آخر الاخبار

دراسة تحليلية تطالب المجلس الرئاسي والأحزاب بإسناد جهود رئيس الحكومة .. بن مبارك قام بتحريك ملف مكافحة الفساد ونشّط الجهاز المركزي للمحاسبة وأحال قضايا فساد إلى النيابة الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية 15 قاضية يمنية يتخرجن من برنامج شريكة حول إدارة العدالة الفاعلة وتأهيل القيادة النسائية في القاهرة ما هي تأثيرات تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية على السلام باليمن؟ قبائل غرب صنعاء تؤكد جاهزية رجالها لخوض معركة التحرير الفاصلة واسناد القوات المسلحة (صور) توجيهات رئيس لبنان للجيش لردع فلول حزب الله بعد أحداث شغب عارمة العليمي يلتقي في ميونخ مبعوث واشنطن السابق لدى اليمن ويدعو المجتمع الدولي الالتحاق بأمريكا في قرار تصنيف الحوثيين الدفعة الأكبر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. تفاصيل

الريال اليمني.. يواصل رحلة السقوط في بئر لا قاع له!
بقلم/ فضل حنتوس
نشر منذ: أسبوع و ساعة
السبت 08 فبراير-شباط 2025 05:21 م
  

في مشهد أقل ما يقال عنه إنه تجل فاضح لغياب الرؤية وافتقاد الحزم، يواصل الريال اليمني انهياره دون كابح يوقف هذا النزيف الاقتصادي المرعب. مأساة تتفاقم يومًا بعد يوم، ولا ضحية فيها سوى المواطن البسيط، ذاك الذي صار يئن تحت وطأة الغلاء الفاحش، ويتلظى بنار أسعار لا ترحم، وهو الذي خرج إلى رحاب الشرعية مؤمنًا بأنها الملاذ الأخير، والدرع الذي سيحميه من طغيان الميليشيات، فإذا به اليوم يترك مكشوف الظهر، تتناهشه الأزمات، ويُدفع وحده فاتورة هذا العبث المدمر.

 

لقد خرجنا من صنعاء لا هربًا، بل رفضًا لسلطة الأمر الواقع، ورفضًا للرضوخ لميليشيا تتعامل مع الدولة كغنيمة حرب، وتحوّل الاقتصاد إلى أداة إذلال، تكرّس به سيطرتها وتُحكم به قبضتها على رقاب الناس. لكن المفارقة المؤلمة أن العملة هناك لم تنهر كما انهارت هنا، لأن انهيار الريال ليس مجرد مصادفة، بل هو نتيجة سياسات مرسومة تنفذ بوعي كامل. الميليشيات تبقي على استقرار الصرف لأهداف واضحة: تدير اقتصاد الحرب بأسلوب محكم، تستخدم سيطرتها المطلقة على السوق المالية كأداة لضمان تبعية المجتمع لها، تطبق خططًا اقتصادية تضمن بقائها، ولو على حساب تجويع الشعب وإخضاعه. أما نحن، في معسكر الشرعية، فقد تُرك الاقتصاد فريسة للفوضى، وأُطلقت يد الفساد لتنهش ما تبقى من مقدرات الوطن، دون رؤية أو خطة أو حتى إرادة حقيقية لوقف هذا الانحدار المهين.

 

إننا لسنا ميليشيا، ولسنا طلاب سلطة، بل رجال دولة، هكذا آمن بنا الشعب، وهكذا ارتضى أن يحتمي بشرعية تعهّدت بأن تكون السد المنيع أمام مشاريع الخراب، والمظلة التي تصون كرامته، وتؤمّن له حياة كريمة، فإذا بالواقع يقول غير ذلك. أين مؤسسات الدولة؟ أين السياسات النقدية التي تمنع تهاوي العملة؟ أين القرارات التي توقف المضاربين عند حدهم؟ أين الأيادي التي كان يجب أن تمتد لانتشال الاقتصاد قبل أن يُترك يسقط في هوة بلا قرار؟

 

ما يحدث اليوم هو فشل لا يمكن تبريره، وانهيار لا يُغتفر التغاضي عنه. الشرعية التي تعجز عن حماية اقتصادها، لا تختلف عن تلك التي تتخذ الاقتصاد سلاحًا للتركيع والاستعباد. وإن كنتم تعتبرون أنفسكم رجال دولة، فالواجب عليكم ليس إطلاق الخطابات ولا التذرع بالمعوقات، بل فرض سياسات تعيد للريال قيمته، وتنتشل الاقتصاد من هذا المستنقع الكارثي، وتقطع الأيادي التي تتلاعب بمصير الشعب تحت أي ذريعة كانت.

 

إن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب لا تنسى من خذلها في أشد لحظاتها احتياجًا إلى الحماية. فإن كنتم أهلًا للمسؤولية، فاستعيدوا زمام المبادرة، قبل أن يُكتب في صفحات التاريخ أن الشرعية التي وُعِد بها الشعب، لم تكن سوى وهم آخر أُضيف إلى سلسلة أوهامه الطويلة.

عودة إلى وحي القلم
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد  الظرافي
ثورة 11 فبراير في اليمن وتحدياتها
محمد الظرافي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
حسناء محمد
البشرى القريبة
حسناء محمد
وحي القلم
الشيخ ناجي صالح الحنيشيالحقبة السلمانية
الشيخ ناجي صالح الحنيشي
مشاهدة المزيد