لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي عاجل: حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك
صعب أن يتصور الإنسان أن المظلوم يطلق عليه «ظالم» والمسروق يقال له «سارق» والمجني عليه يقال له «جانٍ»، وغير معقول كذلك أن يقال للمفسد «مصلح»، وللباغي «عادل»، ولكنها والله الكوارث التي يستغفل بها الناس في بعض الأزمان والديار، وصدق الله حين قال: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ(12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ(13) (البقرة).
إن المفسدين اليوم عندهم من التبجح والصلف ما يدفعهم إلى ادعاء الصلاح، كأن يقولوا: إنما نحن مصلحون، لم يكتفوا بأن ينفوا عن أنفسهم الإفساد، بل تجاوزوه إلى التبجح والتبرير بأن يقولوا: إنما نحن مصلحون، وهؤلاء كثيرون جداً في هذا الزمان، لأن الموازين قد اختلت، ومن اختل ميزان الإخلاص والتجرد في نفسه اختلت عنده سائر الموازين والقيم، والذين تحجرت قلوبهم وأسنت نفوسهم يستحيل أن يشعروا بفساد أعمالهم؛ لأن موازين الخير والصلاح والشر والفساد تتأرجح مع الأهواء الذاتية ولا تتبع أبداً قاعدة أخلاقية، ومن ثم كان الحكم العادل في حقهم ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. كما أن هولاء لم يكتفوا بهذا الفساد الذي سموه إصلاحاً، بل جاؤوا عليه بمزيد من التطاول والتعالي على الناس ليكسبوا لأنفسهم وجاهة ومناصب زائفة في أعين الناس، بادعاءات كاذبة وشموخ فارغ، لا يأخذ الناس منه إلا البغي والعدوان والاستعباد، كما أنهم يستنكفون أن يسوَّى بينهم وبين جماهير الأمة، ومتى علم السفيه أنه سفيه؟!
ومتى استشعر المنحرف أنه بعيد عن المسلك القويم والصراط المستقيم؟! وهؤلاء في الحقيقة لا وزن لهم في حياة الناس ولا في مستقبل الأيام، ولكن قد تأتي من الفساد كوارث لا يطيق لها الإنسان حملاً، ومن كوارث هذا الفساد التي ضقت لها ذرعاً وما تحملت لها صبراً، من ذلك البغي على البرآء وتلفيق التهم للمصلحين، وتاريخ الأمة الإسلامية مليء بالمواقف والبطولات التي تصدت للفساد والمفسدين في أحلك الأوقات والظروف، وقاومت الظلم والظلمات في أصعب الأيام وأحرجها.
لقد أوذيت جماعة الإخوان المسلمين، واعتُقل الكثيرون من أعضائها، ونُسبت إليهم التهم، وخاضت فيهم الصحف، وإنه لابتلاء جديد، وامتحان يبشر برضاء الله عن هذه الجماعة، فإن سنة الله في الجماعات، أن يمحصها، وأن يميز خبيثها من طيبها؛ مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (آل عمران:179). وغداً تخرج الجماعة على الناس، وهي أشد مضاء، وأقوى عزيمة، وأصلب عوداً، لأن هذا الابتلاء المتكرر، دليل على قوة إيمان الجماعة وقربها من الله تعالى، وصدق رسول الله [: «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في البلاء...». فعلى الإخوان أن يقابلوا البلاء بالصبر والعمل، فإن الصبر كما قال الرسول [ «نصف الإيمان»، وليتأسوا بمن قبلهم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى إذا استيأسوا، جاءهم نصر الله.
فلا تقنطوا أيها الإخوة من رحمة ربكم، وأحسنوا الظن بالله سبحانه، فإن رحمته أقرب مما تظنون، وأسرع مما تنتظرون. ثم يقول يرحمه الله تعالى: «والتوجيه الأخير للإخوان: أن يحسنوا صلتهم بالله تعالى وبإخوانهم، وأن يترابطوا على أمر الله سبحانه، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يصبروا ويصابروا، وأن يعلموا أن جماعة الإخوان المسلمين لا تُحل على الورق، ولا بغلق الدور، وإنما تحل بانحلال ترابطهم، وفراغ قلوبهم من حب إخوانهم، وحب الدعوة، ولن يكون حل مادامت تنبض بحب الدعوة قلوبهم، وتخفق مع ذكر الله مشاعرهم، وماداموا قد وهبوا أنفسهم لها، يحيون فيها، ويعيشون بها ولها، ويضحون في سبيلها. ولن يضر الدعوة شيء أن تُغلق دورها وتعطل منابرها، ومادام كل منكم قد جعل للدعوة من قلبه داراً، ومن نفسه حصناً، ومن كان قادراً على القول فكل مكان له منبر. وستظل الدعوة بإذن الله حية قوية لها اعتبارها، ولها كرامتها مادمتم متماسكين مترابطين متحابين.