إعادة الاعتبار لمن حبس في "ديمة الكباش"
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 6 أيام
الخميس 07 أكتوبر-تشرين الأول 2010 07:26 م

أثار المقال الذي كتبته بعنوان " شيخ يحبس مسئولا في ديمة الكباش" تفاعلاً واسعا من القراء فقد تلقيت على البريد الإلكتروني مئات الرسائل التي تطلب هاتف المدير المستقيل وتستوضح من تفاصيل أخرى وكنت قد نويت إرسال هاتف هذا الموظف إلى من طلبه لوا أن بعض القراء والأصدقاء حذروني من خطوة كهذه قد\ يتضرر بسببها صاحبنا المغلوب على أمره ولكن القارئ الأخ جعفر القباطي لفت نظري مشكوراً إلى أمر في غاية الأهمية وهو أن المقال قد يفهم منه السخرية من موقف هذا المسئول الطيب والذي أراد أن يطبق النظام والقانون في هذا البلد فصدم بهذا الموقف المتخلف والغير إنساني فخذلته الجهات الرسمية والشعبية وظل محبوساً لمدة شهرين كل هذا لأنه أراد أن يطبق النظام والقانون وأنا لم أقصد السخرية من هذا الإنسان الطيب الذي أحببته وتعاطفت معه وتألمت كثيرا لقصته التي تدمي القلب فشخص مثل هذا هو رجل شجاع ومخلص ويستحق وساما وتكريما وإعادة اعتبار من الشيخ الذي قام بذبح كرامته وحبسه حبسا تعسفيا يتنافي مع الأخلاق الإنسانية ناهيك عن الدين والقانون.

ولو أن حدثا كهذا جرى في دولة أخرى وخرجت تفاصيله للرأي العام لقامت الدنيا ولم تقعد ولتطوعت مئات المنظمات الحقوقية للدفاع عن هذا الموظف الطيب والمطالبة بحقوقه ولسيق الجاني إلى العدالة ليحاكم ولتم تعويض هذا الموظف بمئات الملايين من الدولارات وأصبح شخصية الموسم وحديث الناس .

ولا يفهم من هذا تعميماً فليس كل المشايخ مثل هذا وإلا أين ذهبت المروءة والشهامة والقبيلة ؟!!

إن مشايخ القبائل يرفضون ويستنكرون عملا كهذا ويجب أن يكونوا أكبر من هذه التصرفات الفردية التي تسيء لأصحابها وقد أتصل بي بعض المشايخ وطلبوا اسم هذا الشيخ وأقسموا الأيمان المغلظة أنهم سيرغمونه على تحكيم هذا الموظف وإرضائه وقبيلته بالشكل الذي يحكم به هو

ولا يفهم من المقال إنني أثبط كل الشرفاء والمخلصون عن تطبيق القانون فأنا معهم بالفعل وليس بالكلام ويجب أن أكون معهم وكل الشرفاء والأحرار يجب أن يكونوا مع كل من يريد تطبيق القانون والخير لهذا البلد وهذا بريدي الإلكتروني amrany22@hotmail.com ومن كان متضررا أو مضايقا من أي جهة كانت فليرسل لي وثائقه وسأنشرها وأبذل معه كل جهدي والذي لا يصدق كلامي هذا فليجرب ولن يخسر شيئاً.

إن تعايش المجتمع وسكوته على مثل هذه الانتهاكات التي ترتكب بحقوق الناس جريمة وكارثة ستمزق المجتمع واليوم بجارك وغدا بدارك والله سبحانه وتعالى يقول (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما اهلك الذين من قبلكم كانوا على سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق فيهم الشريف تركوه فوالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) .

وقد خاطبت المجتمع لقناعتي بأن الأحزاب وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ما هي إلا دكاكين لطلبة الله بقدح غير نظيف وللتسول من السفارات الغربية والمنظمات الخارجية والمتاجرة بأحلام الناس وآمالهم دون أن يقدموا للناس شيئا ذي بال.

إن الشرفاء والنزيهين والأحرار كثيرون وسلطة المفسدون وأولاد الحرام ومصاصو الدماء ومنتهكو الأعراض لن تدوم ولو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم وغدا ستدور على الباغي الدوائر قال تعالى :(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)(إبراهيم:42) والله المستعان.

amrany22@hotmail.com