حيث الإنسان يصل أطراف محافظة المهرة..لينهي معاناة ألآلاف المواطنين ويشيد مركزا صحياً نموذجياً..
على خطى الحوثيين.. عيدروس الزبيدي يصدر قراراً بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي .. عاجل
وزير الأوقاف: معركة تحرير عدن كانت ملحمة وطنية تاريخية سطّرها أبطال المقاومة الجنوبية
عاجل.. غارات أمريكية على مخازن سرية تحت الأرض كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري بسنحان
خطاب جديد مكرر لعبدالملك الحوثي: ''القطع البحرية الأمريكية تهرب منا إلى أقصى شمال البحر الأحمر''
ترامب: ''الحوثيون الآن يتلهفون للسلام ويريدون وقف ضرباتنا الموجعة''
وصول وفد سعوي الى العاصمة السودانية الخرطوم بشكل مفاجئ
هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة
اعلان للمحكمة العليا السعودية بشأن تحري هلال شوال
زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء للإدارة العامة لأمن عدن
في أي مراحل الإبحار نحو هدف معين تمر حالات كثيرة تهتز فيها السفينة فتتأرجح بوصلة التوجيه ومالم يكن البحارة على دراية بكيفية اعادة البوصلة لتشير الى بر الأمان فان السفينة ستمضي في عباب المحيط تتقاذفها الأمواج حتى تغرق ويهلك كل من عليها. لقد مضت سفينة الثورة منذ بدايتها والبوصلة تشير بشكل واضح لهدف واحد وهو التغيير واختار بحارة الثورة طريق السلمية كوسيلة لإسقاط النظام وبناء لليمن الجديد.
الثورات السلمية تقوم علي مبدأ تفكيك أجزاء النظام وهدم الأعمدة التي يقوم عليها النظام واحدًا تلو الأخر حتى ينهار وهي عملية معقدة يعتبر الوقت أحد العوامل الفاعلة فيها و تبدأ هذه العملية بشكل بطئ ثم تتسارع عملية الانهيار للنظام حتى الوصول للانهيار التام. ومن هذا المنطلق فإنه لابد من إدراك أن طبيعة التغيير السلمي تحتاج الكثير من الوقت والصبر وخلال ذلك لابد من إبقاء العين علي هدف التغيير المنشود حتى لا تنحرف البوصلة نحو أهداف فرعية أو التيه وسط محاولات النظام الفكاك من المحاصرة. لقد سبب توقيع المبادرة الخليجية نوعاً من الإرتباك لدى كثير من الشباب في الساحات خوفاً من أن يروا الأمل الذي عاشوه خلال العشرة الأشهر الماضية يخبو أمام أعينهم وخشيةً من ضياع الحلم بيمن جديد تسوده العدالة والمساواة في إطار دولة مدنية حديثة. وجوهر التخوف هو بقاء النظام شريكاً في الحكم وموضوع الحصانات التي تمنحها المبادرة لعلي صالح. كل ذلك أحدث الكثير من البلبلة التي أفقدت البعض بوصلة التوجيه الصحيح نحو هدف التغيير وبناء النظام الجديد.
لقد اعتمد نظام علي صالح طوال فترة حكمه علي خمسة أعمدة رئيسية وهي القبيلة والجيش والمال وقناعة الداخل بعدم القدرة علي الوقوف أمامه ومن ثم بعد ذلك علي الإعتراف الخارجي بشرعية نظامه. وحين انطلقت الثورة السلمية وخلال التسعة الأشهر استطاعت أن تسلبه ركن القبيلة وجزء كبير من الجيش وسقطت شرعيته الداخلية بخروج الناس في كل المحافظات يطالبون بالتغيير لكنه نظامه الأعرج استطاع الإستمرار خلال هذه الفترة بفعل الشرعية الخارجية وخزينة الدولة والقوات الموالية له حتى وإن أصبحت سلطاته فعلياً محدودة جداً. وعلى ذلك يمكن اعتبار المبادرة الخليجية خطوة لهدم بقية أركان النظام وأهمها الإعتراف الخارجي فالعالم الخارجي هو الشاهد أن علي صالح لم يعد يملك أي صلاحيات وسيظل هكذا لمدة لا تتجاوز تسعين يوماً ومن ثم يخرج بشكل نهائي من المشهد السياسي. يفترض أيضاً أن تحقق عملية هدم بقية أعمدة النظام السابق مثل السيطرة علي القوات المسلحة و استخدام الخزينة العامة لتحقيق الأهداف الشخصية لعلي صالح وعائلته وتحييد الأجهزة الإعلامية.
يدرك الجميع أن المبادرة الخليجية لا تحقق عملية التغيير لكنها تزيل الإنسداد وتفتح مسارات التغيير السلمي وهو طريق طويل لكنه الأضمن على المدى الطويل والأقل تكلفة لأن البديل الآخر كان التغيير بالقوة و يدرك المراقب أن هناك من يدفع بهذا الاتجاه ليس حباً في البلاد ولا حرصاً على إتمام عملية التغيير بقدر ماهو لتحقيق مصالح مادية أو للتخلص من قوى منافسة أو على أقل تقدير إنهاكها خصوصاً والبلاد تشهد إعادة رسم خارطة لمراكز القوى والتأثير. إن مسار التغيير السلمي يتطلب مزيد من اليقظة والتركيز علي الهدف وإعاد ضبط البوصلة وترتيب الأهداف عند كل هزة قد تسبب الأرتباك. ومما لاشك فيه أن شعبنا اليمني العظيم قد إستطاع نزع كل الألغام التي زرعها النظام لإيقاف عملية التغيير وهو بالتأكيد قادر علي المضي نحو الهدف السامي وهو اليمن الجديد.