عبدالله علي حسن مع مأرب برس
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 16 سنة و 4 أسابيع و يومين
الإثنين 13 أكتوبر-تشرين الأول 2008 09:09 م

يعد الأستاذ عبدالله علي حسن من أهم وأبرز القيادات الإصلاحية واللقاء المشترك بمحافظة تعز كونة شخصية تحظى باحترام كبير , ويعد من رواد الفكر والدعوة والسياسة ورمز من رموز الدعوة ورا ئد من رواد العمل الشعبي " مارب برس تحاور القيادي في التجمع اليمني للإصلاح وتضع بين يدة عددا من التساؤلات حول المهج والفكر والمتغيرات فإلى نص الحوار :

حاوره / عبد المنعم الشيباني

السؤال الذي نطرحه هو هل من تفصيل جديد تودون إضافته حول هذا المعنى ( المنهج والفكرة والأشخاص ) ؟

وأما الشق الثاني من السؤال : من هو عبد الله علي حسن في ضوء المعنى السابق ؟

الحقيقة لا يمكن إغفال دور الأشخاص إطلاقاً في رسم المناهج وصياغة الأفكار .

كما أنه لابد لأي أمه من أعلام في مجال الفكر والعلوم والسلوك والأخلاق يهتدا بأفكارهم ويتأسى بسلوكهم وأخلاقهم , ومع ذلك لا يمكن إسقاط دور الأمة في تربية وإنتاج هؤلاء الأفراد , ولا يمكن اختزال تاريخ أي أمه وفكرها ومنهجها ومراحل نموها بأشخاص مهما كان نبوغهم , ويستثنى من ذلك الأنبياء والمرسلين .

والإسلام يحثنا على عدم تقديس الأشخاص في أكثر من أيه وقد فهم أبو بكر ذلك فهماً جيد وأكد على ذلك الفهم في خطبته عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال ( من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) , وتعظيمنا للرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي ألا يصل إلى درجة اتخاذه إله يعبد ( اللهم صلى وسلم وبارك عليه ) .

وفي عصرنا الحاضر يوجد من يقدس الحكام والزعماء ويعظمهم إلى درجة مبالغ فيها قد تصل إلى درجة اتخاذهم أرباباً من دون الله بصورة مباشرة , و هذا هو الشرك , و هذه هي المشكلة التي أدخلت الأمة الإسلامية في سلسلة من المشاكل لم تستطع التخلص منها إلى اليوم , كما أن هذا هو سر خلود الحكام في مناصبهم واستحواذهم على كل مقدرات الأمة وثرواتها وخيراتها وهو في نفس الوقت سر خلود مشكلاتنا .

وأما الشق الثاني من السؤال: فلا أستطيع الإجابة عليه بالطريقة التي تحبها , غير أني اشعر أنه من المناسب جداً أن يدرك كل الناس أنهم يعيشون على هذه الأرض التي يبلغ حجمها ( صفر ) مقارنه بحجم هذا الكون الذي يحتوي ملايين المجرات , وان الله رفع ذلك الإنسان وكرمه بعدة كرامات خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وخاطبه في كتابه : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) وبقدر علاقته بالله تزداد قيمته والعكس , وبقدر علاقتك بالمخلوقين خيراً وصلاحاً وإحسان وعدلاً تكون قيمتك عند الله , وإما ما تريده فإنا : عبد الله وأبي على حسن الشيباني , أعمل ( ... ) لأنني كنت مدرساً ومديراً فموجها وأبلغت أخيراً أنني و90% من الموجهين أبعدنا من أعمالنا دون سبب وأكثرنا مضي عليه ما لا يقل عن عشرين أو عشر سنوات في التوجيه , ربما يعود السبب إلى المناكفات السياسية , والله اعلم .

* : يرى الأنصار والموالون لدعوتكم والمراقبون أن عبد الله علي حسن ( مهندس فكر الدعوة والعمل الإصلاحي ) في الشمايتين - تعز وربما خارج حدود تلك الجغرافية ... وأنه (( مهندس فكر المشترك )) أيضا وفارسه ...... هل تقبلون هذا التوصيف ؟ وان لم تقبلوا ., فأي شيء ( تهندسون ) إذن ؟

هذا غير صحيح لان المشترك في اليمن كله و الشمايتين جزء منه يعمل جميع أعضائه بروح الفريق الواحد . ولا يمكن لشخص أو تنظيم أن يدعي أنه هو مهندس اللقاء المشترك .

ولا مجال للهندسة ولا مجال للإبداع لأننا نعيش في دولة لا يُحترم فيها الدستور ولا القانون ولا الأعراف ولا القيم ولا العهود والمواثيق , ولا تعطي أي وزن أو قيمة للمواطن أو الوطن , ولا يهمها الحاضر ولا المستقبل , فكيف سيكون هناك في هذا البلد مساحة للإبداع ؟؟؟؟

نحن نعيش في دولة تحكمها عصابة متوحشة مكشرة الأنياب , تأكل اليابس والأخضر , وتقود البلاد إلى مصير مجهول , وتشعل الحرائق في كل زاوية من زوايا الوطن ونحن في المشترك نجري من هنا إلى هناك لإطفاء هذه الحرائق , لان الوطن يهمنا ووحدته تهمنا وحاضره ومستقبله يهمنا, والمواطن (الغلبان ) يهمنا أكثر وأكثر وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .

( ويا ليت قومي يعلمون )

: ليس عبد الله علي حسن متكلما منبرياً بليغاً كغيره من أخوته أو مشائخه أو الرواد من أهل السبق ... , لكنه يقول في المنبر كلاماً كبيرا يوصل لرؤى فكريه وكونيه وقرآنية ربما لم تخطر على بال أحد من جهابذة الخطابة والبيان في حزب الإصلاح ( تنظيمكم الدعوي ) كما تسمعون ....., والسؤال هو كيف تهتدون إلى تلك الأسرار فتفتح لكم ؟

وكيف تجمعون في ( تأملاتكم الإيمانية المتدبرة بين قراءة الكتاب المسطور ( القران ) والكتاب المنظور الكون ؟

وببساطه متناهية للقارئ الكريم ... من أين تأتون بتلك الأفكار ؟

القيادة والحركة الإسلامية ممثلة بالإصلاح هي التي فتحت لنا المدارك والآفاق , عبر منهج الحركة الشامل البعيد عن الغلو و ذوا المنحى الوسطى .

أما كيف نهتدي إلى هذه الأفكار فبالتأمل والنظر والقراءة والربط السليم بين كل أجزاء الحقيقة المتناثرة في هذا الكون , ( وفي الأرض آيات للمؤمنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون . وفي السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ) .

 وقد بدأ القران الكريم خطابه للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين بكلمة اقرأ , مع أن النبي كان أمياً واستمر كذلك إلى أن مات ولكن القراءة التي كان يجيدها الرسول صلى الله عليه وسلم هي قراءة التأمل والنظر والتفكير , يجيدها ويتقنها بكفاءة ومهارة عالية لم يصل إلى مثلها أحدٌ من العالمين , ثم إن ديننا يرفض رفضاً قاطعاً تعطيل الفكر والعقل وتعطيل أدوات المعرفة المختلفة التي يمتلكها الإنسان ويعتبر ذلك هبوط بالإنسانية والإنسان إلى مرتبة البهائم والى الخسران المحقق في الدنيا والآخرة .

(( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الإنس والجن لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) .

ومن يقرأ يجد أن تراثنا الفكري والفقهي والدعوي والأدبي والسياسي والتشريعي ... الخ غني بالأفكار والمفكرين والمبدعين .

واليوم أصبح الفكر الإنساني كله ميسر بواسطة التقنية الحديثة فقط كيف نقرا ونطلع ونسمع ونبصر ونعتبر ونتيح ونبدع ونخترع ونكتشف ونطور وتزيد وتطبق ونحترف وتعدل ونتسق ... الخ

 

: نقرا ونتابع ونسمع من خطبكم وكتاباتكم وأدبياتكم المنشور ومناهجكم أن ( الفكر والشرع والدعوة ) مقدم على السياسة .... وأن السياسة ليست إلا ضرورة تقتضيها مصلحة الشرع والتي هي من مصلحة الأمة (الشعب ) هل من مزيد من البيان والإيضاح حول هذه المسألة ؟ وما هي السياسة وما هو الدين ؟

الفكر والشرع والدعوة والسياسة كلها دين , وقد يكون الاستغراب لدى البعض كيف تكون السياسة ديناً, والرد هو أن كل عمل يحصل به مراقبة الله وإصلاح أمور الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الخير وترك الشر وعمل كل ما يؤدي الاستخلاف في الأرض هو من الدين .

ولأنه لا يجوز إطلاق أوصاف على فعل الرسول غير أنه نبي ورسول وقدوة للعالمين , وإلا لقلنا أن الرسول مارس السياسة كمعارض في المرحلة المكية ومارسها كحاكم في المرحلة المدنية , أقام تحالفات مع بعض القبائل , ومع اليهود ولان مصطلح السياسة كان غير موجود وفي تلك المرحلة وإلا لأطلق الناس على تلك الأفعال بأنها سياسة , والإسلام يدعوا إلى التعايش مع الأخر بعد إقامة الحجة عليه ( لكم دينكم ولي دين ) , ( لا إكراه في الدين ) ومع هذا ظل الرسول يحاور الأخر ويدعوه إلى الإسلام بالحجة والمنطق والحكمة والموعظة الحسنة .

كما يجب أن نفهم غاية التكليف الرباني للإنسان على ظهر الأرض هي العبادة الشاملة , أو الاستخلاف بكل أشكاله ومنه الحكم بما أنزل الله , وإذن فمهمة الإنسان على هذه الأرض بعض تكاليفها قلبية و بعضها نفسية ووجدانية وبعضها فكرية إيمانية , وبعضها أخلاقية سلوكية , وبعضها سياسية , وبعضها اقتصادية , وبعضها اجتماعية وبعضها علمية معرفيه ... الخ .

فالمسلمون والبشرية كلها مكلفة بالحكم بما أنزل الله أي مكلفين شرعاً بممارسة السياسة وهكذا يجب أن يفهم أن السياسة مكون من مكونات الدين والله أعلم .

س : يحلو للناس والعاملين في ميدان ( الدعوة ) كإصلاحيين .. فماذا تسمون مثل هذا العمل ك ( مشترك ) أو مشتركيين ؟ وهل لديكم تأصيل جديد – معشر الإصلاحيين – للإعمال والأنشطة في إطار المشترك ؟ وبعبارة أكثر إيضاحا للقارئ الكريم : ما هي مصطلحاتكم الدعوية المشتركية الجديدة ؟

المشترك كمفهوم عام أصل ولا يؤصل للأصل . فالبشرية مثلاً تشترك بانتسابها لأب واحد وأم واحد .

والبشرية كلها مشتركة بالخصائص والإنسانية والآدمية , وهي مشتركة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبالخطاب القرآني وبالاستخلاف في الأرض .

ونحن كيمنيين نشترك جميعاً أيضاًًًًًًًً بالعروبة والوطن الواحد وتجمعنا دولة واحدة وحكومة واحدة _ وان كانت فاسدة _ ونشترك في دستور واحد .

وأما أحزاب اللقاء المشترك بالإضافة إلى ما سبق يجمعهم برنامج سياسي مشترك من خلاله يتم إصلاح البلاد .

ويضم المشترك كالاتجاهات في اليمن الإسلامية والاشتراكية والقومية والقطرية والمستقلين .

وطالما اتفقت جميع هذه الاتجاهات على رؤية مشتركة لإصلاح البلاد فلا شك أن هذه الوثيقة تعتبر بمثابة وثيقة التعايش والاصطفاف الوطني , وهي فكرة راقية جداً ومتقدمة وتتسع لكل من ينظم إليها لاحقاً , أما بالنسبة للمصطلحات فلا توجد لدينا مصطلحات خاصة بيننا كإصلاح , ولكن المصطلحات في الحياة السياسية اليمنية والإعلامية والاقتصادية ... الخ , تولد بصورة مستمرة ومصطلح النضال السلمي , أو الجهاد السياسي مثلاً هو أحد هذه المصطلحات .

فكرة اللقاء المشترك جاء بعد غلو مستبد للمؤتمر والأسرة الحاكمة , حيث تداعت الأحزاب المعارضة جميعاً من أجل إيقاف هذا الغلو المستبد الذي يهدد الديمقراطية والنظام الجمهوري , ويريد العودة بالبلاد إلى ما قبل الثورة والوحدة , والى الحكم الشمولي من جديد , ومن ثم إلى الفساد والظلم مرة ثانية , والمتمعن في النظر يلاحظ أن الحاكم يريد أن يتخلص من كل المعارضة , ثم من كل الأقوياء في حزبه بشتى الوسائل والطرق الشريفة والغير شريفة , وهذا خطر ما بعده خطر يجب على كل اليمنيين التصدي له وليس أحزاب المشترك فقط .

** : كيف تشرحون للناس مفهوم الوسطية والاعتدال ؟ وكيف تقيمون ( ممارسات ) أو بعبارة أخرى ( تطبيقات ) حزب الإصلاح في ضوء تلك الخاصية الوسطية ؟ ( صيغة السؤال فكرية وليست سياسية ) .

الوسطية هي مصطلح يوصف به المسلمون الذين يشكلون خط الوسط بين منهج المغالين المتنطعين ,والمتساهلين المضيعين للدين .

وفكر الإصلاح ونهجه فكر معتدل وسطي شامل متجدد يستوعب كل جزئيات الحياة , وحركة التطور اليومية وفق رؤية مقصدية شرعية تعتمد الكتاب والسنة وكل وسائل الاستدلال بفهم سلفي عقلي مستفيد من كل ما هو جديد في مجال العلوم والفكر والتقنية , كل ذلك من أجل تقريب الصورة والفهم السليم لأحكام ومقاصد الشارع الحكيم .

** : ربما رأى أغلب السياسيين والمتابعين أن حزب الاصلاح يهيمن على أعمال المشترك وأنشطته وأدارته .. وبعبارة أخرى , ليست أحزاب تنظيم المشترك الأخرى سوى تابعة لقيادة وإدارة الاصلاح ...

ما هو تعليقكم على هذه النقطة وكرئيس للمشترك في الشمايتين مثلاً ؟

بشكل اللقاء المشترك فكرة راقية للتعايش والقبول بالأخر والتعاون وإزالة المنكر داخل المجتمع اليمني , فمن واجب كل اليمنيين المحافظة عليه, والتصدي لكل الشائعات والمؤامرات التي تستهدف فك رباطة , وبعثرت أحزابه وكل مكوناته , والمشترك يمتلك آليات ولوائح يدير من خلالها أعماله وينجز على ضوئه قراراته وموافقته , فالإصلاح بثقله التنظيمي والإيماني , والاشتراكي والناصري بخبرتهم السياسية , والحق والاتحاد بخبرتهم الحياتية , جميعهم يخدمون المشترك بروح الفريق الواحد , لا نهتم جميعهم مسلمون وعرب , ولا يوجد داخل المشترك تابع ومتبوع , لان الجميع معارضة ولا يوجد فيهم حزب حاكم رأس والبقية أذناب, والحقيقة أن الحزب الحاكم سعى لتفكيك جميع الأحزاب والنقابات والكيانات الاجتماعية الفعلية , وتقسيمها واستنساخ ما أمكن منها , لكنه فشل مع المشترك ولذلك فهو يحاول إنزال مثل هذه الإشاعات الخبيثة ولات حين مناص . 

**: ما هي أولياتكم في العمل كإصلاح ومشترك تجاه الشعب ؟

وبصياغة فكرية ما هي مسؤولياتكم التاريخية تجاه قضايا الامة ومستجداتها ؟ وما هي هذه القضايا من وجهة نظركم كمفكر في الإصلاح ومهندس في المشترك ؟

ومما يلحظه المراقب المحايد جنوحكم المبالغ فيه الى العمل السلمي (كمشترك ثم إصلاح ) وحتى في احلك الظروف والمنعطفات , لدرجة ان الانصار والمواليين يضيقون درعاً(( من سعة تسامحكم أو تنازلاتكم ) مع الحكومة بالرغم من مصادر حقوقكم السياسية ودوائركم الانتخابية كما يرى المراقب المحايد وكما تعبر بعض الاوساط ( نجاح الشمس في رابعة النهار) ...

ما هي المبررات الشرعية والوطنية للمشترك والاصلاح تجاه ذلك التسامح ( الزائد) أو التفريط بالحصاد والنتائج والنجاح كما يقول الموالون والمناصرون ؟ ؟

أولويات المشترك موجودة في أدبياته ونشراته وخططه المنشورة بوسائل الإعلام وفي برنامجه السياسي .

ومن أولوياته مثلاً تعرية الظلمة والفاسدين وكشف جميع اللصوص الذين ينهبون المواطن والوطن وثروات الأمة الظاهرة والباطنة بأعلى الأصوات مخاطبين الشعب والعالم كله : ( هذا السارق ... هذا هو ) , ثم نطلب من الشعب معاقبتهم ومحاسبتهم لأن الشعب وحده هو صاحب الحق والقادر على معاقبتة هؤلاء مهما كانت مواقعهم ومهما كانت حصونهم , من حق الشعب وحده تنصيب المحاكم وتقديم الجناة إليها .

وقد نجح المشترك نجاحا كبيراً في ذلك حيث استطاع أن يستخرج بعض الثروة من جيوب المسئولين ويجبرهم على تسليمها للفقراء والمحتاجين عبر ما يسمى بالضمان الاجتماعي , والتسويات الوظيفية البسيطة , وكذلك تحت مسمى المشاريع الانتخابية , ولولا منافسة المشترك لما أقيمت هذه المشاريع , ولما أخرجت الأموال من خزائنهم وأرصدتهم .

أما أكبر دليل على نجاح المشترك في كشف وتعرية الفساد هو إجبار الرئيس على الاعتراف بأن الفاسدين يستظلون بمظلته , ويركبون تكسيه , ووعده للناخبين بالتخلي عنهم , وإعلان الحرب عليهم .

لكن للأسف لم نرَ هذه الحرب إلا على المعارضين , حيث تم تصفيتهم من جميع المناصب الإدارية ابتداءً من مدير مدرسة أو مستوصف , وفي جميع المناصب العليا والدنيا , ثم سلمت لمن يحمل بطاقة الحزب الحاكم ( المؤتمر ) , حتى وإن لم تنطبق عليه الشروط , وتنعدم لديه الخبرة , منتهكا بذلك الدستور اليمني الذي ينص على المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات , كل ذلك يتم تحت نظر وبصر المحكمة الدستورية والنيابة العامة وكل أجهزة القضاء الغير مستقل _ مع الأسف _ وكلما لجاء الناس إلى الأمن أو القضاء عادوا بخيبة أمل حتى في أبسط القضايا ولو كانت كما يقولون بالعامية ( بعسيسة ) .

لذلك كله لجأنا إلى الشعب , لأنه صاحب المصلحة الحقيقية , والقادر على المحاسبة , ولن نلجأ إلى استخدام أي وسيلة غير النضال السلمي , ولن نستدرج إلى مخططات الحزب الحاكم في صوملة البلاد .

ولن نيأس , ولن نفتر , ونحن والحق وراءهم والزمن طويل ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).

* : من وجهة نظركم الفكرية أو اطلاعكم الشرعي ( كإصلاح ) أو خبرتكم ونضالكم السياسي كمشترك ... ما هي أسباب الخلل القائم اليوم ؟ وهل هي أسباب سياسية ؟ أو فكرية ؟ أو فكرية ؟ أو شرعية ؟ أم إيمانية ؟ ( بمعنى أسباب روحية وأخلاقية ) ثم ما هو برنامج عمل المشترك والإصلاح تحت إطار كل مفهوم أو سبب مما ذكرناه ؟

الاختلالات الموجودة في اليمن وغير اليمن _ بل ومنذ أن وجد الإنسان _ تكاد تكون أسبابها واحدة عند حدوثها .

ولذلك حددها القران بدقة منذ أول خطاء , أو أول اختلال في حياة أبونا أدم , ومن ثم أبنائه من بعده إلا من رحم الله .

ادم _ عليه السلام _ سكن الجنة وأعطي فيها كل أسباب الحياة ومتطلباتها , والآيات كثيرة تشير إلى ذلك , فكان النصح الكاذب أي المراكز التي تقدم المعلومات قبل اتخاذ القرار , ثم كان الطمع في الخلود والملك الذي لا يبلى , فسبب ذلك عدم الاستجابة لله وأوامره ولا أدري هذه الأوامر كانت عبر الكلام المباشر لأدم من الله عز وجل , أم عبر الوحي , أم عبر ما أعطاه الله من عقل وفطره , كما أن لضعف الإيمان نصيب , وللغواية والنسيان نصيب , وللظلم والجهل نصيب ( وكان الإنسان ظلوماً جهولا) .

ومجمل القول أن أسباب الإختلالات

سياسية : تتمثل في حب الملك والسلطان والرئاسة .

أيمانية فكرية وتتمثل في الشرك وقبول أدم التنازل عن بعض حريته وكماله الإنساني المتميز به عن سائر المخلوقات بالعلم وحمل الأمانة ..... الخ .

اقتصادية : وتتمثل بالطمع وحب الاستزادة وأكله من الشجرة وترك كل ما في الجنة .

اجتماعية : وتتمثل في علاقة أدم وحواء .

عقلية فطرية : تتمثل بالإغواء وتغييب العقل والعلم رغم أن أدم أعلم من إبليس بنص القرآن .

نحن جميعاً نهدف إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل , ثم إن هذا الإنسان الذي كرمه الله هو هدف عملنا ومحور نضالنا, بغرض تكريمه وإنزاله المنزلة التي أنزله الله إياها , ومحاربة كل من يريد الاستخفاف به ( فاستخف قومه فأطاعوه ) سواءُ كان بشكل مباشر أو غير مباشر ( أنا ربكم الأعلى ) أو ( ما علمت لكم من إله غيري ) أو ( لا أريكم إلا ما أرى )

- المشكلة في الحكام الجهلة الذين وضعت البشرية , أو قل أممهم في أيديهم كل عناصر القوة والقهر ومفاتيح السلاح النووي , فخضعت البشرية لهم فعاثوا فساداً في الاقتصاد والسياسة والأخلاق والقيم والمثل والعلم ...... الخ .

وفي العالم العربي واليمن خاصة لا يمتلك الحاكم أسلحة نووية , لكن النووي الذي لديه هو تركز السلطات الثلاث بيديه , وبالذات القوات المسلحة (الجيش والأمن ) .

هذا من وجهة نظري سبب الاختلالات والعلاج , واستسمحكم عذرا ً إن كان هناك خروجاً عن لب الموضوع .... والله المستعان .

أخيراً شكراً لكم ولموقعكم الرائع .