وكيل محافظة مارب الشيخ حسين القاضي: عاصفة الحزم لم تكن مجرد تحرك عسكري بل نقطة تحول إقليمي أفضت إلى تغييرات استراتيجية
من عمق الصحراء وفي مضارب البدو بمحافظة حضرموت...حيث الإنسان يؤسس مركزا لمحو الأمية وينتشل نساء المنطقه من وحل الجهل الى واحات العلم.
مركز الفلك الدولي يقول كلمته بشأن موعد عيد الفطر وهل تحري الهلال يوم السبت ممكنة؟
قتلنا عدد من القادة الحوثيين.. بيان للبيت الأبيض يحسم أمر استمرار الغارات على اليمن ويكشف عن عدد الضربات والأهداف المقصوفة حتى الآن
إيلون ماسك يختار السعودية لمشروعه العملاق الجديد .. تفاصيل
عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
اليمن تحصد المراكز الأولى في مسابقة دولية للقرآن الكريم
عاجل: سلسلة غارات أمريكية تستهدف جنوب وشمال العاصمة صنعاء قبل قليل
21 حوثيًا يحملون رتبًا عسكرية أقرت الجماعة بمقتلهم في أعلى حصيلة يومية ''الأسماء''
مأرب: إحياء ذكرى استشهاد أيقونة الحرية حمدي المكحل والشهيد خالد الدعيس
بعد مشوار طويل وحافل بالتجارب في حياتنا قد نُجبر جبراً على التفريط في فهمنا المثالي للصداقة لنصل إلى اتخاذ موقف واقعي يتضاءل معه وهج الصداقة في مخيلتنا ويخفت، لأننا ربما نفقد دون سابق إنذار إدراكنا المثالي لها في عالم الواقع تحديدا، خاصة لمّا نلمس صداقاتنا وقد تحول أغلبها إلى كـمّ مقيت من الالتزامات المفردة وحيدة الاتجاه معنويا وماديا لفائدة أصدقاءٍ يحيّرنا أننا لا نجدهم متى احتجنا لوجودهم.
وشخصياً؛ لا أجد غضاضة في الاعتراف – لمجرد الاعتراف ذاته – بأني واحد ممن تخلى منذ زمن ليس بالبعيد عن ذلك المفهوم المطلق والمثالي للصداقة بعد أن عشش دهرا في وعيي وإدراكي والسبب ما سقناه آنفا.
ربما تكون دهشتنا أيضاً كبيرة بعض الشئ متى علمنا أن بعضاً منا قد نقض من الأساس كل حجر للصداقة التي قد تنشأ في أيامنا هذه، لأننا في هذا الزمن - حسب ظنه - لا نبني كما يبدو "الصداقة" الحقّة، وليس لأنها لا تنبني أصلا، بل لأنها غالبا ما تقوم على أساس من الرمل سرعان ما تجرفه مياه المصلحة أو الخداع أو الحسابات الخاصة ليتحول إلى أي شئ آخر سوى الصداقة.
ومن يغامر ببناء الصداقة اليوم فهو يختار الرهان الصعب ويتحمل المسؤولية الصعبة في الوقت الصعب وفي المكان الصعب.
وفي ظل هذه القتامة يلوح لنا بارق أمل لما نسعى أحيانا بشوق كي نفهم فقط أي رابطة عجيبة ومحببة من الصداقة قد تأسر أحدنا دون سابق موعد؟ وربما يكون أول الإجابة بلغة رياضة كرة القدم: لأن هذه الصداقة قد تأتي في الوقت الضائع من حياتنا، ولأننا لا نفهم كثيرا بالضرورة عالم الأرواح وكيف تأتلف أو تختلف، كما أننا لم نعد نحفل صراحةً بتفسير ظواهر الواقع الغامضة من حولنا.
ورغم أننا لا نملك كل الحقيقة – ولن نستطيع – فإننا ربما نكتشف بقية الإجابة يوما ما وقد تبدّت جلية كالشمس في صورة صداقة نادرة جمعت مصلحة نفسية وعاطفية وإنسانية مشتركة طريفة النشأة، رائعة النمو، بهية الشباب، حتى لو كانت قصيرة العمر.. تماما مثل دورة حياة فراشة جميلة.
كما قد تعبث بنا سخرية الحياة أحيانا إلى أقصى حدّ ونحن نرقب بكل اندهاش واستسلام كيف تمنحنا أقدارنا تلك اللحظات النادرة من الصداقة كي نعيش الفرح الذي ننسى كثيرا وجوده ونستعيد الثقة في علاقاتنا المُهشّمة، ومدعى دهشتنا تلك أن هذا أيضاً قد يحدث غالبا في الوقت الضائع.
لقد علمتنا الحياة أن اللحظات الجميلة- وإن أتت كوميض البرق- تُخلّد في أعماقنا زادا لا ينقطع من البهاء، وجرسا من الذكرى اللذيذة يدق في عالم النسيان، وكمّا هائلا من الفرح المخزون.
ومع هذا يحزن بعضنا على قصر اللحظة ولا يتذكر سوى انطفائها وزوالها فلا يعي سوى الجانب المأساوي فيها وحسب؟
فإذا استهوتنا قوانين لعبة هذا العصر وسنة الحياة في التلاقي والفراق، فلا بد لنا من قبول التحدي لنجرب إعادة بناء ما تفكك من إدراكنا للصداقة الحقيقية ووجودها ذاته، غير مبالين بالفشل، وغير آبهين بتداعيات نهاية مؤسفة لم تعد تعني لنا شيئا يذكر بعد تجاربنا الحافلة مع الصداقات الفاشلة، أو الصداقات الناجحة رغم أفول بعضها الغالب على إرادتنا.
إننا متى نجحنا في استعادة الوهج لمعنى الصداقة في واقعنا؛ فإن شعورنا إذاك بالرضى سيبدو ضئيلاً جداً إذا ما قارناه بشعورنا بالسعادة ونحن نجني أسرع مما توقعنا ثمار مغامرتنا لأننا صرنا مصدرا للارتياح وربما للفرح عند آخرين، وكأن ننجح مثلا في دفع صديق لنا خطوة حاسمة إلى الإمام في مشوار خلاصه النفسي القريب، ويالحظّنا الجميل إذا غدونا يوما ما أشخاصا مخاطبين في خيال غيرنا ممن نحب.