخ الرئيس إلا فرصة واحدة هي التنحي عن السلطة طوعا والنزول إلى الشباب كرئيس سابق وليس مخلوع ، وإن كانت هذه الفرصة قد تصدمه وتصدم بعض أنصاره إلا أنها الباقية وتعتمد على مدى تواضعه وتفهمه لتغيرات الواقع وعلى مدى معرفته أن ما آمن به من كذب وصدقته نفسه هو مغاير للحقيقة على الأرض.
إن اليمن بقدر ما يمر الآن بلحظات عصيبة إلا أنها لحظة فارقة ليس فيها مجال للمساومات أو المجاملات وعلينا جميعا أن نحدد مواقفنا فيها لأنها لحظة الثورة التأريخية التي ستحدد من دعمها ووقف بجانبها ومن خاصمها ووقف ضدها.
وعلى الاعلاميين والصحفيين وهي الفئة التي أنتمي لها أن تكون جزءا من هذه الأمة وأن يعرفوا ان التأريخ سيرصد أفعال كل منا سواء وقف ودافع عن ثورة الشباب أو ممن وقف على النقيض وضد هذه الثورة المباركة.
صدقوني سيتذكر التأريخ قادة في إعلام السلطة كيف همشوا واحتقروا هؤلاء الشباب ، وسيتذكر قادة في إعلام المعارضة حين اجتمعوا في حفلات غداء مع قيادات البلاطجة التي قمعت وضربت واعتدت على الصحفيين والشباب، وسيتذكر قادة اعلام يعتبر نفسه محايدا وهو يسرب أنباء كاذبة ليضعف من عزيمة الشباب في الميادين.. لكل هؤلاء ولكل الأحزاب ولكل من يفكر في إضعاف ثورة الشباب ( لا تستطيعون أن تغيروا إصرار شباب اليمن على صناعة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، فإما أن تلحقوا وإما أن تصمتوا للأبد).
*رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث
abaadyemen@gmail.com