تحسن مفاجئ في أسعار الصرف
كميات ضخمة من المخدرات والممنوعات وكتب طائفية تقع في يد السلطات في منفذ الوديعة كانت في طريقها إلى السعودية
إسرائيل تنقل المعركة الضفة .. دبابات تدخل حيز المواجهات للإجهاز على السلطة
سوريا تعلن افتتاح بئر غاز جديد بطاقة 130 ألف متر مكعب
بعد الإمتناع عن اخراجهم ..رسالة إسرائيلية جديدة بشأن الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا وهذه شروطها التي لا تصدق
الجيش السوداني يعلن السيطرة على المدخل الشرقي لجسر سوبا وفك الحصار جزئيا عن الخرطوم
مجلس الأمن يعتمد مشروع قرار أمريكي لإنهاء الحرب بأوكرانيا
النفط يقفز بشكل مفاجئ وسط مخاوف الإمدادات بعد عقوبات أميركية جديدة على إيران
حالة هرمونية نادرة تجعل رجلاً أربعينياً يبدو شاباً إلى الأبد
عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني
أجهش رئيس حكومة الوفاق في اليمن، محمد باسندوة، بالبكاء وهو يتلو مذكرة الحكومة إلى مجلس النواب بشأن قانون منح الحصانة للرئيس علي عبدالله صالح ومن عمل معه، مؤكداً أنه يعلم أن هذا القانون سيعرضه للشتم، لكنه مستعد للتضحية من أجل الوطن .
لم تك المرة الأولى التي يبكي فيها الأستاذ محمد سالم باسندوه رئيس حكومة الوفاق تألما على حال اليمن، إذ سبق وأن أجهش بالبكاء في مؤتمر صحفي عقدته أحزاب اللقاء المشترك قبل سنوات لتدشين المرحلة الثانية من مشروع "التشاور على طريق الحوار الوطني" وهو يتحدث عن سوء ما وصلت إليه الأوضاع في اليمن .
هذا الرجل يبكي خوفاً من أن نبكي نحن دماً في المستقبل. ودموعه هذه ليست دليل ضعف كما يعتقد بعض الجهلة، فكونه يقبل أن يكون رئيساً للحكومة في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ اليمن فهذا دليل شجاعته وقوته .
هو رجل أسيف سريع التأثر، وهذا ليس عيباً كما يعتبره البعض، فقد ذكر لنا التاريخ عدداً من القيادات التاريخية القوية التي أجهشت بالبكاء في بعض المواقف المؤثرة.. كان منهم صدام حسين ومصطفى عبد الجليل وراشد الغنوشي وغيرهم .
مقالي هذا موجه لكل مَن سخر مِن الأستاذ باسندوه عندما بكى مؤخرا في مجلس النواب ومَن وصفوه بالضعيف الجبان الغير قادر على قيادة المرحلة الصعبة القادمة، عليهم أن يتأملوا قليلاً في شخصية صاحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجميعن الخليفة الراشد العادل والقائد الشجاع الفذ أبي بكر الصديق رضي الله عنه.. فقد كان رجلاً أسيفاً. والرجل الأسيف في اللغة هو: السريع الحزن الرقيق القلب البَكَّاء. قالت السيِّدة عائشة في أبيها أبي بكر: إنَّ أبا بكر رجلٌ أَسِيفٌ فمتى ما يَقُمْ مَقَامَكَ يَغْلِبْهُ البُكاءُ .
الرجل الأسيف رقيق القلب البكّاء الذي كان إذا قرأ لا يسمع الناس قراءته وإذا كبّر لا يسمع الناس تكبيره بعث برسالة إلي كسرى يقول فيها: "يا كسرى أسلم تسلم وإلا والذي بعث محمدا بالحق لأبعثن لك جيشا أوله عندك وأخره عندي ".
نعم، البكاء ليس دليلا على الضعف أو الخوف دائماً، لكنه في حالات كثيرة عبارة عن وسيلة للتعبير عن مشاعر مكبوتة داخل الإنسان، وما كانت تلك المشاعر في نفس باسندوه إلا حرصا وخوفاً على مستقبل اليمن كما قرأتها ..
هنا لا أمتدح الأستاذ باسندوه ولا أحكم على أداءه الإداري وقيادته، فهذا أمر لا نستطيع الحكم عليه إلا مستقبلاً، لكني أتحدث عن التقليل من شأن من يبكي متأثرا بمواقف معينة وجعله ضعيفاً.. وجب علينا أن نوضح بأن هذه النظرة قاصرة.. وأن رئيس حكومة الوفاق الوطني بحاجة لأن نقف بجانبه ونساعده من أجل اليمن .
hamdan_alaly@hotmail.com
(صحيفة الجمهورية)