الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني
محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية
من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
اثر نكسة حزيران قبل ثلاثين عاما خرج عبد الناصر عبر شاشة التلفاز ليعلن لشعبه تحمله المسؤولية كاملة للهزيمة وانسحابه من قمة هرم السلطة وعودته لصفوف الجماهير الذي سيختار بديلا عنه لإكمال المسيرة وإخراج الأمة من نكستها ويقودها للنصر .
وتحركت مئات الآلاف من المواطنين المصريين والعرب في كل مكان مباشرة ليرفضوا قرار القائد بالانسحاب وأنهم سيحاربون خلفه فقط ولا احد غيره حتى النصر.
والآن ولأسباب أخرى بعيدة تماما قرر زعيم آخر التخلي عن الحكم وهو في أوج عظمته وإجماع شعبه عليه لترك المجال أمام آخرين لإتمام الطريق الذي بدأه مقتنعا انه قد أدى رسالته وانه لن يرشح نفسه مجددا مهما كان الضغط الممارس عليه إلا أن المسيرات لم تخرج والجماهير لم تتحرك ولم تطالبه بالبقاء على سدة الحكم ليحمي بظله بلادة من الضياع فموحد البلاد وحامي العباد فقد بريقه .
وبعد مرور احد عشر شهرا كان لابد من مخرج لهذا المأزق , مؤتمر طارئ للحزب الحاكم لاختيار مرشح للرئاسة ليخلف القائد والمؤتمر في حالة انعقاد دائم حتى الخروج بمرشح وفي المقابل ضغط مستمر ومتواصل عل القائد الملهم يتراجع عن قراره فهو قائد لم ولن تأتي بمثله ولآده منذ سيف بن ذي يزن وحتى عبد الله السلال فينقذ البلاد والعباد من الضياع في غياهب المستقبل المجهول والقائد يرفض بإصرار وتشدد أن يتراجع عن قراره .
أخيرا وبعد مسيرة مليونية تطالبه بالعدول عن قراره رضخ الربان ووافق على الاستمرار بقيادة الدفة حتى يوصل سفينة شعبه إلى بر الأمان ويذهب إلى ولاية جديدة متجددة أسوة بإخوانه كل الزعماء العرب حفظهم الله.
ولا أخفيكم سرا أنني احترم هذا الرجل واجل قدره وهو شخص ذو خلفية عسكرية ولم يكن له نصيب كبير في التعليم إلا انه يتمتع بذكاء فطري وحنكة وفراسة قل نظيرها مكنته من حكم اليمن في فترة من أصعب فترات تاريخه الحديث وفي خضم صراع متواصل ودامي مع شقيقتها الجنوبية في تلك الفترة .
وقد استلم دفة الحكم في فترة رفض العديد من رجال الحكم والسياسة في اليمن تبوأ هذا المنصب فقدت اليمن الشمالي في تلك الفترة ضعيفا وفقيرا ولديه من المشاكل والتحكم العصبي القبلي في شؤون البلاد ما يعجز أعتى الرجال عن حمله .
إلا انه كان الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين فحكم البلاد بحكمة وبعد نظر وخطا بها خطوات كبيرة للأمام متجاوزا كل المآزق والظروف التي مرت بها بدا بتثبيت النظام السياسي الذي حاول الجنوبيون تدميره حينها ومد جسور الثقة بين الشعب مؤسسات الدولة والعمل على خلق علاقات جديدة مع النظام الشيوعي في الجنوب أدت في النهاية إلى الوحدة بين شطري اليمن وحماية هذه الوحدة من الانفصال بقوة السلاح .
وتجاوز الأزمة والخلاف الذي وجد مع أمريكا ودول الخليج العربي اثر موقفه الداعم لغزو الرئيس العراقي السابق للكويت وما تمخض عنه من أحداث ومواقف .
وأخيرا إنهاء الخلاف الحدودي القائم منذ عشرات السنين مع المملكة السعودية واضعا البلاد في الطريق الصحيح باتجاه مسيرة البناء والتنمية والحق يقال أن ما قدمه الرئيس اليمني لبلاده خلال فترة حكمه قل نظيرة بين الزعماء العرب .
إلا أنني اعتبرت أن اكبر انجازاته وأعظمها قراره بالتنحي وعدم ترشيح نفسه مجددا وفتح المجال إمام غيره للوصول إلى سدة الحكم وان يكون راعيا وحاميا للتداول السلمي للسلطة ويكون ضامنا أن البلد النامي الذي يحكمه منذ أكثر من ربع قرن لن يتأثر إذا حدث له مكروه ويدخل في صراع دامي على السلطة واعتقد انه كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك .
وقد أملت حين قرر للمرة الأولى تنحية أن لا يتراجع ويستمر في طريقة متذكرا مؤسس دولة إسرائيل بن غوريون الذي انسحب إلى النقب بعد أن استتبت أحوال بلادة ولكنة عندما شعر بالخطر عليها عاد مرة أخرى وأعاد ترتيب الأمور قبل أن ينسحب مجددا وبذلك يكون هو ليس فقط مؤسس الدولة اليمنية الحديثة بل أيضا الضامن لاستمرارها وتقدمها.
لكن يبدو أن إغراء ذلك الكرسي المتأصل فينا كعرب أقوى من إغراء المصلحة الوطنية خاصة في وجود حاشية مريضة تصور للقائد انه بذهابه من الحكم فستضيع البلاد وتفنى العباد وتفقد الأمة بوصلتها فلذلك لا يجب أن ينزل القائد عن السدة ولا يترك الدفة حتى يصل بها إلى بر الأمان والسلامة .
وقد ذهب أملي أدراج الرياح بتراجع الرئيس اليمني عن قراره بعدم الترشح وان يكون أول زعيم يترك الحكم طوعا بعد أن ذاق حلاوته وان يكون مثلا يحتذي به إلا انه لم يستطع أن يخرج من جلده .