شباب الثورة .... لا يرفضون السياسة!
بقلم/ أزال الشرجبي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 06 مارس - آذار 2012 10:52 م

نحن - شباب الثورة - وهو ما يجب أن يكون واضحاً وجلياً، لانرفض السياسة ولا نوصد أبوابنا في وجهها من حيث هي منهجاً راقياً ومتحضراً من إدارة شئون البلاد داخليا وخارجيا ، ومعالجة المشاكل والأزمات بوسائل الحوار السياسي السلمي والإيجابي.

لكننا .. لا نقبل بل ونرفض المنهج السياسي العقيم الذي يستسهل تقديم التنازلات بدون ثمن أو مسوغ ولا يتردد عن التفريط بحقوق وتطلعات الشعوب المشروعة وحرياتها وتوقها العادل لحياه حرة كريمة آمنه في أوطانها، نحن مع السياسية الواقعية والمؤسسة على مبادئ الحق والعدل والحرية والمساواة التي لا تسعى لحماية الحكام الديكتاتوريين والفاسدين وإضفاء أية مشروعيه أو شرعية عليهم في المواجهة والتصادم مع ثورة الملايين من شعوبهم المقهورة لإزاحتهم واسترداد حريتهم وكرامتهم التي صادروها وألغاها أولئك الحكام بالقمع والقهر المروع.

فالتعاطف في الوقت الراهن لم يكن في محله ولم تكن تلك الإنتخابات المزعومة هي الوسيلة المثلى لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا وما هو إلا تنازل عن مبادئ ثورتنا الذي نحاول أن نهرب من هذا المعنى لنجسده بشكل آخر متمثل في - حب اليمن وتجنيبه الويلات ووقف إراقة الدماء- ، الدماء قد نزفت والأرواح زهقت ، لأجل اليمن ، للحرية، للعزة والكرامة فلماذا تنازلنا بهذه السرعة لماذا أعترفنا لهم بأنها لم تكن ثورة بل أزمة سياسية ونزاع بل وحرب من أجل السلطة!!!

هكذا كان السيناريو وهكذا تمت عملية المونتاج لإخراجه بصورة درامية تتمثل في حب اليمن عاطفيا وبحسن نية.... لنعلم جميعا أن هذه الأحداث ومنذ التوقيع على المبادرة الخليجية إلى أن تمت الإنتخابات المبكرة تسلسلت لتأتي مجملها ضد الثورة أو بالأصح لم تخدم الثورة ، بل وهي ضد مصلحة اليمن وجميعها صنعت ووضعت لتخدم صالح ونظامه فالمبادرة بحد ذاتها نالت رفض صالح مرارا وتكرارا وكانت حججه وأعذاره المتتالية دليلا واضحا على رفضه لها-فلم يوقع عليها - وبادرت أحزاب اللقاء المشترك بالتوقيع عليها مبكرا !! فما كان من رعاة المبادرة إلا أن أضافوا للمبادرة آلية تنفيذية مزمنة من خلالها يتم خروج وتنحي صالح عن السلطة وكما أراد هو مسبقا وشاء وكما صرح به مسبقا لن يرحل إلا - عبر الصندوق- ولكن خروجه هذا كان مشروطا بحصوله على ضمانات فأضافوا له " قانون الحصانة"..

صالح وحزبه ونظامه ليسوا وحسب من أستفادوا من المبادرة وآليتها التنفيذة بل كذلك أحزاب اللقاء المشترك نالوا نصيبهم من الكعكة فأخذوا الحكومة وتقاسموا حقائبها وحصلوا على فرصتهم في الوصول للسلطة كما أردوا فكانت ثورتنا البيضاء هي جسر العبور للوصول إلى السلطة...

فعلى ماذا حصل شباب الثورة؟؟ قتلوا وجرحوا وخطفوا وتعذبوا وأهينت كرامتهم وتشردوا بالشوارع وألتحفوا الرصيف لأجل من ولماذا؟

هل أنصفتهم المبادرة وآليتها؟ هل تم الإعتراف بثورتهم؟ هل تم الإستماع لهم وتلبية طلباتهم وتحقيق آمالهم؟

بالطبع لا ! حتى أن كل الأطراف الخارجية والداخلية همشتهم وزد على ذلك أن من كان يحميهم أو أوهم العالم بأنه يحميهم كان في مقدمة من قمعهم !!! وحتى من كان قائدا لهم وقدوتهم جاء لينصحهم بالمشاركة في المهزلة وإعطاء شرعية ثورية لإنتخابات وهمية حتى يخلص راكبوا أمواج الثورة من ماسيأتي سلفا من شباب الثورة في المطالبة من إستحقاقتهم وحقهم في التعبير والتغيير عندها سيكون الرد قاسيا بل وجارحا حين يقولوا لهم : ليس لديكم حقوق أو مطالب لدينا فأنتم أعطيتونا شرعيتكم الثورية وأنتم منحتونا حق المطالبة بحقوقكم، وستكون الخطوة الأولى إفراغ الساحات والميادين من الثوار ومن كل مظاهر الثورة لأن شرعية الثورة قد سقطت في إنتخاب الشباب لهادي مستدلين على شعار الثورة الأول "الشعب يريد إسقاط النظام" فالنظام قد سقط وولد نظام جديد أقوى من الأول لأنه هجين من النظام السابق والحالي الذي يضم أحزاب اللقاء المشترك .. ومن سيقف أمامهم سيكون مندس وعميل .. وبالفعل فقد بدأوا التنفيذ و التطبيق فكل من ينادي بالحرية أو إسقاط النظام داخل الساحات أتهموه بالعمالة والإندساس وكل من عارض ولم يشارك بالإنتخابات فهو مندس خائن عميل !!! وتم الإعتداء والخطف وتلفيق الإتهام..

عذراً "وطني" : لاني تركتك تعاني تحت حكم الطغاه طويلا