آخر الاخبار

مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن'' من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟

كيف كانت تدار الدولة اليمنية قبل الأزمة
بقلم/ م/يحيى القحطاني
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 28 مايو 2013 09:42 م

بادئ ذي بدء لابد من الإشارة في بداية هذا المقال بأنة سوف يتم في الأسبوع القادم نشر مقال أخر بعنوان(وكيف أصبحت إدارة الدولة بعد ألأزمة)اليوم لا بد بالدرجة الأولى من محاكمة نهج الاستعلاء على الدولة اليمنية في الحقبة التاريخية الأخيرة،ومحاولة تحطيمها وتفكيكها وتحويلها إلى دولة فاشلة،من خلال انتشار الفساد المالي والإداري بكل مفاصلها،وتأخر عملية التنمية في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية،وتخلف نظم التعليم‏,وغياب مبادئ الحكم الرشيد،والمشاكل الاقتصادية كالبطالة والفقر وتدني مستوي المعيشة‏,قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز من وقت لأخر،انفلات أمني ممنهج،وإرهابيين القاعدة الذين كانوا يقومون بتفجير السيارات المفخخة والإغتيالات من وقت لأخر،غياب الممارسة الديمقراطية في المؤسسات وضعف الأحزاب والتنظيمات السياسية،الثار والتقطع بين القبائل،الأزمات والصراعات السياسية حولت الوحدة اليمنية من نعمة لليمنيين إلى نقمة عليهم،إضعاف مؤسسات الدولة من زعماء القبائل والتي استهدفت في الأساس إلغاء فكرة دولة المؤسسات وربطها بالأشخاص، كانت التباب والأراضي والمزارع والمنازل الخاصة والعامة وحتى الشواطئ والمطارات تنهب جهارا نهارا من قبل بعض المشايخ القبليين والدينيين والمتنفذين مدنيين وعسكريين,ممن نصّبوا أنفسهم زعماء فوق رؤوسنا،وأمنوا أنفسهم بالمال والممتلكات اللازمة للزعامة الجديدة،وكانوا حريصين على استشراء السرقة والاختلاس والرشوة في البلاد،فتبوؤا المناصب والمراكز الرفيعة،التي توارثوها أبا عن جد،من أعلى الهرم في السلطة وحتى أصغر هيئة أو مؤسسة في الدولة،وتحويل العمل السياسي والإداري إلى عمل حزبي،ولد شعورا بالظلم في معظم مناطق اليمن ولدى كثير من النخب والفئات الاجتماعية التي وجدت نفسها على هامش الحياة السياسية.

حيث كانت المناصب في المؤسسات(المدنية والعسكرية والأمنية)توزع كأسهم بين الأبناء والإخوة وأبناء ألأخوة،وأبناء العم والأنساب والأصهار،وللمشايخ وأبناء المشايخ،وللقادة العسكريين وأبنائهم، وللمؤلفة قلوبهم من ألأحزاب والقبائل والتجار،ولمن كانوا يدعون أنهم أوصياء على بعض المحافظات،وتم اختزال خمسة وعشرون مليون نسمة هم عدد سكان اليمن،بخمسة إلى ستة أشخاص أسمائهم جميعا تبدأ بحرف العين(ع،ع،ع،ع،ع،ع)مضاف أليهم في السنوات ألأخيرة كمقدمة للتوريث العمداء الثلاثة(ا،ي،ط)كانوا يقومون بتعيين وتحديد الوزراء والسفراء والمحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشورى على مبدأ(الأقربون أولى بالمعروف)(وخيركم خيركم لأهله)بدلاً من المؤهل والقدرة والأمانة،وعلى مراحل زمنية طويلة كانت التعيينات في الحكومات المتعاقبة والمتتابعة لا تخرج عن المبدأين السابقين،وأن يكون المعين من النوع الذي لا يختلف مع رؤسائه وينفذ الأوامر دون نقاش أو اعترض،مطبقاً القاعدة السحرية(الشور شورك يافندم)و(القول قولك يا ستاذ)وأن يكون من النوع الذي يقول نعم،ويمدح رؤسائه وكل ما يقولونه صحيح،وأن يكون ضعيف الشخصية حتى تسهل قيادته،وألا يتصف بالجرأة والمهنية العالية في اتخاذ القرارات،وأن يكون من الأشخاص الفاسدين والمطيعين ومقبلي الأيادي ومن المستجديين والباحثين عن العطايا،الموثوق بولائهم وبرائيهم،وبالتالي ستنهال عليه المناصب والعطايا،فتجده وزير ورئيس مجلس إدارة شركة حكومية،وفي الوقت نفسه رئيس تنفيذي لهيئة حكومية،وعضو مجلس إدارة في بنك حكومي،هذه المعايير والتوصيفات،تسلط الضوء على الكيفية التي كانت تتم فيها تعيين المسئولين في هذا البلد،وهنا نتساءل وبمشروعية إذا كانت هذه الطريقة التي تتبع في تعيين المسئولين،فكيف ستكون مخرجات أدائهم ومدى حرصهم على مصالح البلاد والعباد؟.

وبالتالي فالنتيجة الحتمية لهذا السؤال ستؤدي بنا إلى نفس المعضلة والتي سيؤدي بنا إليها السؤال الأكبر والمتعلق بحقيقة من يقف خلف إدارة الدولة اليمنية كيفية إدارتها؟في ظل نخبة سياسية لا هم لها إلا السلطة ولا ثقافة لها إلا ثقافة تقاسم المال والجاه،وأصبح المواطن اليمني،لا يثق لا في السلطة ولا في المعارضة فالكل لديه سواء يشبهون بعضاً في كل شيء،جميعهم صنعوا هذا الفساد كل بدرجته وجميعهم صنعوا كل هذه الفوضى السياسية،التي أفسدت بناء الدولة العادلة،وأصبح الكثير من القادة الحزبيين ورجال الفكر والسياسة مجرد أدوات بيد الحاكم،لشرعنة الفساد وإفساد منظومة القيم الاجتماعية،وإجهاض كل محاولات التقدم والنهوض،ورغم مرور(23)عاما على قيام الوحدة اليمنية و(51)عاما على ثورتي سبتمبر وأكتوبر،فإن الرئيس السابق صالح والحكومات السابقة كانوا طيلة(33)عاما،يحملون أعدائنا الوهميين كل مشاكلنا من كوارث وأزمات ومصائب(ألإمامة-الاستعمار-الرجعية-الشيوعية-ألامبرياليه-الصهيونية-إمريكا-القاعدة-ألانفصاليين-الطابورالخامس)فجعلوهم شماعات يعلقون عليها إخفاقاتهم وفشلهم في حكم اليمن،وطوال حياتي كمواطن يمني وعربي، لم أسمع أن رئيسا أو ملكا أو أميرا أو وزيرا أو سفيرا قد اعترف بأنه قد أخفق في أداء مسئولياته أوقد ارتكب جرماً في حق وطنه وأمته،فيقدم استقالته ويعتذر لهم،مثلما يحدث في بلاد الكفرة،لكننا جعلنا زعماؤنا كالملائكة أو الرسل لا يُخطِئون ولا يُخطّئون،ولا يتحملون وزر ما نتعرض له بسبب فشلهم،وظلينا نعلق كل خيباتنا على شماعات المؤامرات الخارجية بعيدة عنهم وعن تصرفاتهم،فهل نحن اليمنيين بشكل خاص والعرب بشكل عام تأخذنا العزة بالإثم فلا نعترف بأخطائنا،ولا نتحمل وزر كل ما جرى ويجري لنا،أم أن هناك رأي آخر تعتقدون هو السبب في انتشار الشماعات العربية ؟.والله من وراء القصد والسبيل.