ترحيب يمني بقرار الخزانة الأمريكية معاقبة عدد من قادة الحوثيين أبرزهم المشاط وعبدالسلام ومحمد علي
رفض أمريكي للإجماع العربي حول غزة وخطة مصر بشأن إعادة إعمارها
أسماء 8 من كبار قادة الحوثيين طالتهم عقوبات أمريكية جديدة.. تعرف عليهم والدور الذي يقومون به
ترحيب أميركي روسي برسالة زيلينسكي .وكشف تفاصيل عن حجب الأسلحة والاستخبارات
تقلل الشعور بالجوع والعطش.. أطعمة ينبغي تناولها في السحور
معارك طاحنة فى السودان .. الجيش يحقق تقدما فى الخرطوم ويقترب من القصر الجمهورى
إعلان دستوري مرتقب في سوريا و مصادر تكشف التفاصيل
رسوم ترمب تهز الأسواق وبشكل مفاجئ ومخيف وسط تراجع حاد في وول ستريت
قائمة تاريخية جديدة تنتظر محمد صلاح في دوري أبطال أوروبا
أول رد فعل من إدارة ترامب على المقترح العربي لإعادة إعمار قطاع غزة
صعدة هي المحافظة اليمنية الملاصقة لجنوب المملكة العربية السعودية، وهي موطن جماعة الحوثي وميليشياتها «أنصار الله»، الموالية لإيران. ولا نبالغ عندما نقول إن إيران تريد، من خلالهم، أن تتواجد على الحدود الجنوبية للمملكة بما يشكله ذلك من خطر جسيم، ليس على السعودية فحسب؛ بل كذلك على أي سلطة تحكم صنعاء. فقد خاض الحوثيون، حلفاء إيران، خمس حروب ضد قوات الحكومة في زمن رئاسة علي عبد الله صالح، وهاجموا السعودية في عام 2009، وهم من قوّض الاتفاق اليمني الذي رعته الأمم المتحدة، عندما دخلت ميليشياتها العاصمة صنعاء واستولت على السلطة في سبتمبر (أيلول) 2014.
للسعودية في اليمن غايتان؛ الأولى تثبيت الشرعية لهذه الدولة الجارة، فأمن اليمن واستقراره مسألة حيوية لها. والثانية حماية حدودها وأراضيها من الفوضى والإرهاب والتهريب. وترتاب السعودية في الحوثيين بأنهم حصان طروادة الذي يختبئ داخله الإيرانيون، بهدف تطويق السعودية. وهم ينشطون حالياً بعمليات هجوم مستمرة على حدودها وقصف مدنها. ولولا قدرات السعودية الدفاعية العالية لكانت الصواريخ قد تسببت في هلع وأضرار خطيرة على مدنها الجنوبية، ومدن كبيرة مثل جدة ومكة المكرمة والطائف.
وما دام أن أكثر من ثلثي مساحة اليمن تم تحريره، وأصبح يخضع للقوات الشرعية تحت سقف التحالف، الذي تقوده السعودية، فإنها؛ أي الرياض، تملك خيارات جيدة؛ أولها أن تستمر في الحرب ومواجهة القوى المعادية في كل مكان في اليمن؛ ضد قوات صالح والحوثي وتنظيم القاعدة. والخيار الثاني أن تكتفي بما تحقق، وتكمل دعم قدرات الحكومة الشرعية عسكرياً لتعزيز نفوذها على مناطقها. الثالث أن تركز على حماية أراضيها، وتخلق منطقة عازلة جنوب حدودها، التي تشمل محافظة صعدة.
أعتقد أن الأول؛ الحرب الشاملة، قد يطول، وهي، في نظري، لم تعد ضرورية بوجود حكومة شرعية في عدن. كما أن صنعاء لم يعد يوجد لها أي تأثير على بقية الدولة. أما الخيار الثاني؛ التخلي التام عن الحرب؛ فهو ليس عملياً، لأن قوى، مثل إيران و«القاعدة»، ستنشط، والشرعية قد تضعف. في حين أن الخيار الثالث، وهو تنظيف شمال اليمن وخلق منطقة عازلة سيوحد كل القدرات في ضرب الحوثي في مسقط رأسه. وإن نجحت الحملة فستخدم نتائجها السعودية وبقية اليمن؛ حيث إن معظم الأزمة مصدرها الحوثيون. وبخلع هذا الضرس الفاسد في اليمن، سيستقر شمال اليمن، ويحمي السعودية، وبعدها يمكن الالتفات إلى صنعاء.
الحوثي مكوّن يمني صغير نسبياً، لا يتجاوز 3 في المائة من سكان اليمن، وقد يكون عدد الموالين له ضعف هذه النسبة، نتيجة نشاطه فكرياً وسياسياً وعسكرياً. ولا أملك معلومات موثوقة عن قواته وانتشارها، لكننا نعرف أنها جماعة صغيرة مسلحة ومتطرفة دينياً تتبع فكرياً وسياسياً إيران. ويمكننا أن نفهم خطر جماعة الحوثي أكثر عندما نقارنها بتنظيم القاعدة الذي يشبهها كثيراً. فصغر عدد أتباع تنظيم الحوثي لا يجعله قليل الخطر، فهو ملتزم آيديولوجياً، ويقوم على تعظيم شعيرة القتال: «الجهاد» وفق تفسيراته لها. وبالتالي، من دون محاصرته، سيظل مشكلة مزمنة وخطرة على الجميع. يمكن التعاون مع القبائل اليمنية في الشمال، فقد كانت دوماً حليفة للسعودية، ومصدر استقرار تلك المنطقة، ويمكن دحر الحوثي في صعدة، فهي مقر قيادته القبلية والعسكرية، وبهزيمتها سيقضى على ميليشياته في بقية مناطق النزاع. عند انسحابهم من صنعاء نتيجة حرب صعدة، سيكون أهون على بقية الفرقاء التفاهم على حل سلمي لمن تبقى في المدينة.
الوضع كما هو اليوم؛ فشل ذريع للحوثيين وصالح، منذ بداية الحرب؛ فشلوا في إقامة دولة لهم، وفشلوا في منع عودة الشرعية من المنفى. مع هذا، لا ننكر أنهم يستطيعون بصفتهم ميليشيات، لا جيوشاً، الاستمرار في المواجهات والمناوشات. وفي حال إنهاء قوة الحوثيين في محافظتهم، فحينها قد يخمد التمرد تماماً.