صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
استغربت كثيرا من الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية حسن اللوزي الذي رد في مؤتمره الأسبوعي الثلاثاء الماضي على احد الصحفيين عندما سأله عن الانفلات الأمني ومافيا الأراضي التي باتت تنتشر بصورة كبيرة وباتت تهدد الأمن والاستقرار وسكينة المجتمع، بل وصلت إلى قتل بعض الأطفال وهم في طريقهم إلى المدارس عندما قال إن "مثل هذه المشكلات قائمة في الكثير من البلدان"..!!
للإنصاف يمكن القول إن هناك مشاكل وقضايا على الأراضي في بعض الدول المشابهة لليمن من حيث التركيبة السكانية ونظام الحكم كمصر مثلا لكنك عندما تبحث عن تلك المشاكل ترى أنها لايمكن أن تكون بحال من الأحوال كما هي عندنا.. هناك مافيا كبيرة يتزعمها قيادات سياسية أو رجال أعمال "مسنودين" يقومون بنهب أراضٍ خاصة بالدولة ولايعتدون على أموال المواطنين وحقوقهم كما هو حاصل عندنا.. الفرق الذي بيننا وبينهم أن القضاء في مصر "مثلا" يقص المسمار وفور وصول القضية إليه يبحث المذنب عن مفر أو ملجأ لإصلاح وضعه وإعادة ما أخذه من أراضي الدولة وممتلكاتها.
بينما عندنا أي ضابط صغير أو شيخ حارة يستطيع أن يأخذ 4 مسلحين "عاطلين" ويذهب "يتعفرت" على عباد الله ويبسط على أراضيهم بالقوة، أو يدعي ملكيته لأرضية "باهرة" خصوصا إذا كانت لمغترب خارج الوطن أو من محافظات معينة تفتقد للقوة القبلية، وعند لجوء صاحب الأرض للقضاء كان لزاما عليه أن يغني "ياليل ما أطولك"، إذ أن "الباسط" سيبني وسيسكن أو يبيع والقضية لازالت منظورة في المحكمة، نظرا لفقدان هيبة النظام والقانون تحت وطأة "صميل" القوة الغاشمة.
* طالب ثانوية عامة استنفر ووالده بحشد قواهم وطاقاتهم الكامنة ومعارفهم وأموالهم لتوظيفه في المرور أو الضرائب أو الجمارك فقط، وعندما تسأله عن أسباب ذلك يبدأ بسرد الحسبة التي يتقنها كثيرا كغيره من شباب اليمن، وهو أن الموظف في هذه المرافق يضمن دخلا يوميا "غير راتبه"، وعند توظيفه عسكري مرور مثلا تجده يطمح لان يكون موظفا في الإدارة العامة لا لأنه يُريد أن ينفع البلاد والعباد بل لان الدخل اليومي هناك أكثر فقط، وإذا كان طموحا لتولي الإدارة أو الوظائف العليا أو حتى الوزارة فلنفس الأسباب المادية فقط وليس غيرها..!!
* بعد إعلان مصدر مسؤول في حكومة دبي بأن سلطات الإمارة ستضرب بيد من حديد ضد أية تجاوزات قانونية أو استغلال للمناصب لتحقيق مكاسب غير مشروعة، أعلنت الإمارة مؤخرا إحالة 12 متهما بينهم وزير الدولة للشؤون المالية السابق إلى محكمة الجنايات في قضية فساد واختلاس شركة عقارية.
وسبق لإمارة دبي خلال الأعوام السابقة توقيف عدد من كبار الموظفين المتهمين بالفساد وإحالتهم إلى المحاكمة، بينهم الوزير خليفة بخيت الفلاسي وزير الدولة الذي منعه رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد من دخول مجلس الوزراء وإحالته للمحاكمة بتهمة الاختلاس وخيانة الأمانة، ورئيس المنظمة العالمية للجمارك ومدير الموانئ والجمارك عبيد صقر بوست وهو أول مسؤول من دولة نامية يرأس منظمة الجمارك العالمية، وعلي حسن فولاذ مدير مركز جمارك ميناء الحمرية وخليفة علي بن غليطة مدير منطقة جمارك السيارات بدبي، ورئيس قسم جوازات مطار دبي الدولي عيسى سيف آل علي، وضابط القوة في قسم جوازات المطار عبد الله خليفة سليمان بتهمة "اختلاس المال العام الذي كان يجب أن يورد لصالح إيرادات الحكومة"..
* اعتقد أن الفقرات السابقة والأسماء الكبيرة التي ذكرت فيها إجابة وافية لكل من يسأل عن سر تطور دبي ومنافستها للعديد من العواصم العربية والأوروبية، إذ أن غالبية القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العالمية والشركات عابرة القارات فضلت الاستثمار والاستقرار في دبي عن لندن وواشنطن وغيرهما من العواصم الغربية.
* كنت أتابع قضية الوزير بن خرباش الذي عرفته عندما كنت في الإمارات بشغف كبير لمعرفة ماستؤول اليه القضية لاسيما وانه كان يعتبر إلى ماقبل القبض عليه من "شيوخ البلاد" ومن كبار مسؤوليها وصانعي نهضتها الاقتصادية غير المسبوقة.
وبعد متابعتي حاولت عقد مقارنة بسيطة مع بعض الوزراء الذين قيل بعد إسقاط أسمائهم من الحكومة الحالية انه تم إحالة ملفاتهم إلى الهيئة العليا لمكافحة الفساد، دون الإشارة إلى أسمائهم، أو حتى مناصبهم السابقة، وكان إعلانا فضفاضا لم يُفهم منه شيء غير التلويح بالعصا الغليظة كعادة السلطة في استخدام جميع تقارير الفساد سواء تلك الصادرة عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أو غيرها في التهديد والوعيد والضغط باتجاه مُعين للشخص الذي حاول التغريد خارج السرب، فهل هناك أمل في أن نسمع قريبا عن إحالة الوزير الفلاني "وزير وزارة كذا" إلى المحاكمة، هنالك فقط سنستريح وسنعرف أن دولة النظام والقانون بدأت في اليمن..؟
* مجموعة مسلحة تابعة لشيخ قبلي تعتدي على مدير أوقاف ذمار.. أين الدولة؟
* مرافق شيخ يقتل مواطنا ويلوذ بالفرار ولا تستطيع الدولة القبض عليه.. أين الدولة
* متنفذ يقتل مواطنا في إب ولا احد يستطيع تقديمه للمحاكمة.. أين الدولة
* شيخ يضطهد عزلة كاملة ويهجرها إلى صنعاء ولا احد يسأله لما.. أين الدولة
* مافيا الأراضي في حروب دائمة على مشارف صنعاء وقعقعة الرصاص تقض المضاجع وتقلق سكينة المجتمع من الجهات الأربع للعاصمة فأين الدولة؟
* متنفذ يبسط على أراضي أكثر من 60 مواطنا شمال صنعاء.. أين الدولة
* مستهتر يدهس عاملا بسيطا بسيارته ويهرب.. أين الدولة؟
* موظف كهرباء بسيط يعيث في الأرض فسادا إذا "حيرف" وخرج يدور حق القات.. أين الدولة
* موظف ضرائب يبيع باسم الدولة ويشتري ولا احد يحاسبه.. أين الدولة
* ضابط مرور يتعسف الناس بعد الساعة الواحدة ليلا بحجة السرعة الزائدة أو قطع الإشارة وفي قلب التحرير ولا احد يوقفه عند حده.. فأين الدولة؟.
* عسكري نجدة ينكل بأسرة كاملة على خلاف مع أسرته ويُجير الدورية التي يعمل بها وطاقمها "أصحابه" لخدمته شخصيا ولا احد يحاسبه.. أين الدولة
* مدير مرفق خدمي يبيع ويشتري في المناقصات ولا احد يتابعه أو يحاسبه.. أين الدولة
* عصابات العاطلين أصبحت منتشرة بشكل كبير وبقي أن تفتح لها دكاكين رسمية للإعلان عن نشاطها جهارا ونهارا فأين الدولة؟
* دكتور في إحدى المستشفيات يرفض إجراء عملية طارئة لمريض يموت لأنه لم يستلم مستحقاته.. أين الدولة التي ستحاسبه وفقا للقانون؟
* مدير مدرسة يفرض على الطلاب مبالغ مالية لترميم الفصل.. أين الدولة؟
* مديرة مدرسة تهين بناتنا وتطالبهن بغسل الحمامات وكنس الطواريد لأنهن تأخرن عن طابور الصباح.. أين الدولة
* مسؤول أكاديمي يدير مرفقا صحيا يشتري بقيمة المختبر سيارة جديدة له ولأسرته.. أين الدولة
* مسؤول كبير يسدد جميع تلفوناته وموبايلات بناته وأولاده من المرفق الذي يديره.. أين الدولة
أين الدولة.. أين الدولة.. أين الدولة.. هذه أشياء ربما صغيرة في نظر القارئ العزيز لكنها مؤشرات على غياب الدولة لدى الجميع.. الوازع الأخلاقي انعدم، والضمير مات أو اخذ إجازة وأصبحنا في اليمن أشبه بالغابة القوي يأكل الضعيف والسمك الكبير يأكل السمك الصغير.. وبالبلدي الفصيح "من تعلى هدش".. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Alkhamery10@hotmail.com