السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
ابوظبي تخطط لاستثمار 40 مليار دولار في إيطاليا
الكشف عن انطلاق أضخم مشروع قرآني عالمي في السعودية
الطائرات المسيرة واجزائها المهربة الى اليمن وأنباء عن سلسلة إمداد معقدة بين الحوثيين والصين
عاجل : تعرف على الدول التي أعلنت أول أيام شهر رمضان المبارك.. والدول التي ستصوم يوم الأحد
اليمن يعلن السبت أول أيام شهر رمضان المبارك
للمرة الأولى عالمياً.. دولة خليجيه ترصد هلال رمضان بطائرات درون
المنطقة العسكرية الثانية توجه تحذيرا شديد اللهجة لحلف قبائل حضرموت وتحركاته العسكرية
ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
أول تعليق من الحكومة اليمنية على دعوة السعودية لضم اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي ..
شاهدنا الكثير من أنواع التزوير، في مختلف الميادين، وهي وسيلة العاجز عن الوصول للشيئ بطرقه الصحيحة البعيدة عن الالتواء والمراوغة والزيف والتدليس.. فلو كان المزوِر –مهما كان جنسة أو دينه- قادراً على بلوغ مرامه بسبل نظامية وقانونية لما احتاج إلى العمل في الخفاء وتحت جنح الظلام، ليستأثر بما ليس له فيه أدنى حق، ولو كان له الحق في ذلك لما عمد إلى اللصوصية، فالتزوير نوع من أنواعها.
نقول هذا الكلام ونتعجب أن يحصل من العامة بينهم البين، أما وأن يصل بنا الحال إلى أن نرى التزوير يصدر من أعلى هرم في الحكومات ليطال الرؤساء، هكذا عياناً جهاراً بلا خشية أو استحياء، فهذا هو العجب العجاب، ولكن عندما يصدر العيب ممن يتصف بكل معيب فلا غرابة ولا اندهاش.
كلنا شاهدنا ومعنا العالم أجمع ما قاله الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي أثناء كلمته في قمة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران الإيرانية ، فقد قام الرئيس مرسي ،جزاه الله خير، بالترضي عن سادتنا الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع صحابة رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهو حدث أثلج صدورنا لأمور ثلاثة أولها أنها صدرت من رئيس عربي مسلم، وثانيها أنها قيلت في قمة عدم الإنحياز السادسة عشرة بحضور أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب الوسائل الإعلامية العالمية، أما ثالثها وهو الأهم أن الترضي على سيدينا الشيخين الجليلين –أبوبكر وعمر- كان في بلد طالما تعرضا فيه للشتم والسب نزه الله ألسنتنا عن الخوض في صحابة وأزواج رسولنا الكريم .
ولأن تغيير العادة عداوة كما يقولون فقد سارت إيران على نفس النهج المعروف عنها حين عمدت عبر مترجميها ،الذين ينقلون الكلمة المباشرة عبر القنوات الفارسية، إلى طمس اسم أبو بكر وعمر من الترجمة للشعب الفارسي في تكريس مستمر لحالة العداء مع الصديق والفاروق –رضي الله تعالى عنهما- .. مما يؤكد أنها ماضية قُدماً في إيذاء مشاعر المسلمين الذين يُكنون التقدير لهما كما هو الحال إلى سيدنا أبي الحسن -الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه- ولكن أن يصل بهم الحال إلى ارتكاب تزوير في كلام رئيس دولة وفي قمة عالمية يستضيفونها ويسمونها بعدم الانحياز، مع أنه الانحياز ذاته.
إن ما جرى يُظهر بجلاء أنهم – أشقاؤنا الإيرانيين- لن يغادروا هذا المستنقع وأن المحافل المختلفة كفيلة بفضح أساليبهم، فقد كان باستطاعتهم مواصلة خداع البعض، ولكن المولى جلَّ شأنه أبى إلا أن يفضحهم على الملئ وفي عقر دارهم، وفي قمة يسمونها بعدم الانحياز، وهم يمارسون قمة الانحياز، حين يصادرون آراء الآخرين ويستبدلونها بما يريدون إيهام شعبهم به، وإن كان مغايراً للمنطق والعقل ويدحضه التاريخ.
وليست المعتقدات الدينية هي التي تستدعي التزوير فقط من وجهة نظر الأشقاء في إيران، فقد تمادى التزوير الذي طال كلمة الرئيس مرسي حول سوريا- وإن كان العض لا يتفق معه في ذلك- ولكنه رأيه ينبغي أن يحترم لأنها قد تكون صحيحة في الأخير، لا أن يسارع المترجم ذاته الى قلب كلامه من مناهض للرئيس السوري ونظامه إلى مؤيد له، وتبديل البحرين بسوريا، وقد نصّب المترجم نفسه متحدثاً بما تشاء دولته -إيران- لما تريد الدول الأخرى عبر رؤسائها.
الخليج العربي بدوره أصبح بالخليج الفارسي كما جرت العادة، وكأن قادة الخليج التي تشارك دولهم في القمة –يتقدمهم أمير قطر- ليس لهم كيان على الخريطة، فلا يكفيها احتلال الجزر الإماراتية، والهيمنة على البحرين، والسعي إلى التهام صعدة، بل تطمع إلى أن تصبح المنطقة كلها فارسية الاسم والانقياد.
إننا نحترم حق اخوتنا الإيرانيين في أن يكرسوا سيادتهم على أراضيهم، ونحن معهم كدولة إسلامية كبرى تسعى الى امتلاك السلاح النووي ،سواء كان سلميا أو غير سلمي، فلماذا هو حق لإسرائيل اليهودية وحرام على إيران المسلمة؟؟.. ولكن من حقنا على إخوتنا في إيران أن يحترموا أراء ومعتقدات وسيادة الآخرين، فنحن مثلاً كيمنيين لم نتدخل في الظلم الذي يتعرض له أشقاءنا الأهواز، لا لشيئ إلا لأنهم سنة، مع أني اكره هذه الكلمة البغيضة التي تفرق بيننا كمسلمين، فإخوتنا في إيران لهم ما لنا وعليهم ما علينا وفق أحكام ديننا الحنيف، لا فضل لأحد منا على الآخر إلا بحسن إتباع المصطفى وصحابته الكرام.
نتمنى من إيران كدولة إسلامية كبرى أن تجعل جميع المسلمين ينضمون إلى صفها، لأن عزتها كدولة إسلامية هو عز للمسلمين بما فيهم العرب، شريطة أن تكرس -هي- قوتها العسكرية والاقتصادية والثقافية في خدمة الإسلام والمسلمين، من خلال تقريب وجهات النظر وعدم التعدي على سيادة الآخرين، ومن خلال إشاعة روح المحبة والتآخي الذي دعى إليه الإسلام، ولن يحدث ذلك بدون أن تشرع طهران في فتح صفحة جديدة مع محيطها العربي أولاً والإسلامي ثانياً، يرتكز على المصالحة والمصارحة ويبتعد عن الهيمنة بطرق يشوبها التزوير في كل شيئ.. ودام المسلمون أمة واحدة على الحق في وجه عدوهم الأكبر إسرائيل.