آخر الاخبار

رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية

إسماعيل هنية زعيم خلاف الزعماء
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 16 سنة و أسبوعين و يومين
الخميس 08 يناير-كانون الثاني 2009 10:46 ص

مارب برس - محمد داود-الجزيرة نت

يمكن لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن يسجل براءات اختراع عديدة في دنيا السياسة العربية، فهو أول رئيس وزراء يخطب في المسجد ويؤم المصلين ويحفظ القرآن عن ظهر قلب ويجلس على رصيف المعبر مع العابرين بانتظار أن يفتح لهم ليمر حيث مقر سلطته المهددة منذ يومها الأول.

لا يحظى هنية المولود عام 1963 في مخيم الشاطئ بعلاقات واسعة مع القادة العرب والرسميين، وهو بالتأكيد لا يعرف الكثير من السياسيين الغربيين، غير أن الرجل الذي اختارته كتلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) البرلمانية ليكون رئيسا للوزراء بعد انتخابات برلمانية اكتسحتها الحركة عام 2006 يحظى بشعبية كبيرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وتحول مع الحصار إلى رمز للجماهير حتى خارج فلسطين.

  

 

كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة بعد الانتخابات التي خسرتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس نفسه، وبدا الرجل مقبلا على مهمة ثقيلة لتأمين احتياجات نحو أربعة ملايين فلسطيني موزعين في الضفة الغربية وغزة، والمواءمة بين شعارات المقاومة ومتطلبات السلطة.

قدرات تصالحية

برز هنية في بداية حياته السياسية باعتباره من معتدلي حركة حماس تبعا لتصنيفات الإعلام والخصوم، فقدرة الرجل على الحوار وعلاقاته الحسنة مع قادة جميع التنظيمات جعلت منه رجل التسويات مع الآخرين في غزة كلما تأزمت المواقف الداخلية.

لكن علاقاته وقدراته التصالحية لم تمكنه من إقناع بقية الفصائل بالمشاركة بحكومته الأولى، وهكذا لم يمنح وقتا طويلا لإدارة الحكومة قبل أن يجد نفسه محاصرا بين مطالب عربية وغربية للاعتراف بإسرائيل والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية.

وبين قمع إسرائيلي متصاعد ومناكفات تنظيمية قادتها أجهزة الأمن الخاضعة للرئيس الفلسطيني، بلغت حد محاولة اغتياله مرتين أضيفتا لمحاولة إسرائيلية سابقة تعرض لها برفقة الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة في 6 سبتمبر/أيلول 2003، وتجاهل عربي تام، وجد إسماعيل هنية نفسه محاصرا في غزة عاجزا حتى عن الوصول إلى الضفة الغربية.

وبعد نحو عام عين رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية التي تلت توقيع اتفاق مكة بين حركتي حماس وفتح، وعين سلام فياض وزيرا للمالية في حكومته، وسيعين عباس في فترة لاحقة فياض خلفا لهنية، لكن فياض لن يتمكن من مد سلطته إلى معقل هنية في غزة.

لم يحسم اتفاق مكة الصراع بين برنامج حماس وبرنامج الرئيس الفلسطيني المسلح بحركة فتح ودعم غربي وعربي وقبول إسرائيلي غير مستتر، وكانت الصدامات بين مسلحي حماس وأجهزة الأمن التي يقودها محمد دحلان ذروة الصراع على الأرض، سرعان ما فرضت حماس سيطرتها على غزة ليفك عباس الاشتباك بالسيطرة على الضفة وحل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة هنية متجاوزا المجلس التشريعي.

على لائحة الاغتيالات

عقب "الحسم" أو "الانقلاب" الذي قادته حكومة الوحدة على أجهزة الأمن المتمردة، ظل هنية يعتبر عباس رئيسا شرعيا بينما كان الأخير يصر على أن يتسلم قطاع غزة ليعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "الانقلاب"، رفض هنية وإصراره على أن تسليم القطاع يجب أن يسبقه إعادة تشكيل أجهزة الأمن على ما يراها أسسا وطنية حال دون تجاوز الخلاف.

بعد "الانقلاب" شددت إسرائيل حصارها لتخنق القطاع وتم عزل هنية عربيا، إذ جرى التعامل مع حكومته باعتبارها حكومة مقالة تسيطر بالقوة على غزة، بينما أكدت الجامعة العربية والحكومات العربية على اعترافها بشرعية عباس باعتباره منتخبا وممثلا لجميع الفلسطينيين.

يتربع هنية المنحدر من قرية الجورة القريبة من عسقلان المحتلة عام 1948 منذ سنتين على قمة قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، لكن الرجل يصر على أنه لن يعترف بإسرائيل، وهو يؤمن أن كل محاولات اقتلاع حكومته وحركته من السلطة سببها رفض الاعتراف بإسرائيل.

تنقل هنية بين المعتقلات الإسرائيلية والكتل الطلابية وعرفه أهالي غزة إماما وخطيبا مفوها مثلما عرفوه رئيسا للوزراء لا زال يقطن في بيته القديم في مخيم الشاطئ، وينتقل حين يخف الخطر على قدميه بين بيته ومسجده القديم، ويبدو الرجل كربان يبحر وسط العواصف لكنه يصر على غرس مرساته في مخيم الشاطئ لتذكره أنه مجرد لاجئ.