حرب الجبال... ماذا وراء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في اليمن؟
مقتل نحو 20 قياديًا حوثيًا في ضربة أمريكية استهدفت اجتماعًا بصعدة
تدخل ملكي ...الامير محمد بن سلمان يوجه باتخاذ إجراءات لمعالجة ارتفاع أسعار العقار بالرياض
إجراءات قمعية جديده تمارسها مليشيا الحوثي عبر مطار صنعاء الدولي .. تحت مسمى محاربة التجسس...
اربع دول عربية تعلن أن غداً الأحد هو المتمم لشهر رمضان.. تعرف على الدول التي اعلنت ان غدا هو اول أيام العيد
أجهزة الأمن السعودية تضبط يمني لاستغلاله طفلاً في عمليات التسول
بطارية نووية قد تدوم مدى الحياة .. وداعا لعصر الشواحن
العليمي: التحالف الجمهوري بات اليوم أكثر قوةواستعادة صنعاء صار أقرب من أي وقت مضى
الخارجية الأمريكية تعلن فوز أمة السلام الحاج بجائزة المرأة الشجاعة للعام 2025
الحكومة السودانية تفرج عن آلاف الأسرى من سجون الدعم السريع
بين مسيرة الحياة التي ستصل اليوم إلي صنعاء ومليونية التحرير غضبا لما حدث للمرأة التي تم سحلها وتعريتها في التحرير تشهد القاهرة أحداث جلل فبعد أن اقتربت ثورة مصر من إكمال عامها الأول وفي ظل تلهف الناس علي قطف ثمار ثورتهم وتزامنا مع المرحلة الثانية للانتخابات التي تشهد اكبر نسبة إقبال في تاريخ مصر بمفاجئاتها التي كسرت توقعات الجميع والتي أثبتت أن أكثر الناس جهلا بالسياسة هم السياسيين
فصعود القوى السلفية غير المتوقع ضمن آليات برلمانية شكل صدمة للمراقبين والمحللين الذين عجزوا عن توقع ذلك فعلى عكس الإخوان المسلمين الذين يمتلكون روئية سياسية وتفاعلوا مع العمل السياسي منذ فترة التأسيس وكان وجودهم ملحوظا خلال التطور السياسي المصري وامتلكوا بنية تنظيمية متماسكة وكوادر مؤهلة ومتميزة استطاعت أن تنمي مهارات القيادة والتواصل والاحتكاك مع الجماهير والرأي العام من خلال العمل النقابي والاجتماعي كمسار بديل خلال فترات التضييق وكذلك تواجدهم الملحوظ في برلمان 2005 يؤكد استعدادهم للعمل السياسي المباشر ووعيهم بضرورة وجود برنامج متكامل لمخاطبة كافة قطاعات المجتمع ,, إلا أن السلفيين الذين كانوا قبل اقل من سنة يحرمون العمل السياسي بالمجمل ناهيك عن الثوري يتصدرون المشهد السياسي المصري كأهم منافس علي حساب قوى سياسية تقليدية وعلي حساب القوى الشبابية والثورية التي كان لها دور بارز في مواجهة النظام السابق وكي لا نسترسل في تحليل الشأن المصري يجب أن نقر أولا أن ابعد الناس عن فهم الشارع هم من يتخذون صفة القادة السياسيين والمحلين الذين ينظرون للشارع ويتعاملون معه من خارجه وليس كجزء منه .
الأحداث المؤسفة التي تمر بها مصر والتي يصعب التكهن بالطرف الذي تصب في مصلحته إدخال البلاد في دوامة العنف وأزمة لا داعي لها وإيصال رسالة أن الثورة لم تحقق شيء فالمعتصمون والمتظاهرون الذين تم التنكيل بهم وسحلهم وقتلهم بسبب ذلك العدو الخفي الذي استطاع أن يعبر المراحل منذ فترة مبارك إلي الآن لازال يمتلك القدرة على التدخل والتأثير في مجريات الأمور لافتعال العنف ويتم تقييد القضية ضد مجهول .
من لا يفهم الهبات الثورية التي تحدث في مصر هو ذلك الذي تريحه مقولة إن الثورة انتهت فماذا يريد هؤلاء , والمصريون يستشعرون خطر الثورة المضادة التي تريد احتواء ثورتهم فكان الرد عليها بهذه الانتفاضات التي تمثل الرقيب علي مسار الثورة والضامن الحقيقي لعدم انحراف المسار وقد أثبتت فعاليتها في التصدي لبعض الأخطاء وان لم تخلوا من مشاكل ولغط ,, إلا أن الثورة اليمنية وعكس كل الثورات تفردت أن الثورة المضادة لم تبداء بعد انتصار الثورة أو خلالها لكنها كانت موجودة حتى قبل أن توجد الثورة ولذلك كان لزاما عليها أن تمتلك آليات واستراتيجيات عبقرية للرد بمقدار عبقرية الثورة نفسها .
المسيرة الراجلة من تعز السلمية منتهجة مسيرة الملح لرائد السلمية في القرن الماضي قد لا تتشابه معا إلا في طعم الملوحة الذي لا يجب أن يزيد عن الحد حتى لا ينقلب إلي الضد ,,تواجهها مخاطر كثيرة ليس أولها أن يتم الاعتداء عليها وتحويلها إلي مجزرة يتم تقييدها ضد مجهول يخرج الرئيس الشرفي ليطالب بمعاقبة فاعلها أو حتى عدم الإجماع الكافي عليها في البداية والتخوفات منها وعليها فتعز التي هي عاصمة الثورة بامتياز تحملت أقصى أنواع القصف والضرب والاستهداف لاعتقاد من كان يمتلك القرار انه إذا خضعت تعز فستموت الثورة وان من يملك تعز يملك اليمن إلا أن تعز فاجئتهم مصرة على أن ترسل روح الثورة إلي كل ارض اليمن مؤكدة علي استمرارية الثورة وأنها لا الظروف القاسية ولا التضاريس الصعبة ولا الطقس القارس يمكن أن ينال من عزيمتهم .
هذه المسيرة يجب أن تتحول إلي ثورة في قلب الثورة تعيد للثورة عنفوانها وشبابها كثورة وليدة تكتسح بقايا الطغيان المتشبث علي ارض الوطن ,, هذه المسيرة التي قوبلت بالترحاب وتنافس الثائرون في كل مسيرتها علي إكرامها إكراما للثورة والانضمام إليها ستواجه تحديا صعبا عندما تصل إلي صنعاء التي لابد منها وان طال السفر هذا التحدي لن يكون محصور فقط في مجرد الاعتداء عليها ولكن التحدي الأهم هو تمييعها وإخراجها عن الهدف الحقيقي لها بإشعال روح الإصرار والمقاومة إلي مجرد كرنفال احتفالي ينتهي أثره بنهايته فهؤلاء لم يخرجوا بهدف الاستعراض بل أرادوا أن تعلم بصمات أقدامهم علي كل ارض اليمن موصلة رسالة الثورة وموقظة الأرض من سباتها لتعلم انه لم يعد المسيطر علي الأرض المجنزرات أو الدبابات بل هيا الأجسام الناحلة التي تملك أرادة الجبال .
هذه المسيرة تمتلك قوة معنوية عملاقة إنها قادمة من قلب الثورة إلي صنعاء وقد اكتسبت التماسك والقوة والتوحد كالسيل الذي يزداد هديرا كلما التقى برافد جديد وكذلك ستقلب المعادلة بوصول الثائرين إلي الأجزاء التي كانت محرمة من صنعاء لتطهرها بمعين الثورة ناهيك عن الأنباء بوصول المستقبلين للمسيرة إلي تلك الأماكن هذا مع توارد الأنباء عن هروب رأس النظام السابق غدا بحجة العلاج وتسليم نائبه باقي صلاحياته كأول بشائر الخير لهذه المسيرة المباركة إلا أن وصولها إلي صنعاء يجب أن يترجم بفعل ثوري حقيقي تشدنه هذه الكتلة المتآلفة المتفقه ولن أقول كيف فالثوار الذين استطاعوا اختراق الجمود بهذا العمل غير المتوقع هم الذين يمكنهم تقرير ذلك دون الوصاية من احد أو التفكير نيابة عنهم .
الحصان الذي اقصده هنا ردا هلي الحصانة ليس حصان المؤتمر الأزرق علما انه لا يوجد في الطبيعة أي حصان ازرق لكنها قصة سمعتها يوما من عزيز عليا كنصيحة أحببت أن انقلها للثائرين عن رجل كان يمتلك حصان وفي إحدى الأيام سقط الحصان في حفرة وسط القرية التي يقطن فيها وعندما حاول أن يخرجه و أهل القرية من داخل الحفرة لم يستطيعوا فتركوه وذهبوا – متجاهلين! – لكنه أي الحصان أزعجهم بصهيله ليل نهار عندها قرر أهل القرية أن يتخلصوا منه ويهيلوا علية التراب – يحاربوه ! – وعندما بدئوا بذلك فان الحصان ويا للعجب لم يستسلم للدفن وكلما سقط التراب علي ظهره انتفض – ثورة ! – وألقى التراب تحت قدميه وارتفع رويدا حتى استطاع الخروج .
هكذا يجب أن يكون فعل الثوار ليس الاستسلام والتسليم بأنه ليس من الممكن خير مما كان بل يجب أن يلقوا بكل الأحمال والعقبات التي تلقى علي ظهورهم تحت أقدامهم ليصعدوا عليها وتصبح طريق يدوسوا عليها لتحقيق أهداف ثورتهم ,فلا الحصانة ستسقط حق الشهداء وتحمي القتلة ولا التوافقات السياسية والمبادرة ستسقط حق الوطن وحق الشعب في تحقيق أهداف ثورته .