ساه ... في مرمى المواجهة
بقلم/ أكرم أحمد باشكيل
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
الخميس 05 يوليو-تموز 2012 06:40 م

في حضرموت كانت الثروة الباطنة في الأرض مبعث تندر وتشاؤم من سكانها حين بدأت الشركات الغربية تتوجه إليها للتنقيب عنها في صحراء الربع الخالي في ستينيات القرن الماضي والتي أصبحت اليوم الثمن( بضم الثاء) الخالي بعد أن قضمتها سني التجاذب على الأرض من أخوة لنا كنا نعدهم من الأخيار...

لقد صدقت نبوءة الحضرمي بذهنيته الوقادة وحدسه السياسي المفرط حين أصبحت هذه الثروة مصدر تعاسة ووبال عليه فهو اليوم وقد تصحرت أرضه ونهبت ولا تزال تنهب يعاني الأمرين من ويلات مخلفات ذلك النهب...

فمن تلوث بحيرة مخزونه المائي لآلاف السنين جراء الحقن الارتجاعي للمياه عند سحب البترول من آبارها بدلا عن معالجته والاستفادة منه في ري المزارع والحقول نرى اليوم إن مخزوننا الجوفي قد أصبح في خبر كان دون رقيب أو حسيب وخذ يالجان وتقارير كانت ولا تزال حبرا على ورق .. ناهيك عن ما يعانيه سكان الأراضي الواقعة فيها حقول النفط من تلوث وصل تأثيره إلى وجود أمراض مزمنة عند سكان هذه المناطق وهناك تقارير خبراء تؤكد ذلك دون أن يحرك هذا الأمر ساكنا عند السلطات المحلية بالمديريات والمحافظة مما نجعلهم في دائرة الشراكة في الجريمة التي ترتكب بحق سكان هذه المناطق ..!!

اليوم نرى في منطقة من هذه المناطق الموبوءة بفعل استخراج النفط من أرضها تشهد توترا من نوع آخر في قضية من قضايا الفساد المستشري في السلطات بعمومها محلية ومركزية حيث أن سكان هذه المناطق لا يكفيهم تحمل أعباء استخراج نفط أرضهم من أوبئة وتلوث بيئي بل يزداد الوضع سوءا في طرد العمال المشتغلين في هذه الشركات كعمالة فقط لأنهم من هذه الأرض التي يملكون بالمطلق الحق الشرعي في الاستفادة من الثروة وليس من بعض التوظيفات التي تهب لهم كمنة وليس حق شرعي يهب لهم بموجب نصوص البروتوكولات مع هذه الشركات العاملة ناهيك عن تنمية هذه المناطق بنسب محددة توضحها هذه الاتفاقيات التي نراها تذهب في جيوب قوى متنفذه حصدت خيرات أرضهم ورمتهم في الطرقات يتوسلون العمل لديها ...!!

ما يحدث اليوم في منطقة (ساه ) هو ما ينبغي القيام به منذ زمن وما يتعرض له المواطن من إهانة بل وإبادة بالرصاص الحي على مرأى ومسمع من سلطاتنا المحلية والمركزية هو جريمة يشترك فيها الجميع ويجب أن تهب كل القوى الوطنية في المحافظة باتجاه تعزيز موقف أبناء ساه لأن الأمر يتعداهم إلى عموم الأرض الحضرمية برمتها وهو حق مشروع كفله لنا ديننا الحنيف والأنظمة والأعراف الدولية المنظمة لمثل هكذا أعمال يتم فيها استنزاف ثروات الأمة بغير وجه حق بل وإبادتهم سبيلا منهم في إسكاتهم عن المطالبة بحقهم ...!!

إننا اليوم في حالة استثنائية لوضع خطير يزداد تفاقما لحظة بلحظة مع احتقان في الشارع الحضرمي كله الذي ينبغي أن يصعد من أعمال احتجاجيه ليس تضامنا مع مشكلة آنية لأخوتنا في منطقة ساه ولكنه عمل منظم ينبغي أن تنبري له كل القوى الوطنية الفاعلة في المجتمع الحضرمي من مؤسسات ومنظمات ومجالس وملتقيات وغيرها من التشكيلات التي حان دورها لتبرهن على جديتها في العمل الجماهيري الوطني المنظم خدمة لأهلها ولا فائدة منها إذا تلتزم الصمت أو تصدر بيان على استحياء ... !!

ساه اليوم هي حضرموت بطولها وعرضها ومساحتها الجغرافية المترامية التي ينبغي لنا جميعا الثأر لها وإعادة الاعتبار لكرامتها فالعرض والأرض كلاهما يستحقان النضال من إجلهما ودون ذلك هو الخزي والعار الذي يلطخ وجه أبناء حضرموت قاطبة ... فدعونا نرفع شعار كفاية صمت وإذلال ..حضرموت فيها رجال .. والحق يعلى ولا يعلى عليه ...!!