المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان لم ينهي أعماله بعد !!
بقلم/ نسيبة غشيم
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 3 أيام
الثلاثاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2012 11:52 م

اختتم المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان أعماله في صنعاء أمس لكنه لم يختم مهامه الواسعة والمتعددة المرتبطة بحقوق تراكمت على مدى عقود وتعرضت لانتهاكات جعلت التحدث عنها للتسويق الخارجي وليس للحاجة المحلية .

في المؤتمر قال الجميع كلمته هناك من طلب فرصة للحديث عن ما يدور حوله ومن قاطع سواه وطرح فكرته بغض النظر عن مضمون ما قال وان كان قد انتزع حق غيره في الكلام لكنه مارس حقا مقدسا من حقوقه المنصوص عليها في أكثر من اتفاقية أمضت بلادنا عليها وتجاهلتها فيما سبق من الوقت .

حتى تلك الصور التى تناقلتها وسائل الإعلام لشباب يحتجون بطريقة أثارت الشك حول نواياهم ودوافعهم عبرت عن تطلعات وبحث عن حلول وحماية للحقوق الإنسانية التى لا تتجزأ وأخبرت عن موجة من الغضب والإحساس بالغبن المترتب على تجاوز الحق في الحياة طيلة الأعوام الماضية خاصة العامين الآخرين حيث كان القتل مشروعا لحماية سلطة الأفراد فكان طبيعيا ان يصرخ البعض من الحاضرين ويتسلل بين هتافهم من اعدوا سابقا للخلاص من هاجس مؤتمر يذكرهم ان صفحاتهم ليست بيضاء ومع ذلك نالوا وقت ليس مخصص لهم ليقول ما يريدون لم يتعرضوا لغير كلمات قالها رئيس مجلس الوزراء أثناء مشادة لفظية دفاعا عن حقه في الكلام وخشية منه ان يكون في مواجهه سلطة ترفض أن تترك البلد يمضي دون عراقيلها .

لقد قال الجميع كلمته بترتيب او بعشوائية بميكرفون او بصوت مسموع داخل قاعات استوعبت ما يزيد عن ألفي مشارك بينما هي مخصصة لما يقل عن 600 مشارك لكنا أمام قضايا فعلا كبيرة وكثيرة حاولت ان تحتويها التوصيات ال54 والشاملة لأحلامنا كيمنيين حرموا من حقوقهم زمنا وأرادوا الحصول عليها كي لا يحرموا منها مجدد وتصبح جزء من ثقافة مستقبلهم .

التصفيق الحار للمؤتمرات وتوصياتها لا يمثل نجاحها والتوصيات المبالغ فيها أيضا لا تمثل نجاحا العبرة كما يقال بالنتائج التي لا يمكن رؤيتها وان تبدت في التعامل مع اصوات بدت للمتابع من بعيد غير راضية بما يدور والحقيقة انها كانت تريد ان ترى ما هو اكثر من مجرد سرد للخطط او للانتهاكات التي لم توثق توثيقا قانونيا دقيقا حتى اللحظة وتريد قفزا على كل ما هو ممكن , و الأمر ليس بهذا القدر من اليسر فقد أمضت الأطراف السياسية التى تدير اليوم البلاد بنوع من الحذر أمضت على اتفاق "المبادرة الخليجية " ويصعب عليها التنصل عن التزاماتها لوجود من يطمح لذلك بالمقابل لا يمكن بكل حال من الأحوال ترك حقوق وكرامة الناس رهنا للمقايضة بل ان كل شيء يسير وفقا لالتزام يرعى الحق والتعهد ويجعل التسامح غير جارحا للحق او مهدرا له.

المؤتمر الوطني جاء في وقت انتقالي عصيب وكنا نستشعر هذا ونحن نعد البرامج ولم نسمح ان يداهمنا التحفظ حتى لا نقع في حرمان من يريد إيصال رسالته من الوصول الينا فتم جعل الحضور من كل صوب فمهما يكن هذا هو مجتمعنا الذي عانى كثيرا ويلات التجاهل وله الحق في التعبير وهو امر سيقع فيها مؤتمر الحوار القادم أيضا فالأطياف المتباينة تخلق جوى من الاختلاف اما ان يكون عصفا ذهنيا ويخرج بحل او يجسد مشاكل أضافية ويخرج بتعقيدات يصعب تجاوزها ومفاد ذلك ان العمل الصادق يمكن له ان يحول المشكلة الى خطة توصل الى الحل وهو ما حاولنا الاستفادة منه فهذا الذي ينقل وجهة نظرة انما يمثل فئة يصعب إغماض العين عن وجودها قد تكون هذه الفئة مهووسة بروية الأشياء مدمرة , وخضعت توصيات المؤتمر لكل من عبر عن مطلب وفي النهاية سيكون لدينا تطلعات ومطالب وواقع يجب ان يخضع لها .

التنوع الذي كان حاضرا في المؤتمر خلق خلافا في السطح واتفاقا بالعمق وأحياء حقوق هناك من يحاول ان يتبرأ منها او يفرغ ساحته من مسؤوليتها ويرميها الى الضحية نفسه نحن في ظروف أحيانا تبدو غريبة ولا اشد من غرابتها ان يزور الضحية المعتدي عليه ليس ليتسامحا ولكن ليعتذر الضحية كما يراد ان يقال لنا وهذه صورة مصغرة لما يراد ان تسير الأحداث عليه .

كانت الفئات المهمشة حاضرة تطرح بتواضع روح معاناتها وحضر ممثلو يهود اليمن ليقولوا اين تخفق الأكثرية في تعاملها معهم وبدت عليهم سرور الإحساس بإدراكنا انهم موجودين بيننا وفي فعالياتنا التي يبنى عليها كتاب الغد .

المؤتمر الوطني لحقوق الانسان لم ينهي أعماله بعد بل ابتدأ فعليا في تنفيذ اجندة حديثة عبر لجنة فنية مشتركة بين المجتمع والحكومة وعبر هيئة وضعت خطة إنشائها لتكون اكثر حيادية وتعاطفا مع الحقوق.