آخر الاخبار

من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة'' مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''

في ذكرى رحيل والدي..
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 15 أغسطس-آب 2011 12:40 ص

أبي.. أيها السامق في قلبي رغم الغياب..يا روحا أحببتها وما كفاني فيها العشق..

أبي.. يا نورا وهبني بعض ضوءه وبعضا من بركاته ..

لا أكتب لك الآن لأبني عوالم من البلاغة والبيان, لا استطيع في مقام الحزن عليك أن أفعل ذلك, فذكراك أكبر من الكلمات واللغة , كل اللغات على اتساعها تضيق بكلمة أبي يا أبي..

كل الحزن أقل من وقع فقدك وسطوة رحيلك..

ليس رثاء متأخر ما أكتبه الآن .. ليس تمجيدا أو بحثا عن أمثالك, بل أكتب سعيا وراء التخلص من صيحات حنين لا تسأم من الفقد في دمي كلما خطرت في بالي..

مرت شهور لم أبكيك فيها, الليلة بكيتك ملء عيني وقلبي, وكأنك غادرتني الليلة, فهل تسلل شبح النسيان لأروقة الذاكرة؟ هل عشش في ضفاف الجرح نبضه, وأورقت على غصن الفقد أوراقه؟هل تجرؤ الذاكرة ألا تتذكرك؟

كنت أظن الافتقاد أصعب في بدايته, لأكتشف بأن ألمه وحرقته ووجعه تتصاعد وتتفاقم بمرور الوقت, إنه أشبه بجرح مفتوح مستعصي على الشفاء..

كم أفتقدك يا بعضا مني, في كل زاوية من حياتي ثمة صوتك , في كل ركن من عمري نبضك , وعلى ضفاف سنواتي شذاك, لا زلت لا أصدق كيف لحضورك الباهر أن يحكمه الغياب الأبدي..!

لقد بت أعي يا والدي أن للحزن درجات ومراحل, وحزني عليك سيظل العمر بأكمله, يشرب والأيام في مجري واحد..

حزن مقيم يجاور قلبي , ينبض بنبضه, يتدفق في الشرايين متزامنا مع أنفاسي..

حزني عليك يا أبي لا ينام .. لا يهادن..لا يهدئ ولا يشيخ ..

كل ذكرياتي معك تأسرني وتقيدني بك, تجذبني مداراتك, تستبيحني, تعتقلني مثل لحظة هاربة من زمن الأوجاع..

ذكراك يا أبي تتوغل في رسم شوقي كنهر جارف يغرقني ..

ذكراك مدينة حزن أشد الرحال إليها كل ليلة, أسكنها وأتجول في شوارعها, وأتقصى أثأر خطاك فيها..

أنت يا والدي عوالم من الدفء, لا تعوضه شمس تحترق, لذا ما عدت أطيق كلمات الرثاء, ولم أعد أملك تعازي أقدمها في محراب اللغة, وهشاشة المعني وأنا أقف على ذكراك , فا أنت يا والدي أكبر من النسيان ,وذكراك أقوى من الحياة, ومن سيل اللحظات, وفيض العمر الخاوي من حضورك..

أبي :

سامحني يا ربيب روحي إذا أوجعتك برسالتي هذه, فأنا احتاج عمرا آخر كي أبكيك, وسأظل عمري أبحث عن حزن يليق بك يا أبي ..

يا لهذا الحزن الذي يغرس مخلبه عميقا في قلبي..هو الموت الذي يعرف كيف يختار فتصبح الخسائر لا تحتمل ويحق للقبر أن يهنأ فقد جاءه خير الرجال..

لك من قلبي الدعوات الطاهرة, بأن تحفك رحمة الله الواسعة ,ويسكنك جنانه ,ويجعل الفردوس الأعلى مثواك..آمين..