آخر الاخبار

حيث الإنسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس اتفاق تاريخي وقعته الرئاسة السورية مع قسد مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟ أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق

الضدّية بين العدل والمساواة
بقلم/ محمد عبد المجيد الزنداني
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 18 مايو 2011 08:56 م

ان حقيقة (المساواة) تكون عدلا و تكون ظلما ايظا، وذلك لان التسوية بين شيئين قد يستوجب مخالفة الحكمة التي تقتضي التفريق بينهما فتكون المساواة عند ذلك ظلما قال تعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال: (افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون) وقال:(افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) وقال:(افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى) وغير ذلك من الآيات التي تدل على ان التسوية بين شيئين في كثير من الحالات تكون ظلما وان استبدالها بلفظ (العدل) هو الأسلم والأشمل وهو اللفظ الذي استعمله القرآن وأمر به قال تعالى:(واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) ولم يقل "ان تحكموا بالمساواة" او "بالتسوية بينهم" بل قال (بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا) وقال (يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط) وقال (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) وقال (ان الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى) والعدل هو وضع الأمور في نصابها واعطاء كل ذي حق حقه بما جاءت به الشريعة وليس بما اقتضته المساواة . او هو كما عرفه ابن عطية "العدل هو كل مفروض من عقائد وشرائع في أداء الأمانات وترك الظلم والإنصاف وإعطاء الحق"

واختم ملاحظتي هذه بكلام رائع "لإبن القيم" في كتابه "اعلام الموقعين" عن عدل الشريعة ........ قال ابن القيم:

"فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها . فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، وعن الرحمة إلى ضدها ، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل . فالشريعة عدل الله بين عباده ، ورحمته بين خلقه ، وظله في أرضه ، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم أتم دلالة وأصدقها ، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون ، وهداه الذي به اهتدى المهتدون ، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل ، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل . فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ، فهي بها الحياة والغذاء والدواء والنور والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها ، وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس وقوام العالم ، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم رفع إليه ما بقي من رسومها . فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة" .