آخر الاخبار

منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين أسعار الذهب في اليمن قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد'' حماس تتحدث عن خرق اسرائيلي فاضح لاتفاق تبادل الأسرى دمشق تعلن بدء تشغيل النفط من حقول شمال شرقي سوريا

الجوع يعصف بثورة الشباب والاحزاب
بقلم/ عبد الرحمن تقيان
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 8 أيام
الأحد 15 يناير-كانون الثاني 2012 01:07 ص

لم يكن أحد يصدق أن صفعة نمطية على وجه الجائع البوعزيزي ستقلب أنظمة سياسية كاملة لعدة دول طال رعب شعوبها من حكامهم لعقود ولم يأبهوا لآلة القتل أمامهم. لم يصدق أحد ذلك رغم أن جياع فرنسا فعلوها قبل بضعة قرون وثاروا على مليكهم ولم يراعوا قدسية الكنيسة وجهنم الحمراء التي امتلك بابواتها أحكام الحشر فيها، ويحيلوا النظام الاجتماعي الإقطاعي إلى مجرد ذكرى بائسة، ولتحذوا كل دول أوروبا حذوهم ويبقى ذلك عبرة قائمة وقصة تحكى حتى اليوم.

وفي اليمن أكثر بلدان الأرض فقراً وأميةً، يحتمل شعبها أن لا ينتظر كثيراً ويقلب الطاولة على الجميع في مبادرة منه لإعلامهم أن قضيته، التي تم باسمها "إحداث التغيير" الذي بغوه، لم يمسها أي تغيير.

تحت مظلة قرار الأمم المتحدة 2014، لعل مبادرة الخليج وآليتها المزمنة قد أرستا حلولاً ناجعة للاختلالات السياسية والأمنية عبر رسم خارطة مزمنة بينت كل الاجراءات التي تضمن انتقالاً بطيئاً للسلطة لم يكن يستحق انتقال السلطة من يد الى يد أخرى كل تلك الفترة بكل ما حملته من معاناة لكل الناس، لا سيما وأنها الآن قد انتقلت بنفس الشروط المعلنة في وقت مبكر من بدء الاعتصامات.

لقد مر ما يقارب العام على أحداث كلفت الوطن أكثر من 2000 شهيد من الطرفين وإمكانات دولة، لكن تأثيراتها عرضت حياة 25 مليون مواطن للضعف والضرر بشكل مباشر في تعليمه وصحته ورزقه ونسيجه الاجتماعي.

على كل حال، توقفت التنمية تماماً لمدة عام، تفاقمت خلالها الأوضاع الاجتماعية وزادت التحديات المحيطة بها، وها هو تقرير التنمية البشرية لعام 2011 يضع بلادنا في المرتبة 154 انحداراً من المرتبة 133 في العام الذي سبقه وهذه كارثة بكل المقاييس، ويعلم الله كم ارتفعت نسبة 32% اليوم وهي نسبة الأمن الغذائي السابقة كواحدة من أرفع النسب في العالم.

كان أحد أسوأ مخرجات المبادرة هو إهمال الهم التنموي وتركت التنمية في هامش الحظ والثانوية. وكم يعلم الجميع أن هذا العام يمر دون أن يحمل ميزانية عامة يرافق ذلك ما حملته الأنباء الصحفية عن احتمال عدم احتواء الميزانية بند البرنامج الاستثماري الذي ينفق على مشاريع التنمية بعد حرمان الميزانية والفقراء من ذلك البند للعامين 2011و2012 على التوالي، يضاف إلى ذلك عدم وجود أي وعود رسمية من الممولين بدعم التنمية للفترة المقبلة، هذا إن تم الوفاء بها.

يتفاءل الجميع بالتوصل الى حكومة الوفاق التي ستستمر عامين وربع عام آخر، والتي يهددها احتمالات التسبب بأزمات وعدم ثقة، والانشغال في الأولويات السياسية والأمنية الكثيرة، وتوفير الخدمات الرئيسة الى المدن أولاً، هذا إن لم تُشغل في ثورات فرعية أخرى وحملات إيقاع وتشويه وغيرها. أعني أن الحكومة ستطلب أن يطول صبر المجتمع أيضاً الى ما بعد العامين والربع حتى يتحقق الاستقرار العام لتبدأ الحكومة الجديدة بالكاد تلتفت نحو التنمية.

ينبغي على الحكومة الجديدة بطرفيها والاحزاب والإعلام والنخب المثقفة أن يقدروا صبر ملايين الجوعى وعدم الانغماس أكثر في المهاترات السياسية، وفيما يزيد الاحتقانات، لاسيما ان المبادرة قد رسمت كل شيء وكلفت من يراقب أدائها.

وهنا أحذر كافة اللاعبين أنه وكما كان لصبر الشباب والاحزاب حدود تجاه النظام فإن لبطن الجائع قدراً محدوداً من الصبر، خاصةً أنه عرف طريقه خلال الظروف الحالية، غير أن ذلك الجائع حينها قد لا يدرك قيم السلمية ولن يقف أمام التسويات السياسية.

Ataqi2003@yahoo.com