ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي
لا شك أن لقناة الجزيرة مكانة كبيرة في قلوب العرب والمُسلمين لما تقدمه هذه القناة وطاقمها من خدمات إعلامية إخبارية جبّارة لصالح الإسلام والمُسلمين في أنحاء المعمورة..
الشعب اليمني أحد الشعوب الإسلامية العربية الذي لطالما اعتبر قناة الجزيرة سلاحاً صنعه أصحابه لخدمة الإسلام والمسلمين ، ولعل ما قدمته هذه القناة العملاقة في حرب غزة أكثر مما قدمته الأنظمة العربية لأبناء غزة وهذا أمر لا شك فيه..
لكن- وللأسف- بدأ رصيد قناة الجزيرة لدى الشعب اليمني يقل بسبب ما يُشاع عند العامة حول دعم قناة الجزيرة للمؤامرة الانفصالية في اليمن، كونهم يعتبرون أن قناة الجزيرة تحرص على عرض ما يحدث من تخريب في بعض مُديريات لحج وأبين والضالع وبشكل دائم دون الإلمام الكافي بحيثيات ما يحدث وما يُحاك، بل دون الالتزام بما تُسميه علوم الصحافة بـ(نظرية المسؤولية الاجتماعية) التي طُبّقت على الشعب الأمريكي سنة 1947 للحد من الحرية المُطلقة للصحافة والمؤذية للشعوب، حيث تم من خلال هذه النظرية وضع مستويات ومُحددات مهنية خاصة بالصدق والموضوعية والتعددية والتوازن بهدف تجنّب الأخبار التي تدفع بالشعوب النامية والجديدة في مضمار التعددية السياسية والديمقراطية؛ إلى أتون الفتنة والجريمة والعنف والفوضى.
يقول أحد المغتربين في خارج اليمن إنه عندما يُشاهد أخبار اليمن على قناة الجزيرة في الفترة الأخيرة، يخال له بأنه يُشاهد أخباراً عن العراق أو أفغانستان، وعندما يتصل بأهله في اليمن يُحكى له بأن هناك مشاكل لكن ليس بالشكل الذي تصوره بعض القنوات الفضائية، وأن الدنيا لا زالت بخير ومن هنا جاءت تُهمة«التضخيم».
بالنسبة لي كمواطن يمني بسيط مُحب جداً قناة الجزيرة أؤمن بقدسية العمل الإعلامي، وفي يوم من الأيام كتبت مقالاً أدافع فيه عن قناة الجزيرة كان بعنوان(قناة الجزيرة قومية وليست فئوية)؛ بدأت أتساءل في الفترة الأخيرة حول مصداقية قول البعض بأن قناة الجزيرة ليست مُستقلة سياسياً، وذلك لأني وجدت قناة الجزيرة مؤخراً تحرص على نقل أخبار عن فعاليات ما يسمى بالحراك ولكنها لا تتطرق لذكر جرائم بعض أفراد الحراك العنصرية- الذي يعتقد أنهم الجناح الميداني للحراك- فقد أقدمت جماعات تُنسب للحراك مرارا على التقطع والسلب والقتل بالهوية وترهيب أصحاب المحال التجارية وإجبارهم على إغلاق محلاتهم ليعتصموا قسراً وهناك دلائل كثيرة وبلاغات تُثبت هذه الأحداث، ولكن لم أرَ خبراً عن ذلك من باب عرض الخبر كأقل تقدير كي يظهر للمشاهد شيء من التوازن والحيادية وليس من الضروري اتهام أحد.
هذا الأمر يضع قناة الجزيرة محط اتهام عند كثير من المتابعين من بينهم كاتب هذه الكلمات غير المنتسب لأي كيان سياسي أو حزبي في اليمن..
في الأخير، هل من اللائق أن نتوجه برسالة مُباشرة إلى طاقم قناة الجزيرة، هذه القناة العزيزة علينا كيمنيين وعبر الإعلام؟ نعم، وأظنها مسألة بالغة الأهمية حيث إنها مسؤولية تاريخية تقف أمامها قناة الجزيرة، لأنها-القناة- تؤثر في الواقع اليمني بشدة..
الإخوة الأعزاء طاقم قناة الجزيرة.. انزعجت كمواطن يمني عندما علمت بأن هناك خلافاً بين وزارة الإعلام وبين مكتبكم في اليمن، ولكن هناك مئات الآلاف من اليمنيين الذين انزعجوا كثيراً من عدم حرصكم على الأمن الداخلي اليمني الذي يتأثر بما تبثونه عبر قناتكم الذي أقولها للمرة الألف إنها -وإن شاء الله ستبقى- محل إعجاب وحب كل الشعب اليمني، ولكن اظهروا لنا شيء من الحرص على اليمن..
يحس اليمانيون اليوم بأن قناة الجزيرة لا تَغِيُر على وحدة النسيج الاجتماعي اليمني كما غيرتها على وحدة فلسطين والعراق.. يحس اليمانيون بأن قناة الجزيرة باتت تفرط باليمن عندما لا تتعامل مع الأخبار اليمنية بشيء من المسؤولية التاريخية تجاه هذا الوطن العربي الأصيل الذي يحتاج إلى من يوعيه بحرص ودقة وليس من يزرع فيه بذرة الشتات والفرقة لأن الشعب اليمني يختلف عن كافة الشعوب في العالم.. فالشعب اليمني عاطفي جداً وسريع الاشتعال، فاتقوا الله فيه، ولا تكونوا وسيلة لمن يسعى لصنع الفوضى الخلاقة للوصول إلى المآرب الفئوية دون أن تعلموا وأنتم تحسبون أنكم تُحسنون صنعاً.
hamdan_alaly@hotmail.com