صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
مأب برس – خاص
أحسست بالنشوة عندما قرأت في إحدى الصحف مؤخراً ما يُشير إلى أن شعبية المُناضل/ علي سالم البيض ، تعود من جديد في أوساط الشارع اليمني ، بعد ما حمل الكثير من أهل اليمن – شماله وجنوبه – شيء من العداء تجاه هذا الرجل بسبب إعلانه قرار الانفصال بصفته الأمين العام للحزب الاشتراكي والذي لم يكن متواجداً حين اُقِر هذا القرار مِن قِبل المكتب السياسي في عدن سنة 1994م.
لا شك أن حملات التدنيس التي شُنَّت لتشويه تاريخ هذا الرجل لمجرد أنه قرأ- ولم يُقر- قرار الانفصال ؛ كانت سبباً رئيسياً في جعل كثير من اليمنيين يجهلون بأن هذا الرجل يستحق لقب " الوحدوي الأول " استناداً للمواقف التي ظهرت منه قُبيل توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية كي تكون وحدة اندماجية أبدية وإن شابتها بعض الشوائب والسلبيات التي قد تُرافق أي عملية دمج بين قبيلتين ، فما بالنا باندماج شطري وطن واحد ، مزقه الاستعمار ، وشتتته الاختلافات العميقة في أيديولوجيات كل نظام في كل شطر عقب الاستقلال والثورة ، والتي كانت في الحقيقة انعكاساً للعداء الواضح آن ذاك بين المُعسكر الاشتراكي والمُعسكر الرأس مالي .
في هذا الصدد .. كثيراً ما يتهمنا الكارهون للوحدة اليمنية ؛ بالتذبذب في المبادئ زاعمين أننا نطوعها حسب مصالحنا ، عندما نقول اليوم بأن "البِيض" بطل ، في حين أن النظام اليمني بالأمس نعته بالانفصالي ..!
متناسيين أنهم لا يستطيعون حجب نور الحقيقة بغرابيلهم المُمزقة .. فنحن وحدويون ولم نتغير منذُ القِدم .. وحدويون منذ أيام الإمام "أحمد حميد الدين" حين حاول تحرير النواحي التسع ( جنوب اليمن ) سنة 1956م .. وحدويون مذ صدح صوت الشهيد "إبراهيم الحمدي" وهو يفتتح مشروع طريق يربط شمال اليمن بجنوبه قائلاً ( لكي تربط شطري وطننا اليمني الواحد ) .. وحدويون مذ قاتل أبناء المُحافظات الجنوبية مع أخوانهم الجمهوريين في حصار السبعين بصنعاء .. وحدويون مذ احتضن شمال اليمن اجتماعات إخوانهم الثوَّار أبناء جنوب اليمن ( قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي وسلطان احمد عمر وعلي احمد السلامي وطه احمد مقبل وسالم زين محمد ونور الدين قاسم وعبدالباري قاسم وعبدالله الخامري ومحمد صالح مطيع وعبدالرحمن محمد عمر. ) سنة 1963م في مُحافظة تعز .. وحدويون ولم نتغير منذ أيام "لبوزة" و "عبد الفتاح إسماعيل" و"سالمين" ، وحدويون في السراء والضراء ، ولسنا مثلهم نتلون ونتذبذب في مبادئنا لمجرد أن لص سرق ، أو همجي نهب ، أو نظام حاول الاستحواذ على الحكم .. فالوحدة بالنسبة لنا غاية سامية تمناها كل يمني شريف ، كما هي غاية سامية يتمناها كل عربي شريف ..أيضاً الوحدة بالنسبة لنا ليست وحدة أشخاص أو أنظمة ، بل التحام تراب وشعب كان قد مزقه الغزاة وفرقته أطماع الكيانات السياسية فيه ..!
نعم أنتم يا مبتكرو مُسمى ( الجنوب العربي ) مَن تجردتم مِن مبادئكم حين قلتم أنكم ( كنتم ) وحدويين ، وبسبب فساد السلطة – المكونة من شمال وجنوب اليمن – قد كرهتم هذه الوحدة ..
نحن الوحدويون مواقفنا ثابتة تجاه الوحدة اليمنية ومن يؤمن بقدسيتها فقط ، وأمَّا عن عودة شعبية "البِيض" إلى الساحة ، فهناك جُملة من الأسباب التي ساعدت على هذا التغير منها /
الأول : الانفتاح الإعلامي الذي يعيشه يمن اليوم ، والذي لم يكن موجوداً في أواخر القرن المُنصرم ، حيث أن هذا الانفتاح قد خلق شيء من الوعي السياسي ، ولم يعد المُجتمع اليمني مُجرد مُتلقّي من جهة واحده كما كان في السابق .
الثاني : فساد السلطة جعل الناس يترحمون على السنوات الأولى من الوحدة اليمنية ، وربما يُحاكون ويتمنون العدل الذي كان في المُحافظات الجنوبية قبل الوحدة بالرغم من مُصادرة الحريات آن ذاك .
الثالث : صمت "البِيض" في ظِل الحراك الموجود في المُحافظات الجنوبية ، والمُطالب –بلسان قادته- بدولة الجنوب العربي المزعومة ؛ والذي يدل على تمسكه بوحدة اليمن كي لا يتلاشى حلمه الكبير الذي تحدث عنه في صحيفة " الحياة " اللندنية إن حدث الانفصال فلا يتوحد اليمن أبداً في المُستقبل .
أعلم بأن هناك من يُصابون بنوبات هستيرية عندما يقرؤون مثل هذه الكلمات أو يسمعونها ، لأنهم لا يُريدون أن يكون "البِيض" وحدوياً ، ويُريدونه عدواً لليمن الواحد الذي شارك في صنعه ، بل الأقبح أنهم لا يُريدون أن يكون هناك أي تآخ أو مودة بين أبناء جنوب اليمن وشماله ، فقد دأبوا منذُ سنوات على زرع الفتن في هذا الوطن بشتى الطرق .. كما أوقن أن هناك بعض الأخوة من أبناء المُحافظات الجنوبية –للأسف-يمقتون الوحدة اليمنية ، ليس بسبب الفساد أو السلطة ، بل لأنهم يحملون صفات الأنانية وحب الذات .. وقد أشار إلى هذه الفئة صاحب الموقف البطولي "البِيض" في أحد تصريحاته التي نقلتها صحيفة الأيام بقلم/ الدكتور أبو بكر السقاف ، حين ذكرت الأتي «صرح علي سالم البيض لصحيفة خليجية: إنه يتحمل كامل المسئولية في قراره الانفرادي بالوحدة التي عجل بإنجازها مع الرئيس صالح خشيةً منه أن الشعب في الجنوب لو علم بكميات النفط المكتشفة في أراضيه لربما تخلى عن تحقيق الوحدة مع الشمال ولذلك عجل بها..».
وحول هذا التصريح .. كنت قد خضت نقاشاً مع شخص من أبناء المُحافظات الجنوبية يؤيد الحراك المُطالب بالجنوب العربي اليوم ، ويقول أنه وحدوي بالأمس ، وعندما أخبرته عن تصريح "البِيض" أعلاه .. أدار وجهه إلى صديقه مستغرباً وقال لصديقه ( مُغفل .. ورطنا ).
ربما لا يعرف هذا الرجل بأننا في مرحلة اختبار لمدى همّتنا وقدر إيماننا الحقيقي والصادق بقضية الوحدة اليمنية ، كما أشار "البِيض" في تصريحه لصحيفة "الحياة" اللندنية بتاريخ 30أكتوبر سنة 1993م حين قال: «انه في يوم الوحدة في 30 نوفمبر 1989، لم يكن أحد حولنا مقتنعا بأنه ستكون وحدة ونحن نقول إنه بتوفيقه تعالى وصلنا إلى الوحدة.. نحن أصحاب حلم.. هكذا أعتقد أنا جئت من حزب من حركة وطنية عندها حلم، يعنى ليس لدي شيء خاص يحركني.. ولكن كان عندي حلمي الوطني الكبير الذي تمسكت به وقد رفضنا وثيقتين: وثيقة أولى بمضمون اتحاد كونفيدرالي وأخرى بمضمون فيدرالي، وقلنا لننتقل إلى اتحاد اندماجي ولنختبر همتنا وإيماننا بهذه القضايا.»..!
وبسبب هذه الأقوال وتلك الأفعال يعتبره الوحدويين بطل ، ويصفه الغوغائيون بالعاطفي والمُغفَّل