آخر الاخبار

ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ عاجل .. توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل عاجل : وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم

عيد مبارك يا أبناء «أخطر بلد في الكون»!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الخميس 09 سبتمبر-أيلول 2010 12:18 ص

يتزامن عيد الفطر المبارك في اليمن هذا العام، مع أوضاع معيشية صعبة، لم يشهدها البلد منذ سنوات، حيث يأتي مصحوباً بموت يومي في المحافظات الجنوبية، وفقر مدقع، وأسعار مضاعفة للسلع الغذائية، وتقشف حكومي، ولا أكراميات رمضانية ولا هم يحزنون..

ومن أبرز جديد هذا العام، أن أزمة سعر صرف الريال اليمني، التي عصفت بالبلاد الشهر الماضي، تسببت في ارتفاع الأسعار، ولما تعافى الريال، ظلت الأسعار كما هي، وكأن الحكومة هي من خطط لأزمة الريال لتهريب جرعة سعرية يكتوي بنارها الضعفاء من الناس الذين هم أغلبية ساحقة في هذا البلد المنكوب بسياسة قادته، فيما ترتفع أرباح التجار والميسورين، على هامش الارتفعات السعرية.. 

ولهؤلاء نقول: الريال تعافى.. إذن لماذا يا هؤلاء الذين بيدكم التجارة والحكومة لم تعد الأسعار كما كانت عليه قبل أزمة الريال؟

أي حكومة هذه التي كلما فشلت، كلما لجأت إلى جرعة سعرية يكتوي بنارها الضعفاء؟ وبأي حق تأخذ أموالهم؟ أليس أخذكم لأموال الناس بدون وجه حق عملاً "لصوصياً"؟

موظفو الحكومة لم يصرف لهم أي إكرامية رمضانية أو رواتب أشهر قادمة، ورواتبهم الرسمية التي تتراوح بين 30 – 50 ألف ريال، لا تقيهم ذل المسكنة ولا توفر لهم نصف حياة كريمة، وهو ما يضطر بعضهم منهم إلى الرشوة والاختلاس.. الخ..

ولن أبالغ إذا قلت أن 30% من سكان المناطق اليمنية ذات الكثافة السكانية، يعتمدون في دخلهم بشكل رئيس على أموال المغتربين في المملكة العربية السعودية وبقية بلاد الله، والذين تركوا أهليهم وديارهم، وهاجروا بعيداً عن الحوثي والحرك والسلطة، ليحترفوا بيع الملابس وغسل سيارات المترفين في الخليج.. مكتوين بنار الغربة والكفيل..وووو..

ولقد نجحت سياسة الرئيس علي عبدالله صالح القائمة على الموازنة بين الكبار واستعطافهم، في تقسيم المجتمع إلى طبقتين، طبقة الأغلبية المنسحقة، وطبقة التجار وكبار المسؤولين النافذين والأخيرة في قمة الرفاهية.. والمواطن المسحوق، لا يعاني جشع الحكومة وفسادها فقط، إنما يعاني أيضاً جشع التاجر، الذي يكسب من ظهر الموظف لديه مئات الملايين، بينما راتبه في أحسن الحالات لا يزيد عن مئة ألف ريال، أي ما يعادل 500 دولار..

وجشع القطاع الخاص، وظلمه للموظفين لم يلق حقه في وسائل الإعلام، لأن الكثير منها يعتمد على الإعلانات التجارية، ويمول من قبل شخصيات نافذة مترفة.. ومما ساعد فساد التجار هو تحالفهم من النظام الحاكم، بحيث يكمل كل منهم الآخر.. وهؤلاء طبقة فاسدة ظالمة تنتفخ بطونهم عن طريق الأسعار الغير مضبوطة حكومياً.. ويقتاتون من جلود الفقراء، الذين ماتت أرواحهم وعقولهم في زحمة البحث عن حياة كريمة تاركين السياسة وكل مميزات الإنسان.. أو كما يقول البردوني:

الجائعون الصابرون على الطوى .. صبر الربا للريح والأنواء

الآكلون قلوبهم حقدا على .. ترف القصور و ثروة البخلاء

ولابد من الإشارة إلى أن حروباً تجارية، بين الشركات التجارية، تجري بعيداً عن أعين الإعلام، ويتم فيها إقصاء بعض السلع الغذائية التي فضل المواطنون شرائها، لتتعافى شركة أخرى فاسدة، والخاسر أيضاً من غياب بعض الخدمات السلع، هو المواطن..

العيد المتزامن مع أيلول (عيد الثورة اليمنية التي أطاحت بالحكم الإمامي السلالي)، سبق بأحداث أمنية مضطربة في المحافظات الجنوبية، وخصوصاً في محافظتي لحج وأبين، حيث المواجهات العنيفة والموت اليومي للجنود والمواطنين، ولا أحد يعرف من بالضبط يقاتل الحكومة؟ الحراك أم القاعدة، أم كليهما؟ وأي الحراك هذا؟ وأي القاعدة هذه؟.. المهم أن هناك أسراً في مختلف مناطق اليمن تحتسي الدموع جراء تلك المآسي..

هذا هو عيد أبناء «أخطر بلد في الكون!» حسب تعبير مارتن بيل، سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدى بريطانيا والنائب البريطاني السابق الذي زار اليمن الشهر الماضي الذي قال إن اليمن هو «أخطر بلد في الكون»..! وهو توصيف يحتاج للوقوف معه كثيراً.. وقد داهمني شعور آخر وأنا أفكر أنني أعيش في «أخطر بلد في الكون»..

عيد على طريقة المتنبي الشهيرة، وهو يخاطب العيد، ويقول له بماذا عدت؟ وليت ما بيني وبينك من البعد أيها العيد يكون أضعاف ما بيني وبين أحبتي:

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ .. بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ؟

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ .. فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيـدُ