تعز بين فكي عصابات المراهقين
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أشهر و 4 أيام
الخميس 13 أغسطس-آب 2020 06:11 م
 

كم هو مؤسف أن نرى تعز ، المدينة التي تصدرت الأحداث منذ 2011م وصدرت الثورة والنخبة والرؤى النهضوية والحلول لكل مشاكل البلاد تغرق اليوم بين عصابات مسلحة لمراهقين يستقوون بأقاربهم في الجيش يمدونهم بالسلاح والاطقم والحماية والإفلات من العقاب .

بين فترة وأخرى يعيش أبناء تعز ساعات وأيام من الرعب جراء الاشتباكات المسلحة التي تدور رحاها عادة بين غزوان المخلافي وغدر الشرعبي ويسقط فيها جرحى وقتلى من المدنيين فضلا عن الرعب والخوف واقلاق السكينة العامة وحينها يضج الناس بالشكوى وتطالب النخبة في تعز بوضع حدا لهذه التصرفات الرعناء والممارسات الحمقاء ثم تنتهي هذه الاشتباكات بخروج حملة عسكرية وأمنية لإلقاء القبض على غزوان وغدر ويتم إلقاء القبض على أحدهم أو كليهما ويزج بهم في السجن وتهدأ النفوس وتخفت الأصوات وينتهي الأمر .

بعد أيام أو أسابيع يفاجأ أبناء تعز باشتباكات جديدة بين غزوان وغدر يتساءلون : متى قد خرج هؤلاء ؟!

أليسوا في السجن ؟!

لا أحد يدري على وجه الدقة كم يستمر سجن غزوان وغدر بعد كل اشتباكات يقومون بها هل هي ساعات أم أيام أم أسابيع ؟!

وكأن القبض على هؤلاء المراهقين الذين أساءوا لتعز وللجيش والشرطة فيها وتسببوا بقتل الناس وجرحهم واقلاق السكينة العامة مجرد مسرحية قصيرة وللانحناء للضغوط ولتهدئة النفوس وتطييب الخواطر ثم الإفراج عنهم في اليوم التالي ؟!

وبدلا من التساؤل الذي أطلقه اليوم الكاتب المتألق محمد دبوان المياحي : ما الذي يمنع قيادة الشرعية من استكمال تحرير تعز ؟!

نتساءل : من الذي يصدر أوامر الإفراج عن هؤلاء المجرمين بعد كل كارثة يرتكبونها ؟!

ومن الذي يمنع محاكمتهم ؟!

ومن هم حماة غزوان وغدر ؟!

ومن يعطيهم السلاح والاطقم والأفراد ؟!

ولماذا يبقون مدججين بسلاح الدولة الذي يفترض به حماية المواطن وليس ارهابه ؟!

تعز تحن إلى زمن الدولة إلى أيام الأستاذ شوقي هائل رعاه الله ..

لقد زرت تعز في عهد الأستاذ شوقي هائل فوجدتها مثال للنظافة والنظام ولم أجد فيها مسلح واحد ولا مراهق يفصع في الشوارع ويتبطلج على الناس ، لم أجد أسواق عشوائية ولا من يفرض اتاوات على المحلات التجارية ، كانت تعز أيام الأستاذ شوقي هائل مدينة بلا عشوائية وبلا عصابات مسلحة وبلا مفصعين وبلا قتلة يجوبون الشوارع ويستعرضون قوتهم على الناس ، كانت تعز تنعم بالأمن والاستقرار ومع هذا لم ندرك قدر الأستاذ شوقي هائل إلا بعد أن ترك المحافظة ومن يومها لم تقم لها قائمة .

 

هذه قناعتي وقد يخالفني البعض وهذا حقهم ، لقد كنت ممن انتقدوا شوقي هائل وهاجموه بقسوة في سلسلة مقالات كتبتها في " أخبار اليوم " ثم أدركت أنني كنت على خطأ وأن معلوماتي كانت مغلوطة وقد اعتذرت له بكل شجاعة ومنذ بدأت الكتابة منذ عقدين من الزمن لم اعتذر إلا لشخصين هما الأستاذ شوقي هائل والأستاذ محمد سالم باسندوه رعاهم الله حيثما كانوا .

يا محافظ تعز ويا قيادة المحور : اتقوا الله في أبناء تعز وأحيلوا غزوان وغدر وغيرهم من المفصعين للقضاء ليحكم فيهم بحكم الله لعل تعز تنعم بقدر من الهدوء والسكينة فأبناء قد طحنتهم الحرب وعانوا ويلاتها وآن لهم أن يروا شيئا من رائحة الدولة ومن الأمن والنظام.

الرائع في الأستاذ شوقي هائل أنه لم ينس أبناء مدينته وما يزال يقدم لهم كل الدعم والاهتمام ومازلت جهوده الخيرية محط إشادة الجميع .

وفي الختام نتمنى لتعز الأمن والسلام ونتمنى للأستاذ محمد سالم باسندوه الشفاء التام والعافية الكاملة ونتمنى للأستاذ شوقي هائل المزيد من النجاح والصحة والعافية والتوفيق لكل خير .