مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
حاورة محمد جميح للشرق الأوسط
* هل بالإمكان إعطاء القارئ العربي نبذة مختصرة عن أهم الأعمال التي تقوم بها المؤسسة الأميركية للتنمية الدولية؟
- المؤسسة الأميركية للتنمية الدولية تعتبر جزءا من سياستنا والتزاماتنا الخارجية، وهي تركز على مجالات التنمية والصحة وحقوق الإنسان، ودعم الديمقراطية حول العالم. ورسالتنا هي مساعدة البلدان والمجموعات والشعوب لإنجاز قدر كبير من الازدهار، وتقرير المصير وحقوق الإنسان، والعمل على تطوير مجالات العمل الإنساني. نحن نعمل في أكثر من 80 بلدا في العالم. نحن ملتزمون باثنين وعشرين مليار دولار سنويا للاستثمار ضمن المؤسسة. ونحن نتطلع إلى إنجاز نتائج مهمة لما نقوم به. نحاول أن نساعد على التخلص من المجاعة وذلك بدعم التنمية الزراعية، ودعم البلدان لتوفير احتياجاتها من الغذاء في المستقبل، ولإخراج 18 مليونا حول العالم من ظروف المجاعة، وذلك بدعم هذه البلدان لتنمية مواردها الزراعية، ونتطلع إلى القضاء على الموت المبكر للأطفال، هناك نحو 7 ملايين ونصف طفل يموتون في العالم. وبكل وضوح، نعتقد أن 5 ملايين ونصف منهم يمكن أن ينجوا من الموت وذلك بالاستثمار في مجالات مكافحة الملاريا، والاستثمار في التنظيم الأسري والتطعيم، وتقديم رعاية صحية للنساء عموما وللحوامل بشكل خاص. نركز على توفير مياه الشرب النقية لمعظم المناطق التي تحتاج إلى المياه النظيفة والصالحة للشرب. الأميركيون دائما هم أول من يستجيب في حالات الكوارث، وهناك اليوم في اليمن أزمة غذائية مع وجود 5.3 مليون شخص يواجهون خطرا حقيقيا. ونحن كذلك نقود عددا من المنظمات الدولية لدعم الشرائح الاجتماعية التي تحتاج الدعم، وللتأكد من أنها تتلقى الإعانات الأساسية التي تحتاج إليها. هذا ما نقوم به، وعلى مدى 50 عاما من تاريخنا كانت لنا قصص نجاح كبيرة، كتلك التي كانت في كوريا الجنوبية، التي كان لشراكتنا معها أثر في أن نجعلها واحدة من الاقتصادات الرئيسية التي نمت بشكل كبير.
* هل تركزون على الدعم في المجالات الإنسانية أم أنكم تساعدون الحكومات والقطاعات المختلفة لتطوير أدائها الاقتصادي؟
- نعمل الاثنين معا. ندعم الاحتياجات الإنسانية الملحة، ونساعد البلدان على تطوير استراتيجياتها لتطوير اقتصاداتها، والاندماج في الاقتصاد العالمي. كما نعمل على ضمان أن أصحاب الدخل المحدود في مثل هذه البلدان لديهم القدرة على الحصول على الدعم والفرص والخدمات الأساسية.
* كنت في اليمن، والتقيت الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما الهدف من الزيارة، وماذا حققت؟
- كان هدف زيارتي تأكيد وتجديد الالتزام الأميركي بدعم الشعب اليمن، لمساعدة اليمن في هذه اللحظة المهمة والحرجة للغاية في تاريخ اليمنيين، نعلم أن هناك أزمة إنسانية ملحة، مع وجود أكثر من 5 ملايين يحتاجون للإعانة الإنسانية كما ذكرت، ومع وجود نحو 300 ألف طفل دون سن الخامسة قد يموتون سريعا وبسهولة، لأنهم يعانون المجاعة الحادة الشديدة لعدم تمكنهم من الغذاء الكافي. وقد أعلنا دعما جديدا للوصول إلى هؤلاء الأطفال والعمل على الحفاظ على أكثر عدد ممكن منهم على قيد الحياة، وبالإضافة إلى ذلك فقد سافرنا إلى زنجبار، وقابلنا المحافظ «العاقل»، وعددا آخر من المسؤولين في المحافظة، للمساعدة في تدشين برنامج إعادة تأهيل وتسكين المهجّرين في الجنوب، وكجزء من التزاماتنا أعلنا تخصيص مبلغ محدد من جملة 52 مليون دولار يخصص لمساعدة اليمن في تنفيذ برنامج كبير يقوم على إعادة تأهيل المشردين..
* معذرة.. هل مبلغ الـ52 مليون دولار جزء من المساعدات الأميركية المنتظمة والطبيعية أم أنها تمثلا دعما إضافيا؟
- هذا المبلغ التزام خاص وإضافي، وهو لإعادة تأهيل مشردي الحرب في أبين، وإعادة تأهيل المدارس والمؤسسات الصحية، وكما تعلم فقد هرب مئات آلاف المواطنين من أبين بسبب الحرب مع «القاعدة»، وقد دمرت «القاعدة» المنازل ومؤسسات الدولة، كما دمرت البنى التحتية للطاقة، والمدارس والمؤسسات الصحية، ونحن نساعد على جعل البيئة مناسبة وآمنة لعودة هؤلاء المشردين، ولضمان أنهم أثناء عودتهم يمكنهم الحصول على التموين الغذائي اللازم والاحتياجات الضرورية الأخرى، حتى إذا ما عادوا إلى بيوتهم يمكنهم البدء في حياتهم مرة أخرى. ونحن نعتقد أنه عندما تتاح الفرصة للمجتمع اليمني ليزدهر ويستقر ويطور مؤسساته الديمقراطية، فإن ذلك شيء جيد لكل الناس في المنطقة وحول العالم..
* ولكن، كيف تستطيعون العمل في اليمن تحت ظروف أمنية غاية في الخطورة والتعقيد؟
- حسنا، نحن في الأساس نقوم بدعم المؤسسات المحلية اليمنية، وهم بدورهم ينفذون العمل، وعندما كنت في زنجبار، التقيت المحافظ العاقل وعددا من ممثلي المنظمات الإنسانية، والمؤسسات العاملة في مجال إعادة الإعمار، كلها مؤسسات يمنية، وقيادات يمنية، وهم يساعدون على إعادة إعمار المدارس والعيادات الطبية، والدفع للمعلمين، وإعادة تنشيط الاقتصاد، وإعادة تأهيل البنى التحتية للطاقة، وسد الاحتياجات الإنسانية الملحة، كما أنني التقيت قيادات منظمات المجتمع المدني، وممثلين عن الشباب والمرأة، ونحن ندعم جهودا لدعم نحو 500 منظمة يمنية شبابية ونسوية ومنظمات أخرى. كما أننا جزء من الجهود الرامية إلى إجراء عملية الحوار الوطني، لأننا نعتقد أن الحوار الوطني خطوة مهمة على طريق مجتمع يمني أكثر انفتاحا وعلى طريق يمن أكثر ديمقراطية، ونحن نعتقد أن أصوات المرأة والشاب بشكل خاص ينبغي أن تكون جزءا من هذه العملية..
* إذن، أنتم تعملون على دعم العملية السياسية أيضا، ولا تكتفون بالعمل في الإطار الإنساني؟
- نحن منخرطون في دعم العملية السياسية والحوار الوطني..
* كيف؟
- حسنا، نحن ندعم الحكومة اليمنية لتنفيذ خطوات على المدى البعيد، ندعمها للتحاور مع الشباب والمنظمات النسوية، كما أننا ندعم منظمات المجتمع المدني بشكل مباشر ليكون لديهم الموارد لتوظيف أعضاء، وتطوير أجنداتهم، وعرض أفكارهم، كما ندعم مراكز استطلاع الرأي لمعرفة ماذا يريد الشعب اليمني وتطلعاته لمستقبله، كما أننا ندعم جهود توفير الاحتياجات الأساسية التي تتطلبها الأسر، وذلك بدعم هذه الأسر لتجميع مياه الأمطار على سبيل المثال واستعمال هذه المياه كجزء من منظومة الري، كما ندعم الصحة والتعليم بشكل واسع في مختلف أرجاء البلاد.
* هل تقدمون مبالغ مالية، أم تكتفون بتقديم السلع الضرورية؟
- لمن؟ للأسر؟
* نعم..
- في جهودنا الإنسانية نقدم عادة دعما مباشرا.. فعندما نحاول الحفاظ على حياة 300 ألف طفل معرضين لخطر الموت جوعا، بسبب أزمة الغذاء، فإننا نقدم الغذاء مباشرة، وبشكل خاص الغذاء الذي يحتوي على كميات كبيرة من البروتين الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، كما نساعد على حصولهم على المياه النظيفة والخدمات الصحية، حتى لا يتعرضوا للمرض، ومن ثم الموت بهذه الأمراض، كما أننا نعمل مع نطاق واسع من شركائنا الدوليين لتوسيع القدرة الاستيعابية للمنظمات الإنسانية اليمنية لتلبية هذه المتطلبات. ونحن عندما نعمل على مستوى العملية السياسية أو الجانب التنموي والاقتصادي، فإننا نتعامل في كل الحالات مع المنظمات المحلية اليمنية لتقديم الدعم المباشر.
* اليمن دولة فقيرة في ما يخص مواردها الطبيعية الحالية، من ماء وغذاء وبترول. كيف يمكنكم المساعدة في ظل مثل هذه الظروف الصعبة؟
- الحقيقة أن اليمن لديه الكثير من الإمكانات الاقتصادية، وقد التقيت في اليمن مجموعة من 12 إلى 15 رجل أعمال من الذين ظلوا يستثمرون في اليمن خلال الأزمة، ومنهم من فتح أبوابه وزود بالغذاء، وآخرون قدموا بعض الخدمات للمجتمع مجانا. وهناك حقيقة إمكانات. وعندما تقوم الحكومة بالإصلاحات الضرورية، وتفتح الاقتصاد على الاستثمار في القطاع الخاص، والأنشطة الخاصة، وعندما نعمل على ضمان وصول البنوك إلى أصحاب الدخل المحدود لتشجيعهم على بدء أعمالهم الخاصة، ثم القيام بالإصلاحات في الحقل التربوي، والتركيز على التعليم والتدريب المهني الذي يضمن أن الشباب الذين يكون لديهم مستوى تعليمي معين يمكن أن يحصلوا به على وظائف تتطلبها سوق العمل في اليمن والإقليم، وعندما نعمل مع شركائنا الخليجيين لدعم اقتصاد النفط، والأنواع الأخرى من الاقتصادات في اليمن، فإن اليمن يمكنه أن يتجاوز هذه الفترة الصعبة إلى مستقبل أفضل بكثير.
* باعتقادك.. كيف يمكن للقطاع الخاص في اليمن أن يقدم المساعدة؟
- القطاع الخاص يمكنه أن يقدم المساعدة بطرق شتى. أولا، رجال الأعمال والقادة الاقتصاديون اليمنيون ينبغي أن يكونوا جزءا من عملية تصميم رؤية لكيفية النهوض السريع بالاقتصاد سواء بمزيد من الاستثمار، والأنشطة الاقتصادية أو التدريب. وقد بدا لي أنهم جاهزون ومستعدون للقيام بذلك، ونحن قد بدأنا القيام بهذا العمل معهم. كما أعتقد أن المسؤولين في الحكومة اليمنية ينبغي أن يعملوا بشكل أكبر لضمان أن الاستثمار في القطاع الخاص سيسهم في تحسين الأداء وتوفير وظائف جديدة في اليمن، وبالنسبة للشركاء في الولايات المتحدة ودول الخليج العربية بإمكانهم عمل الكثير، ولا شك في أنهم سيعملون الكثير لضمان تقوية وتعزيز البنى الاقتصادية اللازمة: مثل الطاقة والكهرباء والقوى العاملة المدربة والمتعلمة لدعم الاقتصاد اليمني مع الزمن.
* ما خططكم المستقبلية لدعم وتطوير العمل الخيري والإنساني في اليمن؟
- هذا سؤال جيد.. وكما تعلم، فإننا نقوم بعملنا من خلال شركائنا المحليين في اليمن، ولذلك فإنه في الاجتماع برجال الأعمال اتضح أن بعضهم–رجال الأعمال هؤلاء–هم أصلا نشطاء في الأعمال الخيرية، ونحن نقوم ببناء شراكة يمكنها على سبيل المثال المساعدة في توسيع نطاق الأعمال الصغيرة القائمة على أساس الأعمال الاجتماعية التي تقوم أصلا على خدمة المجتمع، ونحن نقوم بذلك من خلال مؤسسة يمنية تعمل في هذا المجال. وهناك أمثل كثيرة غير هذا، ونحن بشكل فعال نتطلع إلى بناء وتعضيد شراكتنا مع المنظمات اليمنية لدعمها في هذا المجال، وإنجاز أهدافها.
* هل تدعمون في مجال التدريب والتأهيل؟
- نعم، نعمل ذلك، والكثير من استثماراتنا تتوجه لهذا المجال، كي تتاح الفرصة لليمنيين للحصول على التدريب، سواء في منظمات المجتمع المدني أو من خلال جهود التدريب المهني. وعلى سبيل المثال، عملنا في أحد البرامج مع عدد من رجال الأعمال اليمنيين على إعداد وتدريب 15 ألف شاب يمني، ثم قام رجال الأعمال بتشغيل هؤلاء الشباب ليكونوا جزءا من عملية التشغيل ضمن مؤسسات العمل، وهذا النوع من التدريب المرتبط بسوق العمل أصبح أولوية بالنسبة لنا، لأننا سمعنا أن الأولوية بالنسبة للشباب اليمني هو الحصول على وظائف جيدة.
* يُتّهم الأميركيون بأنهم يحرصون على مساعدة اليمنيين في ما يخص تقديم الدعم العسكري لمحاربة «القاعدة»، التي تمثل الحرب عليها أولوية أميركية، ولكنهم لا يعطون الأولوية نفسها للدعم في المجالات الاقتصادية الإنسانية. ماذا تقول؟
- عليّ أن أقول: هذا غير صحيح، الرئيس أوباما أعلن بوضوح أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تقف إلى جانب الشعب اليمني، ومساعدة اليمنيين لتحقيق فرص الازدهار، لمساعدتهم على تقديم الغذاء لأطفالهم ليتجاوزوا الموت المحدق بهم في عمر الخامسة، نحن ندعم المنظمات النسوية لكي تشعر المرأة بأنها قوية، وتحصل على الدعم اللازم في المجتمع بما يساعدها على القيام برعاية الأسرة، كما نعمل مع رجال الأعمال اليمنيين لإيجاد وظائف وفرص اقتصادية، وقد أعلنت خلال زيارتي لليمن عن مبلغ 52 مليون دولار مساعدات إضافية في هذا المجال، وذلك يرفع مساعداتنا لليمن هذا العام في هذه الأنشطة بالتحديد إلى 170 مليون دولار، أريد أن أقول إنني سافرت إلى زنجبار، وجلست مع محافظ أبين وفريقه، وقد بدأنا العمل يدا بيد معهم لبناء المدارس، وإعادة بناء العيادات الطبية، وإعادة بناء منازل المواطنين، ولذلك نحن نقوم بإخراج القنابل من المنازل حتى تكون هذه المنازل آمنة حال رجوع أهلها إليها، ونحن نعمل ذلك لكي نضمن أن كل إنسان يتمتع بفرصة تضمن فيها حقوق الإنسان، وهذا جزء من القيم الأميركية، وبالعمل على تحقيق هذه القيم للشعب اليمني فإننا نعتقد أننا نحقق ليس مصالح اليمنيين وحسب، ولكن مصلحة الإقليم والعالم. ولذلك، فإنه ليس صحيحا على الإطلاق أننا نساعد الشعب اليمني لمواجهة «القاعدة» وحسب، ولكننا نساعد الشعب اليمني لينجح على المدى الطويل.
* ماذا عن دوركم في مؤتمر المانحين القادم؟
- لقد حدد تاريخ الرابع من سبتمبر (أيلول) للبدء في مؤتمر المانحين في الرياض وسنكون شركاء نشطين في المؤتمر، ولدينا مجموعة العمل السعودية–الأميركية التي ستعمل على إنجاز إطار العمل للمؤتمر، وكان من أهداف زيارتي لليمن التي استمعت خلالها للرئيس هادي وفريقه أن تتاح لنا الفرصة لنعرف كيف يمكننا المساعدة في تكثيف جهود المجموعة الدولية، وإحضارها معا لنضمن أننا نعمل من أجل مستقبل اليمن في هذه الأوقات العصيبة.