محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن
ما هذه الفتنة العمياء، والداهية الدهياء، التي ضربت في صميم مجتمعاتنا، واجتاحت فئات من شبابنا، وحوَّلت سهامهم إلى صدور أهليهم، فخربوا بيوتهم بأيديهم، فخرَّ عليهم السقف من فوقهم، وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فكشفت أوراقهم، وظهرت مخبآتهم، فيا للفجيعة الفظيعة، وللعمل المشؤوم، والمصير المظلم. إن المشروع المحمدي كان عنوانه (رحمة للعالمين) كل العالمين، استظل بفيئه الوارف القريب والبعيد، والموافق والمخالف، والبر والفاجر، وكانت الرحمة شعاره ودثاره، حتى قال لأعدائه حين ظفر بهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ولم يحاكمهم على جرائمهم، ولا كشف أوراق من خططوا لاغتياله في العقبة يوم تبوك، وأبى قتل المنافقين، وهم أحابيل المؤامرة اليهودية على الدولة الناشئة، وأعرض عن غورث بن الحارث وقد شهر السيف صلتاً فوق رأس المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفتح مكة بعدما امتنعت عليه، فما نصب المشانق ولا أقام المجازر، وما قتل أعمدة الحرب وأركانها، كان قتلى الفتح دون أصابع اليد الواحدة، فصحَّ أنه رحمة، وأن دينه رحمة، وأن شريعته قامت على الرحمة.
* وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ ـ هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ
* وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ _ فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفــاءُ.
والمشروع المقتفي أثر النبوة يجب أن يكون رحمة وبراً، ودعوة وحباً، وتأليفاً ولطفاً، وتسامحاً وعفواً. أما العدوانية الباغية، التي تأتي على الحرث والنسل، وتقتل القريب والبعيد، وتحمل السلاح على الآمنين، وتنبذ العهد، وتشق عصا الطاعة، فهي خروج على الصف الواحد، تجدّد ما كاد يندرس من صنيع سفهاء الأحلام، حدثاء الأسنان، الذين عوّقوا مسيرة الفتح، واعترضوا مشاريع التنمية والبناء، وأربكوا خطة الدعوة، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل. مَنْ المستفيد من تدمير المنشآت؟ ومن الرابح من ضرب البنية الاقتصادية؟ ولمصلحة مَنْ تتلقى أجيال وشعوب رسالة مضلِّلة مفادها أن الإسلام قتل وتدمير وعشوائية وعدوان؟ ما هذه الجرأة على حدود الله وتقحّم المهالك؟ واستحلال الدم الحرام؟ وإهلاك الحرث والنسل؟ والتعرض للحرمات العظيمة في كعبة الله وبيته، وفي عباده الصالحين، وفي أهل الأذكار والأسحار، وفي الرُّكَّع السجود، وفي عوام المسلمين المصلين، وفي الصبية الابرياء، والحرمات والنساء؟ أي عقل غرب عن هؤلاء؟ وأي ضمير مات؟ وكيف استرخصوا أنفسهم في غير طائل، وأقدموا على حرب يخوضونها بالباطل، فلا لحق الله رعوا، ولا خوفٌ من عقوبته وناره ووعيده دعوا، ما أقبح الانفصال عن الجماعة، وخلع السمع والطاعة، والاعتداد المفرط بالرأي ولو قاد إلى هوى، واللجج في الخصومة ولو أدى إلى التلف. الأمة اليوم في مهبط الوحي تتفيأ ظلال مشروع إسلامي شامل، يبني المجتمع، وينمِّي الاقتصاد، وينشر العلم، ويجمع الشمل، ويوحِّد الصف، ويسعى للتطوير، ويستوعب الجميع، ويفتح أبواب الخير والعمل والنفع وكل من أراد أن يعمل أو يبني أو ينجز، وما هو بمعصوم عن النقص الذي يتطلب الاستدراك والتصحيح والتناصح بين المؤمنين، إن طالباً في صفِّه، أو طبيباً في عيادته، أو جنديّاً في ثكنته، أو خبيراً في عمله، أو عاملاً في حقله، أو راعياً لغنمه، أو امرأة في بيتها، هم شركاء في إنجاز وعمل صالح فيه مرضاة الله، ونفع لخلقه، وهم أعضاء صالحون في المشروع الحضاري للإسلام، أما هواة التدمير، ومحترفو التفجير، وأساطين التكفير، فلهم كل السخط من الجميع، والنبذ من الكلّ، وهم شجرة حنظل اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، المشروع الإسلامي رحمة وعدل وتعمير، والمشروع الظلامي عنف ورعب وتدمير، المشروع الإسلامي معه العدل والشرعيّة والأمّة، والمشروع الظلامي معه البغي والعدوان والخروج