ثورة 11 فبراير في اليمن وتحدياتها
بقلم/ محمد الظرافي
نشر منذ: 6 ساعات و 11 دقيقة
الخميس 13 فبراير-شباط 2025 05:22 م
  

ثورة 11 فبراير 2011 في اليمن كانت جزءًا من موجة الربيع العربي التي اجتاحت العديد من الدول العربية، حيث خرج الشباب والمواطنون إلى الشوارع مطالبين بالتغيير، والعدالة، والديمقراطية، وإنهاء الفساد. وقد أسفرت هذه الثورة عن تغييرات سياسية كبيرة، إلا أنها واجهت أيضًا تحديات عدة بعد نجاحها، أبرزها الانقلابات والصراعات التي تلتها.

 

فمن ثمار ثورة 11 فبراير 2011

 

1. إحداث تغيير سياسي كبير

 

أحد أبرز إنجازات الثورة هو الإطاحة بالرئيس السابق علي عبداللهصالح، الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود. حيث أجبرت الاحتجاجات الشعبية صالح على التنحي في نوفمبر 2011 بموجب المبادرة الخليجية، وتم تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة عبد ربه منصور هادي.

 

2. تعزيز الوعي السياسي لدى اليمنيين

 

ساهمت الثورة في زيادة الوعي السياسي بين مختلف فئات الشعب اليمني، خاصة الشباب، الذين أصبحوا أكثر إدراكًا لحقوقهم وواجباتهم السياسية، وأهمية المشاركة في صناعة القرار السياسي.

 

3. فتح المجال للحوار الوطني

 

أدت الثورة إلى إطلاق مؤتمر الحوار الوطني في عام 2013، الذي جمع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، بمن فيهم الحراك الجنوبي، الحوثيون، والأحزاب السياسية، بهدف وضع أسس جديدة لبناء دولة يمنية حديثة.

 

4. فضح الفساد والمطالبة بالإصلاحات

 

كانت الثورة فرصة لكشف الفساد المتجذر في أجهزة الدولة، مما دفع إلى المطالبة بإصلاحات جذرية في مختلف القطاعات، خاصة في مجالات القضاء والاقتصاد والإدارة الحكومية.

 

5. إرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة

 

على الرغم من التحديات، فقد أرست الثورة مبدأ أن الحاكم ليس معصومًا، وأن بإمكان الشعب المطالبة بالتغيير السلمي متى دعت الحاجة.

 

التحديات والانقلابات التي تلت الثورة

 

1. انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية (2014)

 

بعد الثورة، ورغم الاتفاقات السياسية، قامت جماعة الحوثي في سبتمبر 2014 باجتياح العاصمة صنعاء والسيطرة على المؤسسات الحكومية بالقوة، مما أدى إلى أزمة سياسية وأمنية كبيرة. وفي مطلع 2015، أكمل الحوثيون انقلابهم على الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي، ما دفع البلاد نحو حرب أهلية مستمرة حتى اليوم.

 

2. التدخل الإقليمي وتصاعد الصراع المسلح

 

أدى الانقلاب الحوثي إلى تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 لدعم الحكومة الشرعية. ومع استمرار النزاع، ازدادت المعاناة الإنسانية، وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اليمن.

 

3. تراجع مسار التحول الديمقراطي

 

بسبب الصراع والانقلابات، تراجعت جهود التحول الديمقراطي التي كانت الثورة قد أسست لها، وتحول المشهد السياسي إلى صراع مسلح بين أطراف متعددة، مما أضعف الدولة ومؤسساتها.

 

4. انهيار الاقتصاد وزيادة الأزمات الإنسانية

 

تسبب الصراع السياسي والانقلابات في انهيار الاقتصاد اليمني، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وازدياد الأزمات الإنسانية، حيث أصبح الملايين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

  

وفي الختام رغم التحديات التي واجهتها، فإن ثورة 11 فبراير 2011 مثلت مرحلة مفصلية في تاريخ اليمن، حيث زرعت في نفوس اليمنيين الوعي السياسي وأكدت حقهم في التغيير السلمي. إلا أن الانقلابات اللاحقة والصراعات السياسية والعسكرية حالت دون تحقيق أهداف الثورة بشكل كامل. ورغم ذلك، تبقى الثورة نقطة تحول مهمة، ويبقى الأمل في مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة للشعب اليمني والله المستعان.