زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا للمرة الخامسة غارات إسرائيلية وبريطانية جديدة على 3 محافظات يمنية الكشف عن 4 بنود وضعت للرئيس اللبناني بين الجلستين النيابيتين قبيل انتخابه المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
بداية أبارك لكم جهودكم المثمرة ونجاح موقعكم كأحد المواقع اليمنية الهامة وإنني من القراء المتابعين لموقعكم بشكل يومي وأشارك في الردود والتعليقات على المواضيع ، وقد استفزني عنوان أحد الكتاب عن صيام عاشورا وأسلوب القدح والتشكيك الذي انتهجه الكاتب بأسلوب يفتقر إلى الموضوعية و العلمية وتناوله لأصح كتابين بعد القرآن الكريم وهما :صحيح البخاري وصحيح مسلم ، بالتشكيك ، ونظراً لأهمية الموضوع وما يحويه من شبهات فقد حرصت على إرسال هذا الإيضاح برجاء نشره في الصفحة الرئيسية ،وللذين لم يطلعوا على الموضوع فقد كتب أحدهم موضوعا بعنوان : (صيام عاشوراء يفضح التراث : الفقهي ) وشكك الكاتب في صحة الأحاديث التي تتعلق بصيام عاشوراء ، وسوف أتناول الرد في مجموعة من الوقفات
الوقفة الأولى :إن الكاتب يفتقر إلى الشجاعة الأدبية فقد بدأ موضوعه بتقرير انه ليس شيعيا مع أن كلامه يفوح بالتشيع وبالتشكيك بأصول أهل السنة ومراجعهم وهذا فيه تصريح بالجبن والانهزامية من أول وهلة.
الوقفة الثانية : إنني اشكر الأخوة القراء وتفاعلهم مع الموضوع وكنت أود أن تكون الردود علمية ،لذا أنصح الشباب وطلبة العلم بالرجوع إلى أمهات الكتب وخاصة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فما تركا شبهة إلا وأجابا عنها.
الوقفة الثالثة : إن ابن القيم قد تناول هذه الإشكاليات - التي زعم الكاتب انه اكتشفها- وقد فندها رحمه الله وخاصة ما يتعلق باختلاف التاريخ الذي كان يتبعه اليهود عن التقويم الإسلامي وانه لا يمكن الجمع بينهما ، ونلخص كلام ابن القيم حول تفنيد هذه الشبهة حيث قال :( ..أنه إذا كان صيام اليهود بالشمسية زال الإشكال بالكلية، ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي صلى الله عليه و سلم : [ نحن أحق بموسى منكم ] فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطئوا تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما أخطأ النصارى في تعيين صومهم بأن جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر..) انتهى
أي أن اليوم الذي نجى الله فيه موسى يصادف العاشر من محرم ولكن اعتماد اليهود على الحساب الشمسي أدى إلى دوران ذلك اليوم في أشهر السنة الشمسية فضبطه النبي صلى الله عليه وسلم بيوم العاشر من محرم كما ضبط يوم الحج الأكبر وقال : (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض .) الحديث ، بمعنى أن الله قد حدد لنبيه المواقيت الزمنية وقطع فوضى الجاهلية وأهل الكتاب من النسئ والتلاعب بمواقيت العبادات وحقوق الناس.
الوقفة الرابعة: مع صاحب موقع مأرب برس ، ونقرر أن قيمة الموقع هي من قيمة ما ينشر فيه ومدى مراعاة القائمين عليه للموضوعية والرصانة العلمية
وأنا هنا أسأل صاحب الموقع بربك لو أردت السفر إلى جهة ما وصعدت الطائرة ووجدت مكان الكابتن عامل بسيط تعرفه حق المعرفة هل ستواصل سفرك وتثق في قدرته على قيادة الطائرة والوصول بالسلامة ، وهكذا في النشر فكل ما يتعلق بعلم من العلوم يجب أن يكون على أسس ومبادئ ذلك العلم وبعيدا عن الغوغائية والسطحية، ومن هنا فاني اقترح أن لاستكتبوا المتعالمين فليس من امسك قلما أصبح كاتباً وخاصة في أمور الدين .
إننا في زمن يسود في الجهل فإذا تركنا لمن هب ودب أن يكتب ما شاء وكيف ما شاء دون مراعاة للضوابط العلمية والمنهجية فإننا إنما نعد لحروب وفتن لا يعلم مداها إلا الله ففي عصر ابن تيمية وابن القيم مثلا كان هناك سجال فكري بين السنة والشيعة لكنها لم تسفك قطرة دم واحدة بين المسلمين لان راية العلم كانت قائمة وغالبة واتجهت الجهود الى العدو الحقيقي للأمة اما اليوم فلا صوت يعلو صوت الطائفية والمذهبية ومرد ذلك إلى الجهل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
د. صالح بن سعيد
جدة – 22/12/2010م