بوابة الرحيل

بوابة الرحيل
بقلم/ طارق كرمان
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 28 يوماً
الخميس 24 فبراير-شباط 2011 11:20 م

يـا  رياحَ التغيير حُثِّي iiالغيارى      فـي  بلادي واستنفري iiاستنفارا
من  رُبى تونُسٍ ومن نيلِ iiمِصرٍ      جِـئتِ كالنورِ ترشدين iiالحيارى
بـانتصارينِ  أبـدلا كـلَّ iiيأسٍ      في  قلوبِ المستضعفينَ iiانتصارا
فـإذا بـالشعوب فـي كلِّ iiقُطرٍ      عـربـيٍّ  مُـكَـبّلٍ تـتـبارى
بـسباقٍ  حـامٍ على المرتِبِ الثا      لِـثِ  فـي ثـورةِ الكرامةِ iiدارا
ذكَــرَ الـليبيّون فـيه iiأبـاهم      عُـمرَ الـمختارَ العظيمَ iiافتخارا
مـسـتلذّين  كُـلَّ طـلقة iiنـارٍ      تـقذفُ  الـقذّافيَّ خـزياً iiوعارا
فـاذكروا أيـها الـيمانون iiآبـا      ئَـكُـمُ الـثـائرين والأحـرارا
سـرَقَ الـمفسدون ثـورتَهُم iiفل      تـثِـبوا لاسـتـردادها iiثُـوارا
سـرَقوها نـعم، ولم يترُكوا iiمن      هـا لـنا إلا الـعيدَ iiوالـتذكارا
واسـتَبدّوا بالحُكم واستأثروا iiبال      أمـرِ واسـتكبروا بـه استكبارا
لـيـقوموا  مـقامَ ألـفِ iiإمـامٍ      ويـكونوا هـمُ لـنا iiاسـتعمارا
بـبطونٍ  هـيمٍ جـياعٍ iiوِسـاعٍ      يـلـتهمنَ  الـحقول iiوالآبـارا
ولـها كـل مـوردٍ باتَ iiمهضو      مـاً أصـلباً أمَ سـائلاً أم iiبخارا
ثُـمَّ  يـا لـيتهم بـذلك يـستك      فُـونَ  أو يـكفُون العبادَ iiادّرارا
بـل  لـقد قاسَموا أجورَ الأيادي      وعـلى الـربحِ شاركوا iiالتجارا
وعـلى  كُـل خِـدمَةٍ غَـثّةٍ iiأو      سـلعةٍ  أسـعروا لـنا iiالأسعارا
وفـواتيرَ تـحسُبُ الـماءَ iiشَهْداً      وعـلى الضَوء ترصُدُ iiالأبصارا
وكـأنّ الـبلادَ مُـلْكٌ لـهم iiوال      شـعبُ فـيها يُـسدّدُ iiالإيـجارا
طـفح  الـكيل بـالبلادِ iiفـساداً      سـاد  في الناسِ شَرّه iiواستطارا
فـي نـظامٍ مـا فـيه أي iiنظامٍ      واقـتصادٍ هـوا فصار iiاقتصارا
وبـكُـلّ الـمـؤسساتِ تـفشّى      بـل  غـدا مـنهجاً لها iiومسارا
فـإذا بـالتعليم يـصبح iiتـعتي      يـماً وغَـشّاً يـزيدُنا iiأصـفارا
وإذا  بـالقضاء يـغدو iiفـضاءاً      كـم تـرى فـيه قاضياً سمسارا
وعـلى  أبـواب المحاكم يُشرى      شـاهدُ الـزورِ لا يـهُمُّ iiاستتارا
كـلُ  هـذي الأهوال باسْمِ iiعليٍّ      فـعـلى  أيّـها يـريد iiحـوارا
يـا  أبـا أحـمدَ المنادى iiزعيماً      فـي يـمانٍ مُذْ ثلثِ قرنٍ توارى
طُـرُقاتِ  الإزفـلتِ ليست نموّاً      وبـناءُ الإسـمنت ليس iiازدهارا
فـاقتصاد الـبلاد يـوماً فـيوماً      مُـذ  تـزَعّمتَ لا يَكُفّ iiانحدارا
تـحتَ  إغـضائكَ المعاولُ iiفيها      مـلأتْ  أنـفُسَ الـعبادِ دمـارا
وتـغاضيكَ  عـن جـرائِمِهمْ لم      يَـكُ  حِـلماً وإنـما iiاسـتهتارا
فـاحتمل ثـورَةَ الـشبابِ iiعليها      أم  تـوقَّعتَ أن يظلّوا iiصغارا؟!
لا  تَـلُمنا إذِ انـتفضنا غِـضاباً      كـثرةُ الـضَيمِ تـستفزّ iiالحِمارا
جُـلُّ من تحتَ حكمِكُم ولِدوا، iiلم      يـجدوا  فـي ظـلالِهِ iiاستقرارا
ثُـلثُ  قـرنٍ وهُم يزيدون iiيوماً      بـعـدَ يـومٍ بـطالةً iiوافـتقارا
لـم يـكُنْ فـيها للمعيشةِ iiمسعىً      لـهُمُ  غـيرُ أن يـجافوا iiالديارا
وبَـقوا  في دَوّامَة اليأسِ بينَ iiال      قـنصليّاتِ  يـشتكونَ iiالـدّوارا
أمَـلاً  فـي تـأشيرَةٍ هـيَ رِقٌّ      وعُـبـودِيّةٌ  تُـنـالُ iiاخـتيارا
فـإذا  لـم يحظَوْا بها في iiجوازٍ      جـاوزوا  نحوها الحدود انتحارا
فـيُضامون حيثُ حلّوا iiاضطهاداً      ويُـسامونَ  في الشعوبِ iiاحتقارا
فـأَتَتْ مـن مصرٍ وتونُسَ iiريحٌ      حُـرّةً  تَـبعَثُ الأمـاني iiالكِبارا
فـرَمَوا  أحـلامَ الهروب iiوهَبُّوا      بـأيـاديهم  يـهدمون iiالـجدارا
مُـقسِمي  الـعهدَ لـلبلاد بأنْ iiلا      يـتركوها  فـي ما تعُاني iiفرارا
بـل يـعيشوا على ثراها iiكراماً      أو يـمـوتوا لأجـلها iiأحـرارا
ولـهـذا  أيــا عـليُّ iiأقـرُّوا      لـك  أنـت الرحيلَ عنها iiقرارا
فـلتدع  هـذه الـحلولَ التي تغ      ري بـهِنَّ الأحـزابَ لا iiالثّوّارا
عَزّ  شأنُ الشبابِ عن أيِّ iiحزبٍ      حـاكِمٍ أو مُـعارِضٍ أن iiيُـدارا
كُـل تلك الأحزابِ لم يعبئوا iiقَبْ      لُ بـهِ.. أو يُـعطوه قطُّ iiاعتبارا
مـا تـبَنّوا هُـمُومَهُ يومَ iiضعفٍ      أفَـيحْكُونَ  بـاسْمِهِ يـومَ iiثارا؟
إنّـها  ثـورةُ الـشبابِ لمن iiشا      ء  الـتحاقاً بـرَكْبِها لا iiاجترارا
ونـداء  الرحيلِ لو كُنتَ iiتصغي      صـارَ فـيها شـعيرةً لا iiشعارا
فـارْحلِ  الآنَ، عاجلاً، هذه iiاللحْ      ظـةَ،  حـالاً، بسرعةٍ، وابتدارا
ارْحـلِ الآنَ لـو تكرّمتَ iiطوعاً      ذاك  خيرٌ من الرحيل iiاضطرارا
لا  تـعِدنا بـأي شـيءٍ iiفـلَسنا      مـستعدّينَ أن نـشيبَ انـتظارا
وكـفـانا  تـعُـلّقاً iiبـسـرابٍ      وكـفـانا  لـلمخفقين iiاخـتبارا
والـقطارُ الذي وعدتَ به iiارحل      فـوقَهُ  أنـتَ.. لا نـريد قطارا
وخُـذِ  الـكهرباءَ إن شـئتَ إنّا      سـنرى الـليلَ لو رحلتَ iiنهارا
لا تـراهن عـلى تـسلّحِ شعبي      أو  عـلى جـهلِهِ ولا iiتـتمارى
إنّ إيـمـانَهُ وحـكـمَتَهُ iiكــم      بـهما  الـجهلُ والسلاحُ iiتوارى
وجنودُ  الجيش الأشاوسُ هُم iiمَن      سـوفَ يـحمونَهُ إذا ما استجارا
وانـهيارُ  الـنظامِ لا تخشَ iiمنهُ      فـهو  لـم يُـبْنَ بعدُ كي iiينهارا
رايةُ الشعبِ أعطِها الشعبَ لا يح      يــى ولا أحـمداً ولا iiعَـمّارا
بَـيْضَةُ  الـحظِّ غـادرَتْكَم iiإلينا      فـاحْسِم  الأمـرَ حِسبةً لا iiقِمارا

وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك تيليجرام

أقسام الموقع

تواصل معنا عبر شبكات التواصل