إلى أخي في الجنـــوب كلينا في الهم سوا
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الأحد 01 يوليو-تموز 2007 08:59 م

مأرب برس - خاص

كلينا يا صديقي في الهم معاً... ومن ذات الكأس نترع الألم.. لا تحاول يا صديقي أن تنسب إليَّ البذخ.. وأنت بريء مظلوم.. كلينا عظم وهيكل وكلينا نمشي على رسغ حافية.. ونمد كف بكف ..وبعضا منا شحاذين على الأبواب ومستجدين في الشوراع ومرتادي زبلات وآكلي فتات.

هذا منطق الشمالي والجنوبي ..وهذا الحديث يدور في مخيلة الكل.. غير أن أبن الجنوب يصر على تعميم مأساته وإسقاطها على الوحدة وعلى أخيه أبن الشمال.. وينظر اليه بذات العين الحمراء التي ينظرها إلى زبانية السلطة ..هو في نظرة كائن غريب.. متطفل دخيل.. عنصر محتل.. فرض سيادته على سيادته ووجوده على أرضة وزاحمه في شوارعه واستل منه أمانيه العذبة الرفيفة .. وأبقاه كما يقول في غيابة الجب بلا مأوى.. لا يعلم أبن الجنوب أن كلينا يوسف وأننا نمص من ذات النبع القاتل سموم الهوان.

أتراني يا أخي ابن الجنوب.. كأنت عارياً إلا من رقع بالية وأسمال قديمة وبقايا فتات التقطته براثني من موائدهم المتخمة.

لا تتخلص.. أو تتملص.. أو تحاول القص.. وتحمل في جعبتك لتقطعني وتفصلني عنك ألف مقص ..لأني منك وأنت مني والفرار بجلدك مستحيل ولن أرضى أن تمزقني أنت وكلاب السلطة إلا على أشلائي ثم بعدها اصنعا ما بدئ لكما.. تصالحا.. أو انفصلا..أوعودا إلى ما كنتما عليه قبل ذلك.. ومارسا سيادة الشتات على وطن جريح ممزق وكونا.. عبدين للشرق والغرب وتقاتلا على حدود الموت من أجلهما واصنعا مجديكما على جماجم الشعب.

أما وما زلت حياً فأن هذا لن يكون..لأني منطق العقل والقلب وأساس التوازن ومن سيغير كل المعادلات فأنا الوسط الذي يلوذ به الشرفاء والوطنيون.

لن يعبث مرض الفصام فيكما (أنت والسلطة) بمفاصلي وقوتي ولنا أسمح لفرمانات التمزيق المتوالية من قبلكما ان تأتي على حيويتي.. ووجودي القادر على إحباط محركات اللف الخفية التي حولتكم إلى آلات صراع وأقتتال ودموية حمراء مصبوغة بدماء الأبرياء أنتم ليس ثورة ولا تمثلون وجود الوحدويون في شمال الوطن أو جنوبه أنتما خراب ودمار لأعمارنا أنتما سفكٌ لدمائنا ومقاصل لأرواحنا التائقة للحرية والأمن والاستقرار ومثل التسامح والبقاء الزاهي النقي المؤود تحت سنابك الخيل ودعوات الفك والقص.

أنا هنا أيتها السلطة ويا دعاة التمزيق طود أقف منتصباً بهامة الوفاء لوا حدية الانتماء..صدر يصد زخات الرصاص..مذيب حواجز.. وحزام ناسف لأنفاق المؤامرة أينما وجدت.

أذهبوا أين شئتم..مارسوا العبث كيف شئتم..ابحثوا في كل الجهات شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً على معادلات قوىً.. لكم لكن إياكما أن تقتربوا من خطوطنا الحمراء وأيكما أن تسبحوا قرب اسيجة البقاء لأننا هنا نرقب المدى بعيني صقر نهندس في الخفاء ما لا تتوقعون.. نجس نبض كل شي في الوطن..أحجاره..أشجاره..رماله..ترابه. وكل ذراته كل شي فيه يتجاوب مع نبض قلوبنا.. نحن الذين نرفض الفساد والانفصال التمييز والتعالي وكل مفردات الضعف والهوان والتجزيء.

اشربوا من كأس توني بلير..احتسوا من جعة بوش..اجلسوا على سجادة فارس..يمموا وجوهكم حيثما شئتم فلا ثمة إلا وجه الوطن وحريته ووحدته هي وجهتنا ولن نساوم عنها ايها المستبدون.. هذا موقفقاً وتلك رويتنا ولا شك أنه صوت مزعج ولكنه صوت لن يتوه في زحام تراشقاتكم لانه الأعلى والابقى ولن يبقى مجلجلاً دونه أي صوت لأنه صوت ضميري ووطني وحريتي وصوت كل شعبي.

*مدير تحرير موقع أخبار الساعة