برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل
ظلت إيران، وعلى مدى سنوات طويلة، تتهرب من الإجابة عن أسئلة كثيرة تتصل بدورها في الأزمة المستعرة في اليمن خلال السنوات الماضية، خاصة لجهة تدخلها الواضح في مسار الأزمة في البلاد، والتعقيدات التي خلقتها بهذا التدخل، الذي أفضى إلى حرب شاملة أسفرت عن سقوط الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين. لكن الزيارة التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة طهران مؤخراً، فضحت هذا الدور، الذي لا يخفى على عين أي مراقب حصيف، فقد كانت إيران، ولا تزال، واحدة من الدول التي ساعدت الحوثيين، وقدمت لهم الدعم من أجل الانقلاب على الدولة، والاستيلاء على السلطة بمؤسساتها المدنية والعسكرية قبل ثلاث سنوات، وما لحق ذلك من حرب ضروس.
كان التواجد الإيراني في اليمن واضحاً منذ ما قبل 2014، فقد أمدت طهران الحوثيين بما يكفي من المال والسلاح، ومساندة إعلامية كبيرة، لمواجهة الدولة، وإعلان العصيان عليها، بدليل الحروب الست التي خاضها الحوثيون ضد النظام، مستغلين الضعف والتردد اللذين ظهر بهما المخلوع علي عبدالله صالح، حيث كان بإمكان الجيش الذي أنفق على بنائه مليارات الدولارات من قوت الشعب، حسم معركة الدولة مع التمرد في منتصف عام 2004، عندما قاد زعيم الحوثيين الهالك حسين بدرالدين الحوثي أول تمرد ضد الدولة، لكن إدارة البلاد في الأزمات، التي كان يتبعها صالح أرادت استمرار الحرب ظناً منه أنه قادر على وقفها متى يريد، لكنه لم يكن يعلم أن بوابة مخططات إيران في المنطقة كانت تمر عبر اليمن، وبواسطة جماعة متمردة عرفت لاحقاً بجماعة «أنصار الله»، مع أن من ينصر الله لا يقتل، ولا يدمر، ولا يفجر منازل ودور عبادة، كما فعل، ويفعل الحوثيون.
الزيارة كشفت حجم الدور الذي تلعبه إيران في اليمن، ولم يستطع مساعد وزير خارجيتها حسين جابري أنصاري إخفاء حقيقة أن اليد الإيرانية حاضرة في اليمن، فقد بحث الجانبان، وفقاً لأنصاري، ما أسماها «الأطر المقترحة من جانب إيران، والأسس التي ينبغي اتباعها في سياق حل سياسي للأزمة اليمنية»، وأن هناك تفاهماً كلياً بين إيران والمنظمة الدولية حول الأزمة في اليمن وطريقة معالجتها، واعتبر أن الزيارة «تمهد الأرضية لإنجاح الجهود الدولية، وأخذ جميع الجوانب في الاعتبار».
من السهل أن تكذب لفترة، لكن طهران، وفي ما يخص الشأن اليمني، لم تستطع أن تخفي كذبها إلى ما لانهاية، وإذا لم يكن لطهران أي دور في اليمن، فلماذا يذهب ولد الشيخ إليها ليناقش حلول الأزمة معها؟
من الواضح أن الأمم المتحدة تدرك أن كلمة السر في حل أزمة اليمن في يد الحوثيين، وكلمة سر قبول الحوثيين لأي حل يكمن في طهران، وليس في مكان آخر، فلطالما تفاخرت قيادات في الحرس الثوري الإيراني، بأن صنعاء صارت العاصمة العربية الرابعة التي تدين بالولاء لها، فهل يعد السؤال عن دور طهران في اليمن بعد هذا كله مستغرباً؟