الهجرة
بقلم/ هائل سعيد الصرمي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أسابيع و يوم واحد
الخميس 23 أكتوبر-تشرين الأول 2014 11:19 ص
جاءَ المسَاءُ وقد همتْ قريش به
أمرا عظيماُ ولكن خانها القـــدَرُ
عادتْ بفتيانها والخزي يلبسها
مهزومة ورسول الله مُنتصرُ
طواهُمُ بِجناحِ الحقِّ متصلاً
بقدرة اللهِ يحمي " ظِّلهُ" القدرُ
ألقىَ التراب بوجه الكفر فانبلجت
له الحقائقُ والآياتُ والسِّورُ
تلا على البغي آيات فما لمحت
خطاه عينٌ وقد أعشاهم الأثر
لمْ يخشَ في الله شيئا منذ بعثته
وليس يمنعه بغي ولا بَطرُ
هو الأبيُّ المفدى عند وثبتِهِ
يذوبُ منهُ الحديدُ الصّلبُ والحجَرُ
في لفظهِ الحُسنُ مصبوغٌ بقافيةٍ
كأنَّهُ اللؤلؤ المنثُورُ والدُّرَرُ
إذا تمادى العِدا في البغيِ أمهَلَهُ
حتىَ إذا اشْتدَّ لا يُبقي ولا يَذرُ
سَمَّاَكَ ربكَ (طه) كي تقابلهم
بالحلم والعلم فاستعصوا وقد كفروا
لمَّا رأوكَ حَكيما ضَاق صُدرُهُمُ
وأجمعوا كيدهمْ لكنهم عثروا
لله دركَ طه خضتَ معركـــةً
فوق النَّجُومِ فأنتَ الشَّمسُ والقمرُ
قلوبهم حملت كبر اليهودِ حَوَتْ
حقداً كبيراً ومكراً بئِسَما مكروا
فكُلَّمَا أوقدوا نارَ الردى انطفأت
وكُلَّمَا عزموا أمرا بك انكسروا
تقهقروا بخيوطِ العنكبوتِ رأوْا
أنياب وحشٍ تمطى عندما نظروا
فلَمْلَموا شَعْثَهمْ في الحال وانصرفوا
عن غار ثور وقد أضناهمُ الكدرُ
لولا العنايةُ ما ارتدَّت قريش على
أدبارها ومضى في رحله السفر
هاجرت يا سيدَ الأحرارِ معتمدا
على الكريم فكان العونُ والظفرُ
همْ لا يحبونَ أن تمضي بمكْرُمَةٍ
بينَ الجُموعِ وأنْ يهمي بها المطرُ
لا يرغبونَ بدين الله يحكمهم
ولا لآياته في الناس تنتشرُ
ما كان كفرهم إلا مكابرة
فالنور أنت ومنك الخير ينهمر
لوشاء ربك ما ظلوا وما ظلموا
في لوحه سبق التقدير والقدر
تمضي مشيئته في الكون محكمةً
لحكمة يجتبي من شاء أو يذر
أمانة الله والإنسان يحملها
ما كان أحراه لو ينأى ويعتذر
كل الجبال وكل الكائنات أبت
حمل الأمانة إلا الجن والبشر
تَاللهِ لو عادَ نحو الحق متعظا
بما يؤول إليه الظل والثمر
لما تنكر يوما للهدى ولما
زاغت بأهوائه الأوهام والفكر
وسيرة المصطفى للكون مَفْخَرَةٌ
فهل تعيها العقولُ الّصُّمُّ والغَجَرُ
كم قد رموه بزورِ القولِ منقصةً
ضاقتْ بأصدائها الوديانُ والوَعَرُ
هيهات هل يستقيمُ الغي لو ظهرتْ
له البراهينُ أو بانتْ له العبرُ
رسمت خارطة التَّحْريرِ مُنطَلقاً
نحو السماء ولم تحفل بمن غدروا
بك استضاءت قلوب الطائعين وهم
في كل عصر مصابيح لمن عثروا
قوافل الحق تمضي في مرافئكمْ
نحو العبور فأنتَ السَّمْعُ والبصرُ
سفينة الحقِّ لا ترسو على وجعٍ
وهذهِ موجةُ التغيير تنتشرُ
وهذه موجة تمضي مراكبها
حادي خطاها رفيق الغار أو عمــرُ
فارحلْ أخي في فضاء الله مقتفياً
آثارَ من غيروا التاريخَ وانتصروا
هائل الصرمي