لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
حتى لا يغضب ترامب وأمريكا.. فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعلن لأول مرة استعدادها نزع سلاحها
الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين أمريكا وإيران
الحوثيون يعتقلون نائب رئيس جهاز المخابرات التابع لهم و يعترفون بمقتل قيادي آخر بضربة أمريكية
أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد على المرتفعات الغربية في اليمن
ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي
هام وضروري للنساء- هذا الشاي مفيد لعلاج تكيس المبايض
حرب ترامب التجارية تشعل انهيار إقتصاد عالمي غير مسبوق .. تفاصيل
الوطن هو المكان والحيز الذي نجد فيه من الحقوق والمكتسبات ما لا يمكن أن نحصل عليه في أي مكان آخر من هذه الدنيا وهذا ما يجعلنا متميزين بالانتماء اليه.
وعند النظر في هذا الوصف ومحاولة اسقاطه على مفهوم الوطن فإننا نتغابى ونكون مخطئين خاصة وأننا لا نزال نحارب ونصارع كل شيء من حولنا فقط لأجل البقاء كحق يتمتع به حتى الحيوان في الغابة دون ان يتفضل به عليه احد, بينما توجد قوى وافراد في ذات الوطن شاءت لها الأقدار أن تصارع لأجل الاستئثار بكل جميل وذو قيمة في هذا الوطن.
فلاتزال معاناتنا قائمة من الجهل والفقر والمرض الذي قامت ثورة سبتمبر لأجل القضاء عليه حيث انخدع الثوار بنجاحها شكليا بتحول النظام الملكي الى جمهوري ورحيل اسرة بيت حميد الدين, لكن الصراع بدأ فعلا على السلطة بين رموز القبيلة وقيادات العسكر ووصلت صراعاتهم واختلافاتهم على تقاسم المصالح الى حد التصفية وكانت رموز القبيلة هي الأقوى في كل الصراعات ولم تفلح أي محاوله لتحجيمها وهذا ما يبرر تعامل الإمام في نظامه الملكي على الرهائن كسبيل لضبط القبيلة ومنع تمردها ولم تكن ثورة القبائل ضد الإمام الا للبحث عن دور في ديوان الحكم وفي الوقت الذي كان الثوار يبحثون عن الوطن وقاموا بالثورة كان رؤوس القبائل يتربصون بالثورة لينالوا منها.
ولهذا السبب ذهب الحكام بعد ثورة سبتمبر حاكما تلو آخر لأن القبيلة لم تجد مبتغاها منهم وتوقفت هذه الحلقة من الرؤساء عند صالح الذي كان اكثر قدرة على إدراك طرفي الصراع وعلى دراية بحاجة كل طرف, وكان صعوده للحكم من طرف العسكر مقبولا لدى القبيلة نتيجة ما استطاع ان يقدمه لها من طموحاتها مقابل التخلي عن الصلاحيات المخولة لأي رئيس آخر حتى أدرك رموز القبيلة والقوى العسكرية البارزة حينها أنهم لن يجدوا بديلا مناسبا يمنحهم من النفوذ ما قدمه لهم صالح وتحقق بهذا طموح الطرفين فأحدهم حالم بالظهور كحاكم والآخر حالم بالسيطرة على الثروة وممارسة النفوذ دون الحاجة لتحمل تبعات السياسة ومشاكلها.
وبينما تمكن صالح من الظهور وكأنه صاحب الأمر والنهي فقد كان ذلك مفيدا له في وقت ما لكن هذا اصبح لاحقا الخطأ الأكبر الذي لن يغفره له الشعب بسبب تكتمه طيلة فترة حكمه وعدم الإفصاح عن المتسببين بتدمير البلد والشركاء الحقيقيين له في تقاسم التحكم بشئون البلاد وثرواتها تحت طاولة حكمه.
وجاءت الثورة في وقت كانت القوى المستفيدة من حكم صالح قد بدأت باستشعار خطر انهيار منظومة صالح التي هم اهم اركانها الى جانب محاولات صالح الدفع بأقاربه وتلميعهم تدريجيا على حساب تلك القوى مما يهدد تلاشي نفوذها وضعف تمددهم على بر هذا الوطن وبحره ليجدوها فرصة للتخلص منه عبر تبني تطلعات الشعب وتأييد مطالبه وهي أخطر لعبة يمارسها العسكر ورموز القبيلة الذين شاركوا صالح تدشين حكمه وبالمثل ودعوه غير متأسفين عليه ومدعين البراءة منه ومن كل ما جرى إبان حكمه بعد ان كانوا يتلونون بذات اللون الأحمري الذي سرعان ما سحبوه منه فعفشوه ونفوا أي ادعاء للقرابة منه وبهذه اللعبة والتخلي السريع عنه انتصروا عليه وهي النقطة المؤلمة التي لم يستوعبها ربيع التغيير والتي لأجلها يسعى صالح بكل ما بقي له من جهد لتوضيح ما حدث لكن الصوت لم يعد مسموعا.
وبالفعل فقد كان الشعب وتحديدا رواد التغيير الذين كان لهم السبق في النزول الى الساحات اقل حيلة من هؤلاء القافزين على أكتافهم من الحزبيين والقبليين والعسكر الذين كان على الساحات ان ترفض دخولهم لأنهم لم يشتهروا سوى بالفشل السياسي سواء بمشاركتهم بالحكم او بادعائهم المعارضة لكن ذلك لم يحدث فهناك قوى دولية واقليمية لا تحبذ سوى دعم من يرعى مصالحها وستكون كارثة عليها لو استطاع الشعب ان يفرض ارادته الكاملة خارج اطار هذه القوى الباحثة عن المال وبالتالي فإن الظروف كافة كانت تقف الى جانب نفس القوى المشاركة لصالح والمتبرئة منه لاحقا.
أما الآن فلا عزاء للشعب اليمني في فقدانه اهم ثورة كان يعلق آماله عليها الا البحث عن وطن بديل يجد فيه من الكرامة والإرادة ما يمكن تحقيقه بعيدا عن هؤلاء, ويصبح الوطن حق متوارث للقوى التي تأبى الا ان تكون على رأس اي عملية تغيير كانت فعندها من القدرة والألوان الصبغية ما يكفيها لصبغ نفسها والتمازج مع أي لون قادم من ألوان التغيير لتصبح في قمته وهنا فقط تجلت حكمة هذه القوى بينما تجلت حماقتنا كشعب مغلوب عاطفي يصدق ما يقال ويكذب ما يحدث امام عينيه وحينها سنظل باحثين عن الوطن الذي لم نجده حتى الآن.
tajwalid@gmail.com