الأزهر يطرد الطالبات المنقبات تنفيذاً لقرار طنطاوي
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و شهر و يومين
الثلاثاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2009 05:07 م

قام المسئولون عن أحد المعاهد الأزهرية بمنطقة شبرا بمصر بطرد عدد من الفتيات المنقبات بعدما رفضن خلع نقابهن تنفيذًا لأوامر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الذي هاجم النقاب قبل أيام وأصدر قرارًا بمنعه من المعاهد الأزهرية.

وقالت الطالبة هدى رمزي محمود الطالبة بمعهد القراءات التابع لمعهد فتيات شبرا الخيمة الأزهري: إنها ستتقدم وعدد من زميلاتها بالمعهد بشكوى للرئيس حسنى مبارك ضد كل من الشيخ محمد طنطاوي شيخ الأزهر، والشيخ محمد حسان (شيخ معهد فتيات شبرا)، احتجاجًا على قرار حظر ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، 'المثير للفتنة'، حسب تعبيرها.

وأضافت رمزي- طالبة الدراسات العليا والتي تتلقى دورات في قراءة القرآن بالمعهد- أنها وزميلاتها فوجئن اليوم الأحد بشيخ المعهد يلقي عليهن محاضرة داخل الفصل حول أن النقاب ليس فريضة، ولا سنة، بل مباح، وأن وجوب خلعه أثناء الصلاة والحج يعكس عدم شرعيته، وأنه أصبح مصدراً للأذى ودعا الطالبات داخل الفصل لخلع النقاب، بحجة أن 'درء المفاسد مقدم على جلب المنافع'.

وعندما حاولت بعض الطالبات الاعتراض هددهن بالطرد من المعهد، إذا لم تستجبن لقراره، وقال 'دا قرار شيخ الأزهر، واللي مش عاجبه يطلع بره'، وعندما حاولت الطالبة هدى رمزي محمود مناقشة شيخ المعهد في أسباب إجبارهن على خلع النقاب، أمرها بالصمت، وعدم الكلام باسم زميلاتها لأنهن غير معترضات، وعندما أصرت على موقفها، عنفها وقال لها 'موش عاوزة تخلعيه اطلعي بره' فأجابت بأن خروجها من المعهد في سبيل النقاب أمر يشرفها، مشيرة إلى أن جميع زميلاتها المنتقبات في الفصل وعددهن 30 طالبة ترفضن خلع النقاب، وسوف تتقدمن بشكوى جماعية للرئيس مبارك ضد شيخ الأزهر، وشيخ المعهد، بحسب تقرير لصحيفة 'اليوم السابع' المستقلة.

وتابعت هدى رمزي، أن إدارة معهد فتيات شبرا دأبت على محاربة النقاب منذ فترة طويلة، حيث يمنع شيخ المعهد السابق دخول الفتيات المنقبات في المرحلة الإعدادية والثانوية إلى المدرسة، ويجبرن على خلع النقاب قبل الدخول، وحتى الخروج من المعهد وقالت هدى، إن شيخ المعهد السابق مزق نقابها عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، لأنه اكتشف أنها ارتدته داخل المعهد، وداس عليه بأقدامه وأجبرها على العودة إلى المنزل بدونه.

وكان قد بدأ اليوم، تطبيق قرار المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي بحظر ارتداء النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الجامعة مدينة الطالبات الجامعية بالأزهر.

وقد سادت حالة من الغضب بين الطالبات المنتقبات، اللائي أبدين اعتراضهن على قرار حظر النقاب ووصفنه بالمتناقض لأن أحد كتب التفسير المقررة عليهم تقول بأن كشف وجه المرأة عورة، حيث أكد عدد من طالبات معهد أحمد الليبي الأزهري للفتيات (الذي شهد قبل أسبوع واقعة نزع شيخ الأزهر لنقاب طالبة)، أن حالة من الترقب تسود دخل أروقة المعهد، خاصة أن المنتقبات معترضات بشدة على قرار طنطاوي، وأضفن أن أولياء أمور المنتقبات حضروا اليوم إلى المعهد وحرصوا على اصطحاب بناتهن إلى داخل الفصول للتأكد من عدم وجود معلمين رجال بداخلها.

التعاطف مع المنتقبات انتقل من الطالبات إلى المعلمات، حيث قالت معلمة – رفضت ذكر اسمها - أنها لن تجبر أي طالبة على خلع النقاب حتى لا تتحمل وزر أن يراها معلمون أو عمال بالمدرسة، وتساءلت 'حتى إذا كان النقاب عادة كما يقول طنطاوي فلماذا لا نسمح بمثل هذه العادات التي تحض على العفة وتحمي البنت من أي تحرشات أو معاكسات؟'.

من جانبهم، سيطرت حالة من الغضب الشديد على أولياء أمور الطالبات، والذين تجمهروا أمام بوابة المعهد، مبدين تذمرهم من إجبار بناتهم على خلع النقاب، وقال أحد أولياء الأمور 'سأقيم دعوى قضائية ضد شيخ الأزهر في حالة إجباره ابنتي على ارتداء زى معين ولو كنت والد الفتاة 'آلاء' لخاصمت طنطاوي أمام القضاء'.

ولم يختلف الأمر كثيرا في كلية البنات الإسلامية بجامعة أزهر والمدينة الجامعية للطالبات واللائي استطاع المنقبات منهن الدخول للجامعة والمدينة الجامعية دون أي اعتراض من قبل أمن الجامعة، مما جعل الطالبات يشعرن بالفرحة نتيجة عدم تطبيق هذا القرار الذي وصفه معظم الطالبات بأنه قرار علماني وليس ديني.