القربي: حديث الحوثيين عن حرب سابعة استجداء للعطف
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الجمعة 23 يوليو-تموز 2010 06:05 م

نفى وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي إبرام بلاده صفقة لشراء أسلحة من روسيا خلال الزيارة التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح إلى موسكو أخيراً، مؤكداً ان اليمن لا يمانع من فتح موانئه من منطلق تجاري أمام السفن الحربية للتزود بالمؤن والوقود، لكنه جزم بأن ذلك لا يشكل اتفاقاً لإقامة قواعد عسكرية في المياه اليمنية.

وبيّن القربي في حوار مع "البيان" الاماراتية أن مجموعة أصدقاء اليمن انتهت من تحديد أولويات الدعم الذي سيقدم للحكومة وإنها سترفع تقريراً بذلك إلى اجتماع وزاري سيتم تحديد مكان وموعد انعقاده في وقت لاحق. وتحدث عن دعم دولي وعربي لمساعدة الحكومة لتطوير قدراتها على مراقبة السواحل والمياه الإقليمية لحمايتها ومكافحة القرصنة والإرهاب.

*عن البيان الاماراتية

* فيما يتصل بالقمة العربية الخماسية والمقترح اليمني لإقامة اتحاد عربي.. ذكر أن مصر رفضت المقترح وتمسكت بفكرة تطوير الجامعة هل توصلتم إلى شيء بخصوص ذلك؟

- نحن العرب كالعادة دائماً ننشغل بالمسمى ولا ننشغل بالمضمون، كانت هناك وجهتي نظر، بعضهم يعتبر أن الجامعة العربية تراث تاريخي وبالتالي يجب الحفاظ على هذا الجزء من التراث، وهناك من يعتقد أن العصر قد تجاوز الجامعة العربية ويجب أن نسير باتجاه إقامة اتحاد عربي، وكان هذا التوافق أي اتحاد جامعة الدول العربية، لكن أنا أعتقد أننا لو نظرنا غلى الـ 16 نقطة الخاصة بالجوانب الإجرائية لتفعيل العمل العربي سنجد ان هناك نقلة في العمل العربي.

* هل تمت المصادقة على هذه النقاط؟

- هذه لاتزال مرهونة بالقمة الاستثنائية، لأن هذه التصورات ستنقل الى القادة عندما يجتمعون في القمة الاستثنائية في اكتوبر المقبل، وإقرارها هو الذي سيحدث النقلة المنشودة في العمل العربي، واليمن قال بمنتهى الوضوح اننا نريد تغييراً جذرياً في العمل العربي المشترك، ولكننا نعرف ايضا ان هذا التغيير الجذري لا يمكن ان يتم بين عشية وضحاها.

وانما يحتاج الى فترة من الزمن لاننا نريد مراجعة الكثير من القضايا المرتبطة بالجامعة ومؤسساتها واعادة هيكلتها، وبالتالي فيمكن ان يحدث هذا التحول بعد ثلاث او خمس سنوات، وسيستمر اليمن في هذا التوجه، لكن المهم هو ان القادة العرب في القمة الخماسية وربما هي المرة الاولى التي بدأوا يتحدثون فيها بوضوح وشفافية، ويدخلون في التفاصيل التي كانوا غالبا ما يتجاهلونها.

أصدقاء اليمن

* الملاحظ انه ومن خلال عمل مجموعات أصدقاء اليمن ان العمل يتجه نحو جانب الامن خشية من تنظٍيم القاعدة، ولهذا لم تقدم اي دولة التزامات مالية جديدة لليمن، مع ان هناك عجزاً كبيراً في الموازنة، وهناك تحديات رئيسية في جوانب الفقر والبطالة؟

- أعتقد أن الوضع على العكس مما قلته تماماً، الجانب الأمني الآن لم يعد يحظى بالإهتمام الذي حظي به في يناير الماضي، وخصوصاً بعد محاولة الشاب النيجيري تفجير الطائرة في ديترويت.

الآن لم يعد الأمر كذلك، مع أن هذا الجانب مهم ويجب الا يغفل أو يهمش، لأن جزءاً أساسياً من التنمية هو تحقيق الامن في البلد، لا يمكن ان تكون هناك تنمية من دون أمن، ولا أمن من دون تنمية، فالقضية متداخلة.

وفي هذا التوجه الذي نعمل من أجله نركز على كيفية ان نعمل مع أصدقاء اليمن ومع المانحين والمنظمات الدولية على إيجاد آلية جديدة تنظر للاحتياجات، وهذه الاحتياجات تغيرت، أنت أشرت الى قضية العجز في الموازنة العامة للدولة، الآن هذا العجز قد يصل الى 10 بالمائة.

ومن الواضح ان هذا الأمر يجب ان يعطيه الأصدقاء اهمية كبيرة، لان عدم معالجة هذا العجز يعني انه سيكون لدينا تضخم، وهناك تدهور في معيشة اليمنيين، ولهذا التدهور آثاره السلبية على الاستقرار والتطرف.

وبالتالي كل هذه الامور يجب ان تدخل في إطار برنامج الدعم الذي سيقدم من أصدقاء اليمن، لأنه إذا لم تكن هناك معالجة تتسم بالشمولية لمختلف الصعوبات التي تواجهها الحكومة اليمنية فمعنى ذلك انك قد تعالج قضية لكنك ستجد ان قضية اخرى قد استفحلت.

استجداء العطف

* ماذا عن الوضع في صعدة؟ هناك خروقات ومواجهات متقطعة والحوثيون تحدثوا عن استعدادات حكومية لحرب سابعة، كيف ترى الأمر؟

- أظن ان هذه من محاولات استجداء العطف، والحوثيين دائما أسلوبهم هو استجداء العطف، بطرق مختلفة، الحكومة والرئيس حتى الآن أظهروا الحرص الكبير على الا تتجدد الحرب وان وقف اطلاق النار يجب أن يستمر، وتصب جهود الحكومة نحو إعادة الإعمار.

فيما تصب جهود الحوثيين نحو فرض المزيد من النفوذ في المناطق، والتعدي على مؤسسات الدولة والجيش، جهود الحكومة تصب في اتجاه الاعمار واعادة النازحين، والتحدي الحقيقي أمامنا اليوم هو كيف نقنع الحوثيين بأنه ليس من مصلحتهم الاستمرار في هذا الطريق، ولا من مصلحتهم الحديث عن حرب سابعة، لأن نواياهم اذا كانت صادقة فيجب ان يتحدثوا عن المعالجات لأي مظالم حقيقي.

لا صفقات سلاح

* زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى روسيا، جاءت ضمن حديث عن صفقة اسلحة كبيرة.. هل لك ان تطلعنا على حقيقة ما تم خلال هذه الزيارة؟

- الزيارة كانت في الأساس للحديث عن الجوانب الاقتصادية، ودعوة الروس للاستثمار في اليمن، حيث كان لهؤلاء اهتمامات كبيرة للاستثمار في اليمن، وقد تأجلت للأسف نتيجة للاوضاع السياسية في اليمن، ولهذا كان هم الرئيس في المقام الأول هو أن يذهب لكي يطمئن القيادة الروسية من هذا الجانب.

اما صفقات السلاح فلا تحتاج لأن يذهب رئيس الجمهورية الى موسكو. هؤلاء الذين يربطون الصفقات العسكرية بزيارة الرئيس يبدو أنهم بمنتهى البساطة في التفكير، وقد صادف وجود الرئيس هناك اقامة معرض للتكنولوجيا المتطورة في صناعة الاسلحة الروسية، وحضر الرئيس هذا المعرض، وظهرت هذه الشائعات حول شراء أسلحة بمبالغ كبيرة، ونفس الكلام قيل في الزيارة السابقة.

* لكن الرئيس قال انه كانت هناك مفاوضات مع روسيا؟

- هناك اتفاقات سابقة بين اليمن وروسيا لشراء ذخائر، ومعدات عسكرية لكنها ليست صفقات بالمليارات التي يتحدثون عنها.

* قيل ان الصفقة قيمتها مليار دولار وانها تضم دبابات "تي 90" ومنظومة صواريخ وعربات مدرعة؟

- نعم قيل هذا، وسمعناه لكنها معلومات غير صحيحة.

* والديون الروسية أين وصلت المفاوضات مع موسكو بشأنها؟

- الديون الروسية خفضت في نادي باريس كما تعرف، والآن أي تخفيض لابد ان يسير في نفس الاتجاه السابق.

تشغيل الموانئ

* ماذا عن مطالب روسيا بعودة السفن الحربية للتزود بالوقود والخدمات في الموانئ اليمنية؟

- هذا الكلام أعلناه من قبل، وقلنا ان الموانئ اليمنية ترحب بأي سفن في اطار البعد التجاري للمسألة، لأن من مصلحتنا تشغيل موانئنا، وان تأتي السفن للتزود بالمؤن، لانها تخلق فرص عمل، ومصدر دخل للدولة، ونؤكد ان الموانئ اليمنية آمنة لمن يشكك في هذا الجانب، لكن ان ينظر للامر وكأنه ستصبح قواعد عسكرية فهذا كلام لا اساس له من الصحة.

* وهل اتفقتم على هذا الطلب؟

- أعلنا أنا نرحب بكل الدول.

* ومحطة المراقبة التي تقام حاليا في مدخل باب المندب، هل تعني انكم تخشون من تنفيذ تنظيم القاعدة تهديداته باغلاق المضيق؟

- الحكومة تقوم بتطوير قدراتها على مراقبة السواحل والمياه الاقليمية، من قرب الحدود مع السعودية على البحر الأحمر وحتى المهرة عند الحدود مع عمان، وهذه المهمة يقوم بها اليمن بالتعاون مع عدد من الدول منها إيطاليا التي تتبنى إقامة شبكة رادارات على طول السواحل اليمنية.

والفرنسيون والبريطانيون يدربون قوات خفر السواحل، والاميركيون أيضا ودول عربية مثل دولة الامارات قدمت دعما لقوات خفر السواحل، وأي تعاون يقدم لنا في اطار سياسة الحكومة لحماية الشواطئ، والمياه الاقليمية ومكافحة القرصنة والارهاب، اليمن لن يتردد في قبوله.

مواجهة الإرهاب

* المواجهة مع تنظيم القاعدة، كيف تقيمونها الآن؟

- القاعدة أحد المخاطر التي يواجهها اليمن، والرئيس تحدث عن مخاطر هذا التنظيم الى جانب المخاطر الاقتصادية، والحوثيين، وتعمل الحكومة اليمنية في اطار بناء القدرات الذاتية لمواجهة الإرهاب، وهذا هو الأهم.

والثانية تحرص على ان تكون المواجهة داخل الاراضي اليمنية في المقام الاول مسؤولية اليمن، وليس اي طرف آخر، وايضاً تعمل من أجل جعل مكافحة الارهاب ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل مسؤولية الشعب اليمني، الذي هدد الارهاب استقراره ومصالحه وتنميته، ومستوى معيشته.

لان توقف الاستثمارات عن التدفق الى اليمن خلق البطالة بشكل كبير، والبعد الثالث هو تعاوننا مع المجتمع الدولي لان الارهاب بقدراته الاعلامية ونشاطه، وخلاياه المنتشرة في عدد من الدول يتطلب جهداً دولياً مشتركاً، لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز قدرات الدول التي تحتاج الى دعم لبناء قدرات قواتها على مكافحة الارهاب مثل اليمن.

الجنوب لن يتحول إلى صعدة

* ماذا بشأن إمكانية اتجاه الأوضاع في الجنوب إلى تمرد مشابه للتمرد في صعدة.

- قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ردا على سؤال بشأن امكانية اتجاة الاوضاع في جنوب بلاده الى تمرد مشابهة للتمرد في صعدة "لا أعتقد ذلك.

واذا نظرنا الى الأوضاع في المحافظات الجنوبية، فإننا يجب أن نفصل أصحاب المطالب السياسية، عن جماعات العنف، لانه وللاسف أصوات الجماعات المخربة التي تسعى لنشر ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن، أظن أنها منبوذة، حتى من بعض الذين يتكلمون عن مظالم في الجنوب.

وبالتالي يجب ان نفصل بين هؤلاء، وبين من يتحدثون عن معالجات للاوضاع الإقتصادية، والاخيرة هي مسؤوليتنا كحكومة ان نعالجها، لكن لايمكن ان نخضع هذه المعالجات للعنف او لقتل الابرياء او للتخريب.

ولهذا ما يجب ان نركز عليه هو البدء في الحوار الذي يشارك فيه الجميع، وتطرح داخله كل القضايا التي تهم كل الأطراف، ونناقشها بمسؤولية، حرصا على استقرار اليمن، لأننا بهذه المعالجات سنضع حدا لهذه الجماعات التي تسير في طريق العنف، مع انها جماعات محدودة".

وتعمل الحكومة بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي والحكومة الأميركية والمعهد الديمقراطي الاميركي على دفع الأطراف السياسية اليمنية للبدء بالحوار، لكنهم لن يكونوا طرفاً في الحوار، او يفرضوا الحلول، وبالعكس اعتقد ان التدخل الذي من خلاله تفرض الحلول سيعيق مسيرة الحوار.

ولهذا من المهم الآن من وجهة نظري بالنسبة للحريصين على مسيرة الديمقراطية في اليمن، هو أن يقنعوا كل الأطراف بأنه لا يمكن الوصول إلى حل الا بالحوار.