تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية
لم يكن أحد يصدق أن صفعة نمطية على وجه الجائع البوعزيزي ستقلب أنظمة سياسية كاملة لعدة دول طال رعب شعوبها من حكامهم لعقود ولم يأبهوا لآلة القتل أمامهم. لم يصدق أحد ذلك رغم أن جياع فرنسا فعلوها قبل بضعة قرون وثاروا على مليكهم ولم يراعوا قدسية الكنيسة وجهنم الحمراء التي امتلك بابواتها أحكام الحشر فيها، ويحيلوا النظام الاجتماعي الإقطاعي إلى مجرد ذكرى بائسة، ولتحذوا كل دول أوروبا حذوهم ويبقى ذلك عبرة قائمة وقصة تحكى حتى اليوم.
وفي اليمن أكثر بلدان الأرض فقراً وأميةً، يحتمل شعبها أن لا ينتظر كثيراً ويقلب الطاولة على الجميع في مبادرة منه لإعلامهم أن قضيته، التي تم باسمها "إحداث التغيير" الذي بغوه، لم يمسها أي تغيير.
تحت مظلة قرار الأمم المتحدة 2014، لعل مبادرة الخليج وآليتها المزمنة قد أرستا حلولاً ناجعة للاختلالات السياسية والأمنية عبر رسم خارطة مزمنة بينت كل الاجراءات التي تضمن انتقالاً بطيئاً للسلطة لم يكن يستحق انتقال السلطة من يد الى يد أخرى كل تلك الفترة بكل ما حملته من معاناة لكل الناس، لا سيما وأنها الآن قد انتقلت بنفس الشروط المعلنة في وقت مبكر من بدء الاعتصامات.
لقد مر ما يقارب العام على أحداث كلفت الوطن أكثر من 2000 شهيد من الطرفين وإمكانات دولة، لكن تأثيراتها عرضت حياة 25 مليون مواطن للضعف والضرر بشكل مباشر في تعليمه وصحته ورزقه ونسيجه الاجتماعي.
على كل حال، توقفت التنمية تماماً لمدة عام، تفاقمت خلالها الأوضاع الاجتماعية وزادت التحديات المحيطة بها، وها هو تقرير التنمية البشرية لعام 2011 يضع بلادنا في المرتبة 154 انحداراً من المرتبة 133 في العام الذي سبقه وهذه كارثة بكل المقاييس، ويعلم الله كم ارتفعت نسبة 32% اليوم وهي نسبة الأمن الغذائي السابقة كواحدة من أرفع النسب في العالم.
كان أحد أسوأ مخرجات المبادرة هو إهمال الهم التنموي وتركت التنمية في هامش الحظ والثانوية. وكم يعلم الجميع أن هذا العام يمر دون أن يحمل ميزانية عامة يرافق ذلك ما حملته الأنباء الصحفية عن احتمال عدم احتواء الميزانية بند البرنامج الاستثماري الذي ينفق على مشاريع التنمية بعد حرمان الميزانية والفقراء من ذلك البند للعامين 2011و2012 على التوالي، يضاف إلى ذلك عدم وجود أي وعود رسمية من الممولين بدعم التنمية للفترة المقبلة، هذا إن تم الوفاء بها.
يتفاءل الجميع بالتوصل الى حكومة الوفاق التي ستستمر عامين وربع عام آخر، والتي يهددها احتمالات التسبب بأزمات وعدم ثقة، والانشغال في الأولويات السياسية والأمنية الكثيرة، وتوفير الخدمات الرئيسة الى المدن أولاً، هذا إن لم تُشغل في ثورات فرعية أخرى وحملات إيقاع وتشويه وغيرها. أعني أن الحكومة ستطلب أن يطول صبر المجتمع أيضاً الى ما بعد العامين والربع حتى يتحقق الاستقرار العام لتبدأ الحكومة الجديدة بالكاد تلتفت نحو التنمية.
ينبغي على الحكومة الجديدة بطرفيها والاحزاب والإعلام والنخب المثقفة أن يقدروا صبر ملايين الجوعى وعدم الانغماس أكثر في المهاترات السياسية، وفيما يزيد الاحتقانات، لاسيما ان المبادرة قد رسمت كل شيء وكلفت من يراقب أدائها.
وهنا أحذر كافة اللاعبين أنه وكما كان لصبر الشباب والاحزاب حدود تجاه النظام فإن لبطن الجائع قدراً محدوداً من الصبر، خاصةً أنه عرف طريقه خلال الظروف الحالية، غير أن ذلك الجائع حينها قد لا يدرك قيم السلمية ولن يقف أمام التسويات السياسية.
Ataqi2003@yahoo.com