الأميرة علياء بنت الملك عبدالله بن عبد العزيز
بقلم/ منى المنجومي
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر
الأربعاء 16 مايو 2007 10:12 م

 مأرب برس -الحياة  

كشفت الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز الكثير من الجوانب الشخصية في حياة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وقالت في حوار مع«الحياة»: «والدي إنسان عاطفي، فهو يجمع بين الحنية والجدية في الوقت ذاته، لذا فهو لا يرضى بأي تصرف يخرج عن نطاق التربية السوية، ولا يرضى بالخطأ بأي حال من الأحوال». مؤكدة في الوقت ذاته على أن الملك عبدالله يحمل داخله الكثير من الأحاسيس المليئة بمعاني الأبوة، وقالت:«هو قريب منا جميعاً بشكل كبير، ويشاركنا همومنا ويستمع لمشكلاتنا ويناقش أفكارنا». كما تطرقت الأميرة علياء في حوارها مع«الحياة» إلى حياة الملك العائلية وسر تعلقه ب الصحراء وحبه لحياة البدو، قائلة: «إن الملك عبدالله شديد التعلق بالصحراء وحياة البدو، وهي المتنفس الوحيد الذي يحب ويفضل الذهاب إليه باستمرار لراحته واستجمامه»، وقالت: «الملك عبدالله شفاف وواضح وصريح، ويحب الحياة البسيطة، فهو إنسان متواضع وواقعي، وعندما يكون في الصحراء ينتابه الشعور بالسعادة، وعندما يتأمل مناظرها ويمارس هوايته التي يحبها، فهو يستمتع بطبيعة الصحراء والمقناص وركوب الخيل والصيد بالصقور».

وتطرقت إلى الكثير من المواضيع المهمة المتعلقة بالمرأة السعودية والعمل الخيري وخدمة المجتمع والصعوبات والتحديات التي تواجهها، وخططها المستقبلية وطموحاتها...

 وهنا نص الحوار:

قالت الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز:«إن خادم الحرمين الشريفين يرى في المرأة السعودية مواطنة من الدرجة الأولى، ومن عبارته في المرأة السعودية، قوله: (عندما نتحدث عن التنمية الشاملة التي مرت بها بلدنا في جميع المــجالات، فلا نستطيع أن نتجاهـــــل الــدور المنـــوط بالمـــرأة السعودية، ولا مشاركتها في المسؤولية عن هذه التنمية)، وهي كلمة تشجيعية ومحفزة للمرأة السعودية، لأن تبذل قصارى جهدها لتصل لما تبتغيه، وتكون جديرة لتكون مواطنة من الدرجة الأولى، كما وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا فخر واعتزاز للمرأة لأن يكون لها دافع لتعطي أكثر.

الجوانب الإنسانية في حياة الملك

قالت الأميرة علياء بنت عبدالله: «والدي إنسان عاطفي فهو يجمع بين العطف والجدية في الوقت ذاته، لذا فهو لا يرضى بأي تصرف يخرج عن نطاق التربية السوية، كما لا يرضى بالخطأ، ولكنه في الوقت نفسه يحمل داخله كثيراً من الأحاسيس المليئة بالمعاني الأبوية، فهو قريب منا جميعاً بشكل كبير، ويشاركنا همومنا ويستمع لمشكلاتنا ويناقش أفكارنا».

وعلى رغم مشاغله، تؤكد الأميرة علياء حرصه الدائم عليهم كأبناء. وقالت:«يحرص الوالد على السؤال عنا بشكل دائم على رغم مشاغله الكثيرة، ولم نشعر قط انه مشغول عنا، فهو على اتصال دائم بنا».

وأضافت: «هذه العلاقة أسهمت في إعطائنا نوعاً من الحميمية في العلاقة بيننا، إذ نتقبل جميع طلباته وتوجيهاته من دون تفكير أو تردد حتى وان كانت غير منسجمة مع أفكارنا».

وأشارت إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان حريصاً على تربية أبنائه على مبدأ الاعتماد على النفس بالدرجة الأولى، وقالت:«أحمد لله على تربية والدنا ووالدتنا لنا بهذه الطريقة، خصوصاً أننا نستطيع القيام بجميع أمورنا بمفردنا ونلبي طلباتنا من دون الحاجة لمن يخدمنا». وأضافت:«حرصت كما حرص جميع أبناء الملك عبدالله على تربية أبنائنا بذات النهج الذي تربينا عليه». وتؤكد أن أسلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان صارماً وحازماً في العديد من الأمور الخاصة بهم، خصوصاً الجانب التعليمي، وقالت:«كان حريصاً على تعليمنا ومتابعة مستوانا التعليمي أولاً بأول، ومعرفة نتائج اختباراتنا، إذ كان يُصر على أن نحصل على أعلى الدرجات».وأضافت:«في إحدى السنوات أخفقت في علامات بعض المواد، ولم تكن بالمستوى الذي يرغب به، وكانت نتيجة ذلك أن حرمني من الدراجة الهوائية التي كنت أريدها ولم يشترها لي».

وقالت: «يسعى والدي للرقي بشعبه وعمل الأفضل لتحقيق أمانيهم ورغباتهم مهما كانت، فعلى رغم هيئته الشكلية التي تعطي أطباعاً بأنه شخصية قوية، فهو ذو قلب ابيض رحيم وحنون، ويتفاعل مع اي شخص أو موقف إنساني يصادفه بكل بساطة وتلقائية».

تعلق الملك بحياة «البدو» و«الصحراء»

أشارت الأميرة علياء إلى أن الملك عبدالله شديد التعلق بالصحراء، وقالت:«تعد الصحراء وحياة البدو المتنفس الوحيد الذي يحبه والدي ويفضل الذهاب إليه باستمرار لراحته واستجمامه».

مؤكدة أن تربيته في صغره تركت أثراً كبيراً على شخصيته، وقالت:«الملك عبدالله شفاف وواضح وصريح، ويحب الحياة البسيطة، فهو إنسان متواضع وواقعي، وعندما يكون في الصحراء ينتابه الشعور بالسعادة، وعندما يتأمل مناظرها ويمارس هوايته التي يحبها، فهو يستمتع بطبيعة الصحراء والمقناص وركوب الخيل والصيد بالصقور». وأكدت أن الصحراء تركت أثراً في حياته كالصبر والتأني في اخذ القرارات.

وعن حياة الملك عبدالله مع عائلته، قالت الأميرة علياء:«يحرص أبي على زيارتنا بصفة مستمرة، وتناول الطعام معنا، إذ يفضل ذلك في أوقات متعددة من الأسبوع الواحد، فليس لديه يوم محدد ليتناول طعام الغذاء أو العشاء معنا». وعن نوعية الأطعمة التي يفضلها الملك عبدالله قالت الأميرة علياء:«يحب أبي تناول الكبسة كوجبة رئيسة، بجانب الأطعمة التراثية لدينا كالمرقوق والجريش وغيرهما من الأطعمة الشعبية، كما يفضل المأكولات اللبنانية، فهو يحب تناول المشوي والتبولة والحمص وغيرها من المأكولات اللبنانية».

وحول نوعية البرامج التلفزيونية التي يفضل متابعتها، قالت الأميرة علياء:«ليس هناك برنامج معين يتابعه الملك عبدالله، فهو يحرص على متابعة اى برنامج يشد انتباهه في إحدى القنوات، ففي كثير من الأحيان يلفت انتباهه عدد من البرنامج الثقافية والحوارية والاجتماعية، لدرجة انه يجلس ليتحاور معنا حول القضية التي ناقشها البرنامج».

مشيرة إلى أن الملك عبدالله كان يهوى سماع أم كلثوم في شبابه.

التوعية وخدمة المجتمع

وعن مجال عمل الأميرة علياء بنت عبدالله قالت:«اعمل في مجال التوعية وخدمة المجتمع، خصوصاً أنني لا أحب العمل التجاري، إضافة إلى إحساسي الداخلي وحبي للقرب من جميع فئات المجتمع. وأكدت الأميرة علياء أن العمل الخيري في السعودية لم يحقق أهدافه على الوجه الأمثل، وقالت:«حقق العمل الخيري في وطني أهدافه إلى حد ما، ولكن ليس بالكفاية في جميع المجالات».

وأضافت: «لازلنا في حاجة لبذل المزيد من الجهد في مجالات التوعية، كالتوعية ضد مرض الايدز ومكافحته، وكذلك برامج مكافحة العنف الأسري، بجانب التوعية في مجال تقبل المجتمع للإعاقات بأنواعها المختلفة». مشيرة إلى أن أفراد المجتمع بحد ذاتهم اكبر معوقات التي تواجه العمل الخيري في السعودية، خصوصاً أنهم يخلطون مفاهيم العمل التطوعي.

عمل المرأة في مجالات مختلفة

وحول عمل المرأة السعودية في مجالات جديدة ومستحدثة، أكدت الأميرة علياء على أن المرأة تستطيع العمل في عدد كبير من المجالات. وقالت:«الدليل على ذلك ما نلاحظه من تفوق كثير من السيدات السعوديات اللائي حققن نجاحات ليس على المستوى المحلي بل العالمي». مؤكدة على أن المرأة السعودية غير مهمشة في مجتمعها.

المرأة السعودية والإعلام الأجنبي

قالت الأميرة علياء: «في اعتقادي أن الصعود للقمة يأتي بالتدرج حتى نحافظ على قمتنا، أما بالنسبة للمرأة، فالمرأة السعودية برزت في المجال الاجتماعي وسيعقبها المجالات الأخرى، وما يحدث في المجتمعات الغربية من انفتاح سريع في المجالات كافة بالنسبة للمرأة تعقب عليه ارتدادات عكسية، فمن خلال الإحصاءات لجمعيات حقوق الإنسان في الخارج نرى تزايداً في معدلات الجرائم وذلك يرجع للانفتاح السريع، وفي اعتقادي نحن كمجتمع على وجه العموم، ونساء على وجه الخصوص، نصعد السلم درجة درجة لنصل إلى القمة ولنثبت ونعطي كل درجة حقها الكامل».

... لا بد من وضع حد لظاهرة العنف ضد المرأة

أكدت الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز على أهمية وجود أحكام وتشريعات خاصة بالقضايا الأسرية، بهدف الحد من تزايدها في المجتمع السعودي، وقالت:«لا بد من وجود محكمة تشرع قوانين ضابطة للعنف الذكوري ضد المرأة تحدد من جهات متخصصة، وكذلك لا بد من تحديد العقوبات وربطها بدرجة تأثير وحجم الضرر الواقع على الضحية. فالقانون يحد ويحجم انتشار تلك القضايا». وأضافت:«من المفترض أن يكون هذا مجال عمل هيئة وجمعية حقوق الإنسان، لا سيما أننا نلاحظ عدم وجود تفعيل لدورهما في المجتمع، وفي اعتقادي أن المحسوبية تطغى بشكل واضح على أعمال جمعية حقوق الإنسان، وفي حال دخول المحسوبيات في الأعمال الخيرية، فهذا يخرجها من طابع العمل الإنساني الخيري». وشددت الأميرة علياء على أهمية وجود أندية ثقافية ورياضية معنية بالمرأة السعودية، خصوصاً أن وجودها سيسهم في رفع مستوى المرأة العقلاني والثقافي والتوعوي. وقالت:«إن الأندية النسائية ستساعد المرأة السعودية، لاسيما ربة المنزل، على الاختلاط بفئات المجتمع كافة، وهذا سيزودها بالثقافة العامة في مختلف المجالات»، وأضافت:«كما أن وجود تلك الأندية سيرتقي بالمرأة».